ترك برس

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده تعمل من أجل ضمان استلام منظومة صواريخ "إس-400" الروسية للدفاع الجوي، في يوليو/ تموز القادم، والذي تحتفل فيه تركيا بذكرى إفشال محاولة إنقلاب نفّذتها عام 2016، منظمة مدعومة من دول غربية، في مقدمتها الولايات المتحدة.

جاء ذلك في تصريح للصحفيين الأتراك خلال عودته من مدينة سوتشي الروسية بعد مشاركته في قمة ثلاثية حول الأزمة السورية، مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني.

وحسب صحيفة حرّييت التركية، قال أردوغان إن تركيا لن تتراجع عن صفقة شراء منظومة "إس-400" من روسيا، مع انفتاحها على شراء منظومة "باتريوت" الأمريكية بما يتوافق مع مصالحها، وخاصة فيما يتعلق بالانتاج المشترك والإقراض والتسليم المبكّر.

ورأى مراقبون أتراك أن رئيس بلادهم قد يحرص على إحضار المنظومة الصاروخية المتطورة إلى تركيا في اليوم الذي وقعت فيه محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا (15 تموز/ يوليو) من قبل منظمة "الكيان الموازي" التي يتزعمها "فتح الله غولن" المقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية والذي يحظى بحماية غربية واسعة.

في سياق متصل قال مسؤولون أمريكيون لوكالة رويترز الدولية إن العرض الأمريكي الرسمي لبيع أنظمة باتريوت لتركيا ينتهي في نهاية مارس/آذار، وإنه سيتعيّن تقديم عرض جديد بعد ذلك.

وقال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة طلبت من تركيا تقديم ولو رد غير رسمي بحلول 15 فبراير/شباط لتوضيح ما إذا كانت ستمضي قدما في شراء أنظمة "إس-400".

وقالت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) مرارا إنها ملتزمة بشراء النظام الدفاعي الصاروخي الروسي رغم تحذيرات من الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة من أن أنظمة "إس-400" لا يمكن أن تدخل في نظام الدفاع الجوي التابع للحلف.

ووضع المسؤولون الأمريكيون مهلة غير رسمية لأنقرة حتى يوم 15 فبراير/شباط للرد على العرض الأمريكي المنافس وقالوا إنه إذا مضت تركيا قدما في صفقة "إس-400" فإن واشنطن ستسحب عرضها بيع صواريخ من طراز باتريوت التي تنتجها شركة رايثيون بقيمة 3.5 مليار دولار لتركيا.

كما قال المسؤولون إن ذلك من شأنه أن يعرض صفقة بيع مقاتلات "إف-35" التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن لتركيا للخطر وقد يؤدي إلى فرض عقوبات أمريكية.

وتعد منظومة صواريخ "إس-400" الروسية، مضادة لطائرات الإنذار المبكر، وطائرات التشويش، وطائرات الاستطلاع، ومضادة أيضًا للصواريخ الباليستية متوسطة المدى.

** الانقلاب الفاشل

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/ تموز 2016، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لـ"غولن"، حاولوا خلالها السيطرة على مفاصل الدولة، ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.

وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة نحو مقرّي البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن بعدد من المدن.

وأجبر الموقف الشعبي آليات عسكرية كانت تنتشر حول تلك المقرات على الانسحاب، ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي الذي أوقع نحو 250 شهيدًا وآلاف الجرحى.

يذكر أن عناصر منظمة "غولن" قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.

ويقيم فتح الله غولن في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه، من أجل المثول أمام العدالة، إلا أن واشنطن تماطل في التسليم تحت ذرائع مختلفة تثير انزعاج أنقرة.

وقال الرئيس التركي في وقت سابق إن الولايات المتحدة لا تتصرف بإخلاص وشفافية بشأن ملف إعادة زعيم منظمة غولن الإرهابية.

وأضاف أردوغان: "هناك عشرات القرارات التي اتخذتها المحاكم التركية وسلّمنا الجهات الأمريكية 85 ملفًا حول التنظيم الإرهابي. إلّا أنهم لا يريدون إعادة زعيم غولن. ونحن نستعيد بعضهم من الدول الأخرى ونواصل محاولة استعادة البقية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!