عمر أوزكيزلجيك - The New Turkey - ترجمة وتحرير ترك برس 

منذ إعلان وقف إطلاق النار خلال الجولة الثالثة عشرة من عملية أستانا، تصاعد القتال في إدلب. حقق محور النظام المدعوم بالطيران الروسي مكاسب ذات آثار كبيرة على العملية السياسية وموقع تركيا ودورها في إدلب. كتبت من قبل بأن تركيا وروسيا لديهما مخرج من التصعيد في إدلب، ولكن روسيا قد تستخدم التصعيد في إدلب للحصول على شروط مواتية في عملية تشكيل اللجنة الدستورية التي لم يكن من الممكن الانتهاء منها في قمة أستانا الأخيرة التي عقدت في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان.

سيطر محور النظام على الهبيط وسكيك، وإذا  نجح النظام في الاستيلاء على خان شيخون من المعارضة السورية، فسيهدد بحصار نقطة المراقبة التركية في مورك. حتى إذا كانت تركيا وروسيا تريدان تجنب تصعيد مباشر، فإن نظام الأسد يتقدم نحو حل عسكري يعتقد أنه لا يمكن أن يحدث إلا إذا انسحبت تركيا من إدلب. لذلك يجب على تركيا أن تقرر مصير نقطة المراقبة ومعها مصير إدلب.

يبدو أن أمام تركيا أربعة خيارات: الانسحاب أو التصعيد أو التراجع أو منع الحصار، وسيكون لكل منها آثاره ومخاطره. وإذا بدانا بالخيار الأول، فإن الانسحاب من نقطة مراقبة واحدة لمنع حصارها، سيفتح الطريق أمام نظام الأسد لفعل الشيء نفسه مع 11 نقطة مراقبة أخرى. هذا سيجعل نقطة المراقبة بلا معنى وتقوض الدور التركي في إدلب، وعملية أستانا وفي الوضع الجيواستراتيجي العام في المنطقة.

سيشكل الانسحاب من نقطة مراقبة تركية سابقة تؤثر في استراتيجية الردع التركية بأكملها، والتي تعد مهمة للسياسة الخارجية التركية من شرق البحر المتوسط ​​إلى شمال العراق. وفي حين أن انسحاب القوات التركية قد يكون الهدف الرئيسي لنظام الأسد، فإن الآثار المترتبة على إدلب والمنطقة ستكون مكلفة للغاية بالنسبة لتركيا. لذلك، يبدو أن هذا الخيار هو الأقل احتمالا.

الخيار الثاني لتركيا هو التصعيد المباشر بمواجهة القوات البرية لنظام الأسد برد قاس لمنع النظام من محاولة محاصرة نقطة المراقبة التركية. ستحتاج تركيا إلى إعلان خط أحمر فوق خان شيخون وضرب النظام مباشرة للمضي قدمًا. أظهرت التجارب السابقة أن النظام يفهم لغة العنف، فقد توقفت هجمات النظام على نقطة المراقبة التركية في شير مغار، والتي هدف أيضًا إلى إجبار تركيا على الانسحاب، بعد أن ردت تركيا بقوة انتقاما من النظام. ومن أجل لمنع النظام من قطع خط الإمداد إلى نقطة المراقبة التركية في مورك، قد تفكر القوات المسلحة التركية في معاقبة النظام بشدة. ومع ذلك، فإن نظام الأسد قد يدفع غلى مزيد من التصعيد؛ أنه قد يؤدي إلى تصعيد بين تركيا وروسيا أيضًا.

الخيار الثالث بالنسبة لتركيا هو التفاوض على خط جديد للتراجع مع روسيا وسحب نقاط المراقبة إلى الشمال. ومع ذلك، فإن مثل هذه الخطوة لا تعني فقط تسليم الأراضي الأساسية إلى محور النظام، ولكن من شأنها تأجيل معالجة معضلة نقاط المراقبة التي تضعف اليد التركية لفترة أخرى.

أخيرًا، يمكن أن تعمل تركيا على منع حصار نقطة المراقبة من خلال تزويد المعارضة السورية على نطاق واسع. في هذه الحالة ، فإن الموقف التركي في إدلب سيستمر كما هو. لكن ماذا لو فشلت المعارضة السورية؟ بدون خطة باء أو دعم واسع لضمان وقف تقدم النظام، قد يتعرض الجنود الأتراك لخطر الوقوع في حصار. في هذه الحالة، فإن أزمة جديدة حول دور تركيا في سوريا ستصبح حتمية.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس