ترك برس - الأناضول 

على شكل مثلث مفتوح من جهة سوق منطقة بيشيكطاش في إسطنول، وبين أحضان الأبنية القديمة، يقع سوق السمك الذي يبيع نحو 50 نوعاً من الأسماك.

السوق المميز بقلب منطقة بيشيكطاش بالجانب الأوروبي، يشهد إقبالا كبيرا، وخاصة لأنه يقع بأحد أعرق أحياء إسطنبول في أزقة ضيقة لا تمر بها السيارات، تتوسد فيها المتاجر مبانٍ عريقة يمتد عمرها لمئات السنين.

ويزور السوق يوميا خليط كبير من أهالي الحي، ومن الزائرين الوافدين من تركيا وخارجها من السياح لاكتشاف المنطقة القديمة، التي تظل مزدحمة على مدار فصول السنة.

ويتزين السوق بعشرات الأنواع من السمك، إلا أن أسماك "القاروص"، و"دنيس"، و"السلمون"، هي الأكثر طلبا على مدار السنة، فضلا عن أسماك موسمية، مثل سمك السردين "هامصي"، والتونة "البلموت".

وتتنوع الأسماك المقدمة حسب النوع والحجم وطريقة الصيد، وتتراوح أسعارها وفق ذات التصنيف، فيزيد سعر الأسماك التي يتم اصطيادها بالصنارة مقارنة بتلك التي تُستخدم الشباك أو الطرق الأخرى في صيدها.

ويزيد الطلب أيضا على "القريدس" (الجمبري)، الذي يتميز بتعدد طرق طهيه وإعداده، فضلاً عن أنواع أخرى من الأسماك والحيوانات البحرية التي يهواها عشاق الغرابة كالأخطبوط وغيرها.

ولا يؤثر ارتفاع أسعار السمك في غير مواسم الصيد على مستوى الطلب عليها، والذي يتواصل كافة فصول السنة، بحسب باعة في السوق تحدثوا لوكالة "الأناضول".

وأرجع الباعة ذلك إلى أهمية لحم السمك في التغذية واحتوائه على العناصر المناسبة في بناء الجسم وتقويته، فضلا عن كونه طعاما مفضلا في الحميات الغذائية المتبعة، ونصيحة الأطباء للأهالي بأن يتناول أبناؤهم السمك مرة واحدة على الأقل في الأسبوع.

ولفت الباعة إلى أن ذروة ساعات البيع تكون خلال فترة ما بعد الظهيرة، مع عودة الموظفين إلى بيوتهم، فيما تكون حركة البيع صباحاً محصورة أكثر في أصحاب المطاعم والمتاجر.

ويتصدر سمك "القاروص" المعروف في تركيا باسم "ليفرك" قائمة طلبات الزبائن، يليه "الدنيس" المعروف باسم "تشوبورا".

وبحسب الباعة فإن السبب ربما يعود إلى ما يحتويه هذان النوعان من لحم كثير، مع القليل من العظم.

و"القاروص" و"الدنيس" أسماك تقدم مشوية أو مقلية في المطاعم والبيوت، كما يمكن طهيها في الفرن، لكن يبقى الشوي أكثر الطرق شيوعا لتناسب كل الأذواق.

باعة السوق قالوا إن أبصار الزبائن تتجه أولا صوب هذين النوعين من الأسماك التي يتم تقديمها بأحجام وأسعار مختلفة، قبل أن تنتقل الأبصار إلى الأنواع الأخرى.

ويأتي سمك "السلمون" في المرتبة الثالثة على قائمة طلبات زبائن سوق السمك بمنطقة بشكيتاش بإسطنبول، ويتميز بطعمه الشهي ولونه المميز، ويمكن تحضيره بأطباق عديدة بالفرن مع الخضروات، وبالإمكان أيضاً شويه وقليه.

كما تقبل المطاعم الفاخرة في إسطنبول على شراء هذه الأنواع الثلاثة لتقديمها في أطباق بحرية شهية، لما توفره من لحم كثير، وطريقة إعداد سهلة.

وثمة الكثير من الأنواع الأخرى الموجودة بسوق السمك، كالقريدس، والهامسي، والتونة، وهذه الأنواع الثلاثة ورغم كونها موسمية، فإنها تقدم على مدار العام، بعد حفظها بالطرق المناسبة.

وتتميز أسماك التونة بطريقة متميزة وجودة عالية خلال موسم الشتاء، وتحظى بطلب كبير في تلك الفترة.

وبجوار سوق السمك، تصطف عدة مطاعم لتقدم وجبات ثمار البحر المتعددة، وبطرق مختلفة في سوق بشيكتاش المكتظ، تستقطب الزئرين والوافدين، لتناول الوجبات المتنوعة.

ومن أبرز ما يتم تقديمه بتلك المطاعم سندويتشات سمك مشوية ومقلية، منها سمك السردين، وتقدم مع أنواع مختلفة من الخضار، أو في أطباق خاصة.

كما تقدم وجبات السمك والمأكولات البحرية الأخرى، ومنها "المحار" والتي تقدم إما مطهية أو مقلية أو محشوة بالأرز، وهي شائعة بكثرة، ومنتشرة بكثافة في كل مناطق إسطنبول.

وبإمكان زوار المنطقة من السياح والسكان المحليين، التمتع بتناول وجبات السمك على مقاعد خشبية متراصة أمام المطاعم، على الأزقة المرصوفة، في ظل حركة مشاة كبيرة.

وتمنح هذه الأجواء في سوق بشكيتاش متعة كبيرة للزوار، من خلال تجربة فريدة تجمع بين التسوق والتنزه، لتكون الوجهة المناسبة لقضاء أوقات لا تنسى، خاصة مع وقوع المنطقة على مضيق البوسفور، وكونها منطقة مركزية تحيط بها الفنادق والأسواق الفاخرة، فضلا عن المواقع التاريخية والأثرية الكثيرة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!