ترك برس

رأى الخبير في القانون الدولي والعلاقات الدولية، سمير صالحة، أن تعقيدات المشهد في محافظة "إدلب" شمال غربي سوريا، "ستدفع أنقرة نحو الخيارات الصعبة كي لا تقع في مطب الخيارات الأصعب".

وفي مقال نشره موقع "تلفزيون سوريا"، أكّد صالحة أن النظام في سوريا لم يكن ليتحرك باتجاه تفجير الوضع على جبهات إدلب ومحيطها، دون ضوء أخضر روسي وموافقة إيرانية.

وأضاف: "الذي يجري في الأسابيع الأخيرة هو أبعد من أن يكون قرارا روسيا إيرانيا مشتركا بخوض المعارك ضد حلفاء أنقرة ردا على التفاهمات التركية الأميركية في شرق الفرات".

وقال صالحة إن أنقرة تريد تفعيل دور قوى المعارضة السورية في إدلب لناحية إدارة شؤونها على طريقة درع الفرات وغصن الزيتون لكن الوحدات الخاصة الروسية وقوات النظام والميليشيات الإيرانية تريد غير ذلك لهذا فاجأتها بخروقات القضم الجغرافي للاقتراب أكثر فأكثر من حدودها الجنوبية.

وأوضح أن موسكو غاضبة لأن العسكريين الأتراك والأميركيين يلتقون يوميا في غرفة العمليات المشتركة لبحث سبل إنشاء المنطقة الآمنة وجعلها "ممراً للسلام"، واحتمال حدوث تفاهمات تركية أميركية في منطقة فشلت روسيا في إنجاز تقدم سياسي وعسكري فيها وعجزت عن كسب الأكراد هناك رغم وعود الدستور الكونفدرالي. 

لا بل هي تلقت الضربة الميدانية الموجعة عندما حاولت تحريك قوات النظام هناك فدمرتها المقاتلات الأميركية خلال دقائق.

وأضاف: "تعقيدات المشهد في إدلب ستدفع أنقرة نحو الخيارات الصعبة كي لا تقع في مطب الخيارات الأصعب. هي تأخرت في حسم موضوع النصرة لكنها لا تريد أن تغامر بتحمل أعباء خسائر أكبر. 

إشعال كل الجبهات السياسية والعسكرية بين الخيارات الأقرب اليوم طالما أن النظام وحلفاءه يريدون ذلك وكي لا تفقد ما بنته في الأعوام الأخيرة من تحالفات وإنجازات ميدانية.

أنقرة هي أيضا بين المعنيين في رسائل التصعيد هذه. هي أرادت إرجاء حسم موضوع إدلب ريثما تتوضح الصورة في شرق الفرات لكن روسيا تقول غير ذلك في إدلب.

إدلب تتحول يوما بعد آخر إلى ساحة الاختبار الجديد لمسار ومصداقية الكثير من التحالفات والاصطفافات المحلية والإقليمية. 

حصة أنقرة هنا هي الإسراع في حسم موقفها وأخذ مكانها في ساحة الخطط البديلة وإلا ما معنى الإعلان عن تشكيل أكبر كيان عسكري يضم نحو 100 ألف مقاتل تحت مسمى "الجبهة الوطنية للتحرير" بدعم من تركيا؟

قبل أشهر نشرت صحيفة تركية معروفة مقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، مادة تحليلية تقول إن تركيا وروسيا تتفاوضان بشأن صيغة ينسحب بموجبها الجيش السوري من حلب، لتنتقل السيطرة على المدينة إلى الجانب التركي. 

بعد ذلك بأيام تحركت قوات النظام في دمشق بدعم روسي وإيراني لاسترداد مدينة إدلب. الصحيفة التركية لا تهتم كثيرا بما يجري في إدلب اليوم.

فرص تركيا في شمال سوريا مرتبطة بعد الآن بقدرتها على تحريك سيناريو التقارب والانسجام أو التباعد والتنافر الأميركي الروسي بما يحمي دائما مصالحها هناك. 

غير ذلك يعني تقدم سيناريو التوافقات الأميركية الروسية على حساب الجميع وبينهم تركيا في سوريا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!