هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

انظروا الآن إلى المشهد في البحر المتوسط.. الأسطول الأمريكي هناك.. جزء من سفنه يتحرك في البحر. هناك فرقاطتان له في سواحل لارنكا على أهبة الاستعداد للتدخل في شرق المتوسط. علاوة على غواصتين إحداهما في سواحل بيروت تحمل على متنها عشرات من صواريخ كروز.

أما روسيا، فتقيم تعاونًا مع قبرص وسوريا ومصر. الطراد "موسكو"، فخر الأسطول الروسي، يرسو في قاعدة طرطوس البحرية. بينما تتجول فرقاطة الأميرال غريغوريفيتش ذات الصواريخ عالية التكنولوجيا في المياه الإقليمية السورية.

كما أن سفن الأساطيل البريطاني والفرنسي والإيطالي تجري دوريات مستمرة في المنطقة. الملفت للانتباه أكثر هو أن إسرائيل ومصر وجنوب قبرص أصبحت لا تمل من إجراء المناورات البحرية المشتركة منذ الخريف الماضي.

***

حتى الأطفال الصغار أصبحوا يعلمون أن الأزمة السورية ليست السبب الوحيد في هذه التحركات العسكرية الجارية قاب قوسين أو أدنى منا..

الجميع عينه على احتياطيات الغاز الطبيعي والنفط في شرق المتوسط. يدور الحديث عن احتياطي من الغاز الطبيعي في محيط قبرص يقدر بـ 3.5 تريليون متر مكعب. ومعروفة هي الموارد التي عثرت عليها مصر.

هناك توقعات بوجود حقول نفط على سواحل المنطقة وفي وسط البحر. كما أن المنطقة طريق تجاري شديد الأهمية. طريق يربط آسيا والمحيط الهندي وإفريقيا والشرق الأوسط بأوروبا.

إنها كعكة رائعة، ومنطقة هامة تلعب دورًا في صياغة القرن الواحد والعشرين من جديد.

ولهذا.. مهم جدًّا أن ندافع عن حقوقنا السيادية في شرق المتوسط ونرفع علمنا هناك ونسهر على حماية مياهنا الإقليمية، مهما كانت الذريعة (عسكرية أو تنقيب عن النفط، إلخ)..

***

والآن يخرج إلى منصة البرلمان نائب من حزب الشعب الجمهوري قائلًا: "لندع التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في البحر المتوسط". هل يمكن ألا يعلم النائب ما ذكرته أعلاه؟

نائب لا يعلم ما يعرفه طلاب الثانوية، هل هذا ممكن؟

وما معنى قوله: "لم يُعثر حتى على دلو من النفط في عمليات التنقيب الجارية حتى الآن"؟

ألا يعلم من يريد الحديث من منصة البرلمان في مثل هذا الموضوع أن المئات من عمليات التنقيب جرت عبثًا على مدى سنين قبل العثور على حقول النفط التي تضخ ملايين البراميل في بحر الشمال اليوم؟

السؤال المطروح الآن هو الآتي:

النائب وزملاؤه في الحزب، الذين يقولون "لندع التنقيب عن النفط في البحر المتوسط"، هم نواب عن من في الحقيقة؟

عن الكاتب

هاشمت بابا أوغلو

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس