هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس

أنهت تركيا بنجاح اختبارًا ديمقراطيًّا هامًّا آخر، وتوجه مواطنوها إلى صناديق الاقتراع بنسبة مشاركة عالية. التنافس الشديد في المدن الكبرى على الخصوص مؤشر على الحيوية والدينامية.

باستتثناء بعض السلبيات الصغيرة والحادثة المؤسفة التي أسفرت عن مقتل شخصين، لم يحدث ما يلقي بظلال الريبة على الانتخابات.

في هذه الانتخابات، وجه الناخب رسالة إلى الحكومة مفادها أنه لا يعتبرها ناجحة في بعض القضايا، وأخرى إلى المعارضة مفادها أنه يتيح أمامها الفرصة من أجل عرض مشاريعها. ورأينا انعكاس الانكماش في الاقتصاد على توجه الناخبين.

على الرغم من تحقيق حزب الشعب الجمهوري نتائج قوية في كل من إسطنبول وأنقرة وإزمير، إلا أن حزب العدالة والتنمية يواصل احتلاله موقع الحزب الأقوى في تركيا. بدوره، يواصل حزب الحركة القومية خطه البياني المتصاعد.

أثار الحزب الجيد خيبة أمل كبيرة في أوساط أنصاره. والأمر نفسه ينطبق على الحزب الديمقراطي اليساري. بث انضمام بعض شخصيات التيار اليساري المستاءة من حزب الشعب الجمهوري الأمل لدى قيادة الحزب الديمقراطي اليساري، لكن الأمر لم ينعكس على صناديق الاقتراع.

***

يمكن القول إن مرحلة جيدة بدأت بالنسبة لزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قلجدار أوغلو. فهو من حدد بنسبة كبيرة مرشحي إسطنبول وأنقرة وإزمير، بعد فترة سادها جدل كبير.

أظهرت النتائج التي حصل عليها الحزب في المدن الثلاث الكبيرة صواب اختيارات قلجدار أوغلو. ولم تتهيأ الفرصة أمام نشوء حراك جديد في أوساط المعارضة الداخلية للحزب، وهو ما كان متوقعًا في حال فشل الحزب في الانتخابات الحالية.

من النتائج الملفتة على صعيد تركيا في الانتخابات المحلية فوز صحفي من حزب الشعب الجمهوري ببلدية جزر الأميرات، ومرشح الحزب الشيوعي ببلدية تونجلي، ومرشح معاق من حزب الشعب الجمهوري ببلدية أوجلار بإسطنبول.

أما حزب الشعوب الديمقراطي فخسر الكثير من الأصوات في معاقله. وتمخضت صناديق الاقتراع في محافظات شرناق وبتليس وآغري عن رسائل هامة.

أبدى أهالي المنطقتين الشرقية وجنوب الشرقية (ذات الأغلبية الكردية) عدم رغبتهم بالعودة إلى فترة المواجهات بين الإرهابيين وقوات الأمن، وأشاروا أن قرب حزب الشعوب الديمقراطي من تنظيم "بي كي كي"، لن يجلب له نفعًا.

لن تشهد تركيا انتخابات خلال الأعوام الأربعة والنصف المقبلة. لذلك عليها استغلال هذه المدة بشكل جيد والعمل بجد وبذل الجهد من أجل القيام بمشاريع ذات جودة عالية.