سامي كوهين – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

بما أن المهلة التي حددتها تركيا من أجل إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا قد انتهت فمن الممكن أن يدخل الجيش التركي شرق الفرات في أي لحظة. 

إلا إذا ورد خبر من الولايات المتحدة في اللحظة الأخيرة عن مشاركة قوات أمريكية مع الجيش التركي في العملية كما كان الاتفاق منذ البداية بين البلدين.

وبما أنه لم يرد مثل هذا الخبر حتى ساعة كتابة هذه السطور فإن من الممكن أن تتحرك تركيا بمفردها على نحو مباغت، كما أعلنت مرات عديدة في الآونة الأخيرة. 

عند وصول الأمر إلى هذه المرحلة كيف ستتصرف الولايات المتحدة في حال مبادرة تركيا للتحرك بمفردها من أجل تحقيق مشروع المنطة الآمنة؟ 

هل ستعمل واشنطن على عرقلة تركيا؟ هل تحدث مواجهة تركية أمريكية ميدانيًّا؟ هل يصل الأمر حد الاشتباك المسلح بين حليفين؟ أليس ذلك خطيرًا بالنسبة للناتو؟ 

طبعًا يمكن التفكير بشكل معاكس: ألا يمكن أن تغير واشنطن موقفها وتغض الطرف عن العملية التركية، مفضلة عدم فقدان السيطرة تمامًا على المنطقة الآمنة؟

الأمر المؤكد أن أنقرة عازمة ومصرة على تنفيذ مشروع المنطقة الآمنة، والحكومة تولي أهمية للمشروع لعدة أسباب على صعيد السياستين الاخلية والخارجية منها باختصار:

1- يكتسب إنشاء المنطقة الآمنة أهمية حيوية على صعيد أمن تركيا ومكافحة الإرهاب. لأن تنظيم "ي ب ك" ذراع "بي كي كي" في سوريا متمركز في شرق الفرات.

في ظل الشروط التي حددتها (منطقة آمنة بطول 480 كم وعمق 30 كم)، ترى أنقرة ضرورة تطهير المنطقة الآمنة من "أوكار الإرهاب".

2- غاية أنقرة أيضًا وضع حد لإدارة الكانتونات المستقلة نوعًا ما والمقامة على الحدود التركية الجنوبية تحت سيطرة "ي ب ك"، وبسط سيطرتها على المنطقة. 

3- سيقيم الجيش التركي بعض القواعد في المنطقة الآمنة وسيعزز وجوده العسكري. تولي أنقرة أهمية لذلك من ناحية استراتيجيتها في سوريا والشرق الأوسط والخليج وشرق المتوسط، والدور الذي تريد الاضطلاع به. 

4- بدأت أنقرة التأكيد في الأيام الأخيرة على الأهمية الكبيرة للمنطقة الآمنة على صعيد عودة اللاجئين السوريين. وبحسب تعبير أردوغان يمكن توطين مليونين وحتى ثلاثة ملايين سوري. تأمل أنقرة بحل مشكلة اللاجئين في تركيا. 

حول هذه النقطة الأخيرة تتوارد إلى الأذهان عدة أسئلة: هل سيرضى اللاجئون القادمون من مناطق مختلفة في سوريا بالتوجه إلى المنطقة الآمنة والإقامة فيها؟ ألن يتسبب ذلك في تغيير البنية الديموغرافية للمنطقة وإثارة التوتر والصدامات العرقية بين العرب والأكراد؟ إن لم تحصل على دعم من الغرب هل سيكون بإمكان تركيا حل مسألة إعادة وتوطين اللاجئين بمفردها؟ هذه قضايا ستكون محل نقاشات واسعة..

عن الكاتب

سامي كوهين

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس