ميرا خالد خضر - خاص ترك برس

"إذا كانت غاضبة منك أو حزينة  أو تريد مفاجأتها وإدخال السعادة إلى قلبها، أو عاشقا لم تجرؤ بعد على طلب يدها فلا تفكر كتير أو تتردد فعليك إهداؤها وردة واحدة تفي بالغرض..."

جُلّ نساء العالم متيمات بالأزهار والورود من الأمهات، وربات البيوت، والسيدات والبنات اللاتي يبحثن عن الجمال والتعبير عنه..

ولا تختلف نفسية المرأة التركية بالتأكيد عنهن فتعتبر الأزهار والورود في حياتها أجمل الكلمات وأنقاها وأصدقها، فتنثر وريقاتها العطرة في داخل أعماقهن جميع تناقضات المشاعر الإنسانية من معاني الحب والرومانسية والأمل والتفاؤل والبهجة والشوق والفرح والحزن والدموع والانتظار... فوردة كافية لأن تقول الكثير من الكلمات والأحاسيس بأجمل وأرقى أسلوب، ولكل وردة لغتها الخاصة بها وحدها ومناسبتها التي تحاكي مزاجهن وحالتهن النفسية وشخصيتهن بحسب أبجديات الورود..

أزهار التوليب والقرنفل في حياة التركيات

تنصح إحدى الدراسات النساء اللواتي يتعرضن للضغوط في حياتهن إلى إحاطة أنفسهن بالأزهار لتحسين مزاجهن وأدائهن، الأمر الذي طبقه بالفعل النسوة الأتراك..

فأزهار التوليب أو “اللّالِه” (Lale) كما يسميها الأتراك لها أهمية كبيرة لمدينة المآذن إسطنبول وجمال حدائقها، ويعود تاريخ أزهار التوليب في تركيا بعد جلبها من مواطنها الأصلي في آسيا الوسطى إلى الأناضول، وفي عهد الدولة العثمانية تم نقلها إلى أوروبا في القرن السادس عشر..

كما سُمي أحد عهود الدولة العثمانية بـ”عهد التوليب”، وهي الفترة الممتدة من 1718 إلى 1730 للميلاد، حين ساد السلام فيها بعد توقيع معاهدة مع الإمبراطورية النمساوية، ما أتاح المجال للمزيد من الاهتمام بهندسة الحدائق والفنون الاخرى..

تُمثل زهرة الـتيوليب الحمراء للمرأة التركية القوة والحب والعاطفة، أما القرنفل فيحاكي العشق بحبيبٍ مميزٍ ليس له مثال بين الآخرين. فالقرنفل الأحمر يرمز إلى الحب العميق، بينما يرمز القرنفل الأبيض إلى البراءة، والطهارة، والنقاء، والإخلاص في العلاقة... وترتبط أزهار القرنفل كثيرا بحياة الأتراك ويظهر ذلك جليا بارتباطهم الوثيق بها، وفي تصريح سابق لرئيس اتحاد مصدري منتجات الورود وزهور ونباتات الزينة التركي أن القرنفل رمز عتيق في تركيا، لذا من الواجب إنتاجه محليا” أما النسوة الريفيات خصوصا فتظهر هذه الزهرة في اعمالهن اليدوية مثل التطريز، وهي حاضرة في منتوجاتهن الجميلة المتميزة بالذوق الفني الرفيع.

صدّرت تركيا ما قيمته 5 ملايين دولار من الزهور إلى 20 دولة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وأكد "إسماعيل يلماز"، رئيس اتحاد مصدري الزهور ونباتات الزينة لوكالة الأناضول، إنهم قاموا بتصدير آخر شحناتهم يوم الثلاثاء المنصرم، حيث أرسلوا ما مجموعه 35 مليون زهرة، تجاوزت عائداتها 5 ملايين دولار، وأضاف المسؤول نفسه أن دول أوروبا الشرقية بما في ذلك أوكرانيا ورومانيا وبلغاريا تتصدر قائمة الدول المستوردة للأزهار من تركيا، وأن إنتاج الزهور انخفض هذا العام مقارنة بالعام الماضي بسبب التغيرات المناخية ورغم ذلك هناك زيادة في الطلب ويُعدّ القرنفل المنتج الرائد للتصدير، وبالأخص القرنفل الأحمر الذي يقدم عادة في يوم المرأة ويوم الحب..

ورغم أن الموطن الأصلي لزهرة القرنفل هو أوروبا وآسيا، إلا أن النصيب الأكبر من استغلاله يعود إلى الأتراك، ما جعل المسؤولين الأتراك يفكرون في إنتاجه محليا. وفي هذا الصدد صرح مسؤولون أتراك بأن هناك جهودا تبذل من أجل إنتاج زهور القرنفل محليًا لتخفيض نسب الاستيراد من الخارج، حيث تحتاج زهرة القرنفل إلى مواقع مشمسة وأراضٍ ملائمة. وقد اعتنت المرأة التركية منذ الأزل بأزهارالقرنفل وتعتبرها لغة الحب والتسامح. كما أن استعمالات الأتراك للقرنفل متعددة، مثل تخليدهم لذكرى الجنود الذين دافعوا عن ترابها بلادهم واستشهدوا في سبيل ذلك، حيث يتم وضع زهور القرنفل عند تماثيلهم ونصبهم التذكارية سنويا، في كناية عن الاحترام والاعتراف بالصنيع.

وتجد الفنانين والمبدعين في تركيا يمجدون أزهار القرنفل والتوليب في كثير من أعمالهم لارتباطها التاريخي والمجتمعي ببلادهم، أما النسوة الريفيات بالأخص تجد هذه الازهار حاضرة في صناعاتهن التقليدية من الزرابي والحلي والأواني وغيرها، وتجد أثناء زيارتك وتجوالك في تركيا الانتشار الكبير لمحلات الزهور على ناصية الشوارع، وبأيدي الباعة المتجولين على طول السنة سواء كنت في عطلة شتوية أوصيفية... وليس سرا أن موسم القرنفل يطول ويمكن لزهوره أن تتحمل المناخ البارد، وتعدّ مدينة "أنطاليا" التركية مركز إنتاج الزهور في البلاد، إذ تنتج نحو 70 في المئة من الزهور المصدرة...

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!