كورتولوش تاييز - جريدة أكشام

تناول الكاتب "كورتولوش تاييز" في مقال نشرته جريدة "أكشام" الإخبارية، خطاب مرشح حزب العدالة والتنمية لرئاسة الجمهورية "رجب طيب ـردوغان" في مدينة (فان) التركية.

وجاء في المقال: "سنحت لي الفرصة كي أحضر خطاب رئيس الوزراء ومرشح حزب العدالة والتنمية لرئاسة الجمهورية رجب طيب أردوغان في مدينة فان. وامتلئت الساحة المخصصة للمواطنين بجمع كبير، وحضر الخطاب العديد من الأشخاص الذين يناصرون أحزاباً أخرى، وعلى رأسهم مناصروا حزب الشعوب الديمقراطية، جاؤوا ليستمعوا إلى خطاب أردوغان. لقد لاحظت أنّ هناك إعجاباً كبيراً بأردوغان سواء من مناصريه أو من غير مناصريه في مناطق الشرق والجنوب الشرقي للبلاد. حيث أنهم يحترمون مواقف أردوغان الجريئة والشجاعة. كما أنهم يدعمون سياساته وإجراءاته تجاه الكيان الموازي والقوميين المتطرفين. وفيما يتعلق بالمسألة الكردية فإنّهم واثقون بأنّ أردوغان سوف يجد حلاً نهائياً لهذه المسألة.

من خلال حضوري لخطاب أردوغان في مدينة فان، أيقنت بانه يصلح أن يكون الزعيم الحقيقي للناخب التركي. حيث خصص قسماً كبيراً من خطابه للقضية الفلسطينية، وشعرت بأنه كان صادقاً فيما يقول، وأنّ كلامه نابع من أعماقه. فلم أشعر ولو للحظة أنّه يستخدم اللغة الدبلوماسية أو لغة النّفاق. كما أنّه لا يخشى في حديثه من ردود أفعال الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية أو إسرائيل.

إنّ لغة الصراحة والشفافية في خطاب أردوغان تقرّبه أكثر من الشعب. لم أرَ رئيساً أو مسؤولاً في العالم يندد بالمجازر الإسرائيلية في غزة كما يفعل أردوغان. لاحظت تفاعل الشعب في المدينة مع خطاباته، فكلّما ذكر أردوغان اسم إسرائيل هبّ الحضور وصرخوا  بأعلى أصواتهم منددين بالمجازر الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. ولا شك أنّ كل هذا التنديد والسخط من الشعب التركي تجاه إسرائيل سببه الإجراءات التعسفية للحكومة الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني من قتل وتدمير وتشريد، وليست معاداةً للسامية كما يدعيها البعض. إن تصعيد أردوغان للهجة التنديد والاستنكار ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، يعود عليه بنتائج إيجابية ويزيد من عدد المعجبين به.

وخلال حضوري لخطاب أردوغان، لاحظت أيضاً أنّ سخط الشعب ضد الكيان الموازي لا يقل شأناً عن سخطه ضد إسرائيل. فعندما يتلفظ أردوغان باسم الكيان الموازي، ترى الجموع وقد هبّت بأصوات عالية تندد وتستنكر وجود هذا الكيان. علماً أنّني في فترة انتخابات الإدارة المحلية، كنت قد شاهدت مثل هذا الاستنكار للكيان الموازي، ولكنّني لم أتوقّع أبدًا أن يستمر هذا الاستنكار على نفس الوتيرة، بل لاحظت أنّ هذا الاستنكار في تزايد مستمر.

إنّ من بين الجوانب الإيجابية والتي لاقت استحسان الحضور في خطاب أردوغان، هو موضوع الأكراد ومسألة المصالحة. فقد عبّر الحضور عن دعمهم لمسيرة المصالحة التي يشرف عليها أردوغان من خلال الشعارات والهتافات المؤيدة لإجراءات أردوغان في هذا الصدد. كما وعد أردوغان الحضور بأنّه وبعد اعتلائه كرسي الرئاسة، سيتابع وبنفس الوتيرة هذه المسألة. علماً أنّ أردوغان هو الضمان الوحيد لموضوع المصالحة بالنسبة للأكراد. فلم تعاني أيّ شريحة من شرائح المجتمع التركي كما عانى الأكراد من الأنظمة التي خلت نظام أردوغان. فلقد هُجّروا من قراهم، وأفرغت منازلهم، وقتلوا في الشوارع من دون محاكم. كما اتّضح لهم من خلال الأعوام السبعة الفائتة، أنّ الكيان الموازي ما هو إلا امتداد للدولة القديمة، وقد أيقنوا ذلك من خلال عمليات الاعتقال ضد الشخصيات الكردية. ولهذا فإن الاكراد يعلمون أكثر من غيرهم أنّ أردوغان هو من يمثل الدولة التركية الجديدة، وأعتقد أن هذا الشيئ سينعكس إيجاباً على صناديق الاقتراع في العاشر من آب/أغسطس الحالي.   

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس