ترك برس

على الرغم من الضغوط  التي تمارسها الولايات المتحدة على تركيا لثنيها عن تقديم الدعم السياسي والاقتصادي للفلسطينيين في قطاع غزة أو في مناطق السلطة الفلسطينية، فإن الحكومة التركية ما تزال تحتفظ بعلاقات قوية مع كل من حماس والسلطة الفلسطينية، وفق تقرير لموقع المونيتور الأمريكي.

وقال المحلل السياسي الأردني ومدير مركز القدس للدراسات السياسية في عمان، عريب الرنتاوي، إن "تركيا رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة وعلاقتها غير المستقرة مع إدارة دونالد ترامب، فإنها كانت داعمًا قويًا للفلسطينيين، وهي تنسق على أعلى مستوى مع كل من منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس".

ورأى الرنتاوي أنه سيكون من الصعب على تركيا تقديم الكثير الدعم المالي للفلسطينيين، لكنها قادرة على تقديم ضمانات قروض وبالتأكيد تقديم دعم سياسي، لا سيما فيما يتعلق بمساعدة الفلسطينيين على مواجهة خطة القرن الأمريكية.

بدوره أكد خليل العسلي عضو مجلس الأوقاف والشؤون الإسلامية والمقدسات في القدس المحتلة أن موقف تركيا من القدس لم يتراجع، لافتا إلى أن تركيا كانت داعمًا قويًا للفلسطينيين وللوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس.

وقال العسلي الذي يسافر بانتظام إلى تركيا، إن "الدعم الذي تقدمه تركيا هائل على جميع المستويات ولا يقتصر على المستوى السياسي. تشعر أن دعم فلسطين صادق وأصيل. وعلى عكس بعض الزعماء العرب، يعبر الشعب التركي والقادة الأتراك عن دعمهم الصادق لفلسطين."

ويقتبس العسلي في سياق الحديث عن الدعم التركي ما قاله أرشاد هورموزلو، مستشار الرئيس التركي السابق، عبد الله غُل: "قد يختلف الأتراك في أمور كثيرة بدءا بالسياسة وانتهاء بكرة القدم. لكن بغض النظر عن الحزب الذي ينتمون إليه، فسوف يتحدون جميعًا لدعم القضية الفلسطينية. القدس جزء من التراث والعقيدة التركية".

ووفقًا لموقع وزارة الخارجية التركية، فقد أقامت تركيا علاقات رسمية مع منظمة التحرير الفلسطينية في عام 1975 وكانت من أوائل الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية التي تأسست في المنفى في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 1988.

ويضيف أن العلاقات التجارية والاقتصادية بين تركيا ودولة فلسطين حققت مكاسب ثابتة منذ اتفاقية التجارة الحرة الموقعة عام 2004.

ويشير إلى أن إجمالي المساعدات المقدمة إلى فلسطين مباشرة من الحكومة التركية إلى الفلسطينية، أو بشكل غير مباشر من خلال المنظمات الدولية مثل الأونروا وبرنامج الأغذية العالمي منذ عام 1995 بلغ أكثر من 300 مليون دولار أمريكي. ويشمل هذا الرقم مساعدة تركية في مجموعة واسعة من المجالات من بينها التنمية والصحة والتعليم، والمالية العامة، وبناء المؤسسات والأمن، والزراعة.

وخلص الموقع إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان بإمكان تركيا المساعدة في إنقاذ الحكومة الفلسطينية من مشاكلها الاقتصادية الحالية، باستثناء تقديم ضمانات للقروض، كما من الصعب أن تمارس تركيا ضغوطًا كافية على واشنطن لعرقلة ما يعرف بصفقة القرن. لكن بالنسبة للفلسطينيين المحاصرين، هناك حاجة ماسة لكل نوع من الدعم في الصراع الحالي الذي تضغط فيه الولايات المتحدة على جميع حلفائها لاتخاذ موقف ضد القيادة الفلسطينية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!