ترك برس

قال محللون إن الهجوم الانتحاري الذي استهدف القوات الأمريكية في شمال سوريا أول من أمس يظهر الحاجة الملحة لتعزيز التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وتركيا من أجل تأمين المنطقة التي سينسحب منها الجيش الأمريكي.

ولقي أربعة جنود أمريكيين مصرعهم يوم الأربعاء الماضي في تفجير وسط مدينة منبج شمالي سوريا التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب "ي ب ك" المدعومة من الولايات المتحدة. وقد وقع الهجوم قرب أحد المطاعم في المدينة لدى مرور دورية لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ما أدى لمقتل 14 شخصا آخرين.

وقال كيليتش كانات، مدير الأبحاث في مؤسسة سيتا بواشنطن، إن الهجوم الأخير يظهر الحاجة إلى التحول في محاربة الإرهاب من خلال تعاون أفضل بين الدول الفاعلة، مضيفًا أن الصراع لم يعد مرتبطا بالأرض.

وأوضح كانات لموقع قناة الجزيرة الإنجليزية أن على الولايات المتحدة ودول أخرى أن تبتعد عن النظرة القاصرة في مكافحة الإرهاب على الأرض، والتوجه إلى مكافحة الإرهاب على المدى الطويل، من خلال التعاون على مستوى الدول القومية لاستهداف تمويل الإرهاب والاتجار بالبشر.

وأردف بالقول إن ذلك يعني أن ميليشيا وحدات حماية الشعب "ي ب ك" لا تملك الأدوات اللازمة لشن هذه الحرب في الوضع الحالي، حيث إن الحرب على داعش لم تعد صراعا إقليميا.

وكان من المتوقع في البداية أن يكون الانسحاب الأميركي من سوريا سريعاً، لكن الجدول الزمني أصبح غامضاً، حيث تلا الإعلان عن الانسحاب وضع شروط جديدة من بينها ضمان سلامة قوات سوريا الديمقراطية التي تهيمن عليها ميليشيا وحدات حماية الشعب "ي ب ك" التي تعدها تركيا جماعة إرهابية.

وزادت حدة التوتر بين أنقرة وواشنطن بعد أن طلبت الأخيرة عدم توجيه ضربة لميليشيات وحدات حماية الشعب "ي ب ك"، وهدد الرئيس الأمريكي بتدمير اقتصاد تركيا، إذا اقدمت على ذلك. كما تسبب توقف خطة البلدين حول مدينة منبج في تصعيد التوتر.

ويرى المحلل السياسي والأستاذ بجامعة أنقرة، محيي الدين أتامان، أن واشنطن هي التي لم تنفذ اتفاق منبج حتى الآن، علاوة على غموض موقفها من الانسحاب من سوريا وتضارب التصريحات في هذا الصدد، وهي أمور تقلق تركيا، وتجعل المسؤولين الأتراك يشكون في نوايا الولايات المتحدة.

وأضاف أتامان أن هذه الشكوك تجعل تركيا تتشكك أيضا في الاتفاق الذي تم التوصل إليه أخيرا بشأن إنشاء المنطقة العازلة، مشيرا إلى أن هجوم منبج الأخير يظهر يظهر عدم قدرة "ي ب ك".

وقال أتامان "سيتعين على واشنطن احترام حساسيات تركيا، إذا كانت تريد التعاون مع أنقرة بشأن داعش والقضايا الأوسع في الأزمة السورية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!