ترك برس

نشر موقع المونيتور الأمريكي، مقالا لمحلل الشؤون الأمنية، متين غورجان، تناول فيه المحادثات التي جرت في واشنطن الأسبوع الماضي بين وفد تركي رفيع المستوى ومسؤولين في الإدارة الأمريكية الرامية إلى إيجاد حل لصفقة الصواريخ الروسية إس 400 التي وقعتها أنقرة مع موسكو، وتسبب توترا في العلاقات التركية الأمريكية.

ويشير غورجان في مقدمة مقاله إلى التصريح الذي أدلى به المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، خلال المؤتمر السنوي لمجلس الأعمال التركي الأمريكي، الذي قال فيه: "اقتراحنا بتشكيل لجنة فنية تحت مظلة الناتو لا يزال مطروحًا. وننتظر رد المسؤولين الأمريكيين، لأننا لا نريد لمنظومة إس-400 أن تلحق ضررًا بأي نظام آخر".

واعتبر غورجان أن تصريح كالن يدل على رغبة أنقرة في تغيير اتجاه قضية S-400، لافتا إلى أن الإدارة التركية قد عبرت بالفعل عن إصرارها على عدم التراجع في صفقة إس 400.

وتعليقا على محادثات واشنطن، قال مصدر حكومي تركي يعمل في الشؤون الأمنية للموقع الأمريكي، شريطة عدم الكشف عن هويته: "يقول الصقور في الإدارة الأمريكية إنه من المستحيل أن تتخلى أنقرة عن صفقة S-400، ومن ثم يتعين على الولايات المتحدة أن تشدد العقوبات فورا. ويقول الحمائم: "لا تزال أنقرة تحاول إيجاد حل وسط وهي مفتوحة للعديد من الصيغ".

ووفقًا للرأي السائد في أنقرة، فعلى الرغم من أن الحمائم قد أحرزوا بعض التقدم في الأيام الأخيرة للتوصل إلى حل وسط مع تركيا، وهو ما عززته الجهود الشخصية التي بذلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن أجواء الثقة القوية التي ترجح تراجع واشنطن عن موقفها من صفقة إس 400 ما تزال غير موجودة.

وقال محلل الشؤون الدفاعية، أردا مولود أوغلو، إن قضية صورايخ إس 400 ليست مسألة تقنية، بل هي مسألة مسيَّسة بدرجة مفرطة، فهي تبلور أزمة الثقة المتنامية بين تركيا والكتلة الأمنية الغربية، مشيرا إلى أن مصير صفقة إس 400 ستحدده الصفقات بين القوى على الطاولة والدبلوماسية المتشددة.

ولفت مولود أوغلو إلى أنه كانت هناك شائعات في مرحلة ما حول نشر صواريخ إس 400 في شمال قبرص بعيدًا عن ملاطيا، حيث ستتمركز طائرات F-35 كحل وسط للأزمة، لكنه رأى أن جميع هذه الصيغ غير قابلة للتطبيق.

ووفقا لغورجان، فإن القضية الأكثر أهمية التي يبدو أنها أغفلت في المفاوضات التركية الأمريكية الأخيرة، هي التنازلات التي ستقدمها أنقرة لموسكو لإقناعها بقبول صيغة حل وسط توافق عليها الولايات المتحدة.

ويضيف أن من الواضح أن الكرملين ليس لديه مخاوف بشأن الوعود التي قطعها أردوغان بالاستمرار في الصفقة مع موسكو حتى النهاية، رغم الضغوط الممارسة على بلاده في هذا الخصوص.

وقال المصدر الأمني التركي: "إن العامل الأساسي الذي يحدد مسار أنقرة هو المستقبل السياسي الشخصي لأردوغان. بوتين هو أفضل شخص يفهم أردوغان. وتعد العلاقة الشخصية بين بوتين وأردوغان من أهم المعايير الأساسية لأزمة S-400. وأعتقد أن واشنطن لا تولي الكثير من الاهتمام لهذه المعيار."

وعلاوة على ذلك، هناك مسألة أخرى، كما يرى غورجان، لا تفهمها واشنطن، وهي الترابط بين أنقرة وموسكو في شمال شرق سوريا. وفي الأسبوع الماضي، كانت هناك تصريحات متفائلة بأن واشنطن على وشك الاتفاق مع تركيا على إقامة منطقة عازلة على طول الحدود.

ويذكر غورجان أن واشنطن تتطلع إلى الضغط على تنظيم "ي ب ك" للانسحاب إلى الجنوب والسماح لتركيا بإقامة منطقتها العازلة في شمال سوريا، في خطوة تهدف إلى إرضاء تركيا، التي لديها مخاوف تتعلق بالأمن القومي فيما يتعلق بالمنطقة المتمتعة بما يسمى الحكم الذاتي في شمال شرق سوريا.

ورأى أن الخطوة قد لا تكون كافية لإرضاء أنقرة، حيث إن "الجهود المبذولة للتعاون في شمال شرق سوريا ضئيلة ومتأخرة للغاية، لأن هذه المنطقة العازلة لن تكون مستدامة، كما أنها لن تقضي على "ي ب ك"، وسينتهي الأمر باعتراف الولايات المتحدة بشرعية حزب الاتحاد الديمقراطي."

وخلص غورجان إلى أن صفقة إس 400 والتعاون التركي الأمريكي في شمال شرق سوريا أصبح مرهونا في الوقت الحالي بالموقف الروسي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!