هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

لا أدري إن كنتم تلاحظون..

كلما حاولنا لفت الانتباه إلى "اقتراب تأسيس نظام عالمي جديد مظلم"..

وكلما سعينا لتوضيح مساعي الولايات المتحدة لدفع العالم إلى اقتتال أشد..

يجن جنون أتباع تنظيم غولن.

فيلجؤون إلى الهجوم عن طريق وسائل التواصل الإعلامي.

لأن المهمة الموكلة إلى التنظيم هي إخفاء الحقائق إلى حين اندلاع الحريق في العالم.

في الآونة الأخيرة، ألاحظ التصرفات ذاتها لدى الشريحة المسماة بـ "المحافظين الليبراليين".

فهم يصفقون بكل حماس إزاء كل ما يتخذه الغرب من قرارات.

ولا يستطيع المرء منع نفسه من التساؤل: يا ترى لو كان لهؤلاء مناصب في الحكومة الآن هل كانوا سيسقطون مقاتلة لقطر أو فنزويلا؟

***

لسبب ما لا نبدي اهتمامًا كبيرًا بالتفاصيل ونهملها على الرغم من أهميتها.

ما سيكون عليه عالمنا في المستقبل القريب يكمن في تلك التفاصيل.

على سبيل المثال، ظهر مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون كالحمل الوديع في الصور الملتقطة له خلال زيارة أنقرة، وانقلب صقرًا مؤيدًا للتحالف مع إسرائيل والسعودية بعد مغادرة حدودنا مباشرة. فهل هذا مشهد دبلوماسي بسيط؟

أو هل يمكن اعتبار صراع جماعة بولتون مع طاقم جاريد كوشنر، صهر ترامب، في أروقة البيت الأبيض مجرد نوبة غضب؟

***

في يناير الماضي كان هناك تسريب ملفت للانتباه.. لم نركز عليه وبعد ذلك نسيناه..

تمكن فريق الهاكر المسمى "أنونيموس" من الوصول إلى بعض ملفات "Integrity Initiative"، المعروفة بأنها مشروع مشترك للاستخبارات الأمريكية والبريطانية، ونشرتها.

أول ما يلفت الانتباه هو أن بعض مدراء الشركات ورجال الأعمال بدؤوا العمل من أجل القيام بـ"أنشطة وطنية" ضد روسيا (أليست استراتيجية "حرب باردة" كالجليد؟).

لكن الناحية المهمة في التسريب هي الإعداد لحملة تحت عنوان "ترغيب المسلمين الجهلة بالناتو، الذي يعتبرونه عدوًّا". هذا يعني أن الحلف سيتوسع عما قريب ليتحول إلى "ناتو جديد".

***

وهناك تفاصيل أخرى..

على سبيل المثال، مصر.. هذا البلد الذي تواجه شريحة كبيرة من شعبه صعوبة في تأمين قوتها اليومي، يتسلح بلا توقف. والغريب أنه لا يمل من إجراء المناورات العسكرية الواحدة تلو الأخرى.

أقرب حلفائه العسكريين هم جنوب قبرص واليونان وفرنسا..

لماذا أتحدث عن كل هذه التفاصيل؟

إلى متى سنتأخر في التحري عن هذا الحدث سواء على صعيد الدولة أم على صعيد الشارع؟

لأنني تحدثت بهذا الشكل عن مصر ستتحرك حسابات تنظيم غولن على وسائل التواصل الاجتماعي..

لكن كما هو معروف، فهي لا تنبس ببنت شفة تجاه مصر السيسي..

عن الكاتب

هاشمت بابا أوغلو

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس