ترك برس

رأى أستاذ العلاقات الدولية والمحلل التركي، سمير صالحة، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ارتكب خطأين أساسيين من خلال تغريدته على موقع "تويتر"، والتي هدد فيها بتدمير تركيا افتصاديًا في حال هجومها على ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG) الانفصالية في سوريا.

وقال صالحة، خلال مشاركته في برنامج على قناة روسيا اليوم، إن الخطأ الأول هو أن ترامب ربط بين مسألة تدمير الاقتصاد التركي بدعوى مهاجمة أنقرة لوحدات حماية الشعب في سوريا.

وأشار إلى أن الخطأ الثاني المرتكب أيضًا من قبل ترامب هو الربط بين مجموعات وحدات حماية الشعب التي تنسق مع واشنطن في سوريا وبين حماية الأكراد ككل بهذا البلد، وأن هذا الأمر تسبب بردة فعل غاضبة من تركيا.

وبيّن صالحة أن هذا ليس هو التوتر الأول بين تركيا والولايات المتحدة، ولن يكون الأخير، حيث عاش الجانبان أكثر من توتر في العقود الأخيرة سواء على الصعيد الثنائي أو الإقليمي، ولكن كل طرف بقي على موقفه.

وأوضح أن التقارب التركي الروسي الأخير يغضب الولايات المتحدة، لأن أنقرة لا تريد أن تكون مثل بعض دول المنطقة تابعة للولايات المتحدة.

وشدّد على أن تركيا تقبل بأن الولايات المتحدة دولة عظمى وأنها قادرة على استهداف الاقتصاد التركي، ولكن واشنطن أيضًا تعرف بأن أنقرة لاعب إقليمي أساسي في المنطقة وقادرة على قطع الكثير من السياسات الأمريكية في أكثر من ملف.

وأضاف: "هذه النقطة لا تزعج الولايات المتحدة لوحدها، وإنما تزعج العديد من اللاعبين الإقليميين اليوم، لذلك نرى أن توقيت تصريحات ترامب مرتبطة بأكثر من تحرك، فهي مرتبطة بشكل مباشرة بتحرك وزير خارجيته (مايك بومبيو) باتجاه بناء مشروع إقليمي أمريكي جديد بالمنطقة لذلك هو يحاول أن يضغط على أنقرة لرفضها هذا المشروع".

وتابع: "لو كنت في موقع السلطة بتركيا، لربما قررت أن استدعي السفير التركي من الولايات المتحدة كردّة فعل على هذا التصعيد الذي يستهدف تركيا مباشرة واقتصادها، حيث لا يمكن السكوت على هذا الموقف".

في سياق متصل، قال أستاذ المالية والمصارف بجامعة ماردين التركية، مسلم طالاس، في حديث لصحيفة العربي الجديد، إن "تهديدات الرئيس الأميركي بتدمير الاقتصاد التركي يندرج ضمن تغريدات للاستهلاك الإعلامي، أكثر من كونه واقعيا، ولكن يمكن لواشنطن أن تفرض عقوبات تجارية تعيق النظام المصرفي التركي أو تعيد فتح ملف (هالك بنك) ما يمكن أن يؤثر على سعر الصرف. وإن بأقل حدة مما جرى في أغسطس/ آب الماضي، لأن تركيا احتاطت بشكل كبير".

وأضاف طالاس أنه "إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات تجارية أو على هيئات ومؤسسات ومسؤولين، فيمكن أن تؤثر على استقرار الاقتصاد التركي، لأنه ناشئ"، مشيراً إلى أن الآثار ستطاول تدفق الاستثمارات والليرة وبالتالي على نسبة النمو المتراجعة أصلا خلال العام الماضي".

وأوضح أن هذه التأثيرات لا تصل لتدمير أو حتى هزة قوية للاقتصاد، لأنه قوي ومتنوع كما أن أنقرة لديها شركاء وبدائل متعدّدة ابتداء من روسيا وصولا لدول آسيا وأميركا الجنوبية، حيث أسست علاقات جيدة معهم خلال الفترة الأخيرة، بما يضمن استمرار أهدافها التنموية كما هي مخططة، لمئوية تأسيس الجمهورية بعد ثلاثة أعوام".

وحول الإجراءات التركية بالرد وتحصين اقتصادها، يضيف الأكاديمي التركي طالاس أن "اقتصاد تركيا لا يعتمد على الاقتصاد الأميركي، لكنه بنفس الوقت يتأثر بالتقلبات السياسية الخارجية، كونه يعتمد على استثمارات ورؤوس أموال خارجية".

وصرح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الإثنين، أن بلاده أبلغت الولايات المتحدة الامريكية بعدم خشيتها من أي تهديد، وأنه من غير الممكن لواشنطن بلوغ الغايات عبر التهديد بـ"تدمير" اقتصاد تركيا.

وتابع تشاووش أوغلو قائلاً: "الشركاء الاستراتيجيون لا يتحدثون عبر وسائل التواصل الاجتماعي". وحذر أنه من غير الممكن التوصل إلى نتيجة مرضية في حال تم المساواة بين تنظيم "بي كا كا" الإرهابي والأكراد.

وأشار إلى أن اقتراح واشنطن انشاء "منطقة آمنة"، شمالي سوريا، جاء بعد رؤيتها عزم واصرار تركيا، لافتا في هذا السياق إلى عدم معارضة أنقرة لهذه الخطوة مبدئياً.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!