ترك برس

نشر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات تقدير موقف سلّط فيه الضوء على الأسباب التي أدت إلى تحويل نصر مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو، بهامش بسيط في انتخابات 31 آذار/ مارس، إلى "نصر ساحق" يوم 23 حزيران/ يونيو.

ووفقًا لتقدير الموقف الذي حمل عنوان "انتخابات الإعادة في إسطنبول: حسابات الربح والخسارة"، فإن من أهم تلك الأسباب: 

1. عامل المظلومية أو كما يسمى باللغة التركية "المغدورية"، إذ قدّم إمام أوغلو نفسه باعتباره "ضحية لماكينة الحزب الحاكم الإعلامية والدعائية ومناوراته السياسية في محاولة لحرمانه من حقه الذي منحه إياه الناخب التركي في رئاسة بلدية إسطنبول"، وأن نصره الانتخابي "سُرق منه نتيجة ضغوط مارستها الحكومة على اللجنة العليا للانتخابات لإعادتها". 

هذا الأمر دفع شريحة لا بأس بها من الناخبين إلى التعاطف مع إمام أوغلو، بدليل ارتفاع نسب التصويت له في جميع مقاطعات إسطنبول البالغ عددها 39 مقاطعة.

2. لم يكن إمام أوغلو معروفًا على نحو كبير لجميع سكان إسطنبول في الانتخابات الماضية، لكن الأمر اختلف بعد أن فاز برئاسة البلدية في 31 آذار/ مارس، وقد استغل شخصيته الكاريزمية وأسلوبه اللبق وحيويته وخطابه التجميعي المتفائل خلال الحملة الانتخابية الأخيرة لكسب مزيد من الأصوات. 

وعلى الرغم من خبرة يلدرم، فقد استفاد إمام أوغلو من الصورة التي أظهرته في المناظرة التلفزيونية شابًا مفعمًا يسعى إلى التغيير ويتحدث عن المستقبل مقابل يلدرم الذي كان كل حديثه عن الماضي وعن إنجازاته فيه. 

وقد حقّق إمام أوغلو أصواتًا أكثر من المرة السابقة في المناطق ذات الكثافة العلمانية مثل بشكتاش وبكركوي وكاديكوي وقلَب النتيجة على منافسه في مناطق إسطنبول المحافظة.

3. بدأت آثار التراجع الاقتصادي في تركيا تظهر بصورة أكبر خلال الشهور الماضية، خاصة البطالة بين الشباب والتضخم الذي يؤثر في قطاع التجارة والأعمال، ومن ثم، كان الوقت في عملية إعادة الانتخابات في مصلحة المعارضة وليس في مصلحة الحزب الحاكم.

وفي وقت سابق، أعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات في تركيا، سعدي غوفن، تقدم مرشح تحالف الأمة (الشعب الجمهوري/ إيي) أكرم إمام أوغلو، على منافسه، مرشح تحالف الشعب (العدالة والتنمية/ الحركة القومية) بن علي يلدريم، في انتخابات الإعادة لرئاسة بلدية اسطنبول.

وأوضح غوفن في تصريح للصحفيين بالعاصمة أنقرة، أن إمام أوغلو حصل على 54.21 بالمئة من الأصوات (4 ملايين و741 ألف و868)، فيما نال يلدريم تأييد 44.99 بالمئة من الناخبين (3 ملايين و935 ألف و453).

وذكر بأن نسبة المشاركة في انتخابات الإعادة لرئاسة بلدية اسطنبول الكبرى التي جرت أمس الأحد، بلغت 84.5 بالمئة، وأن عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم، بلغ 8 مليون و925 ألف و63 ناخبا، من أصل 10 ملايين و560 ألف و963 ناخب.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!