ترك برس

استبعد على دمرداش، أستاذ العلوم السياسية أن تقدم الولايات المتحدة على اللجوء إلى إجراءات ضد تركيا، من قبيل الخيار العسكري أو العقوبات، مشددا على أن واشنطن لم يعد لها نفوذ كبير على أنقرة.

وقال دمرداش في حديث لإذاعة سبوتنيك، إن المكتب التنفيذي هو المكتب الوحيد في دوائر صنع القرار الأمريكي الذي يعارض فرض عقوبات على تركيا. ففي حين لا يرغب الكونغرس والبنتاغون في العمل مع تركيا، فإن ترامب رجل أعمال وبراغماتي يريد إقامة علاقات جيدة مع تركيا، لكنه يتعرض لضغط هائل في الداخل.

وأوضح أن أعضاء الكونغرس عن الحزبين يتأثرون بشدة  باللوبيات اليونانية والأرمنية والمؤيدة لإسرائيل، وهذا هو السبب الأكبر وراء نظرة الكونغرس دائمًا إلى تركيا.

وأضاف أن معظم الإنجيليين والمحافظين الجدد المؤيدين لإسرائيل يرون أن وجود مؤسسة علمانية غير عربية في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "ي ب ك" في شمال شرق سوريا حيوي لأمن إسرائيل في المنطقة.

لذلك، فإن التوغل العسكري لتركيا في هذا الجزء من سوريا ينظر إليه من قبل هذه الدوائر على أنه ضربة لأمن إسرائيل. لهذا السبب فإن ليندسي غراهام الذي يتمتع بقاعدة قوية مؤيدة لإسرائيل، هو الذي طالب بفرض عقوبات مشددة على تركيا.

وقال دمرداش إن من الصعب تصديق الخيارات الثلاثة التي طرحها ترامب بشأن تركيا، بدءًا بالخيار العسكري، ثم العقوبات، وأخيرا الوساطة بين تركيا و"ي ب ك".

وبين أن ترامب لن يرسل عددًا كبيرًا بما يكفي من القوات ليكون له وجود عسكري ديناميكي في سوريا لأنه لا يؤمن بفائدة وجوده في سوريا. بالإضافة إلى ذلك، فهو يريد إعادة القوات إلى الوطن بحلول الانتخابات المقبلة كما وعد.

ووفقا لدمرداش: "فمن غير المرجح أن يفرض ترامب عقوبات على تركيا، حيث إنه أشاد في الأسبوع الماضي بالشراكة الاقتصادية التركية الأمريكية على أمل أن تعود تركيا إلى برنامج F-35. إنه رجل أعمال ويريد بيع الطائرات إلى تركيا".

وعلاوة على ذلك، كما يقول دمرداش، سيكون فرض العقوبات أمرًا صعبًا لأن أمريكا ليس لديها نفوذ كبير على تركيا. وقد أعلنت تركيا استعدادها لاتخاذ تدابر مضادة قد تشمل إغلاق قاعدة إنجرليك المهمة استراتيجياً ومحطة كوريسيك للرادار، وهما أمران حيويان لمراقبة روسيا وإيران. وبدون وجودها، يتعرّض أمن إسرائيل للخطر الشديد.

كما استبعد دمرداش إمكانية حدوث تسوية بين تركيا وتنظيم "ي ب ك".

وأوضح أن "تركيا لم تكن أقرب إلى إلحاق الهزيمة العسكرية بالبي كي كي  كما هي الآن. وما يزال فشل عملية السلام في عام 2015 حاضرا في ذهن الأتراك، ولذلك فإن أي محاولة تسوية أخرى ليس في صالح أردوغان الذي اكتسب ميزة سياسية مهمة على خصومة بفضل عملية نبع السلام."

وتوقع دمرداش أن تستمر عملية نبع السلام على مراحل، وأن تمتد المرحلة الأولى حتى زيارة أردوغان لأمريكا في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، حيث إن النجاح العسكري على الأرض سيمنح تركيا نفوذًا في زيارة واشنطن.

كما توقع أن يتفق أردوغان وترامب على منطقة آمنة تمتد من المالكية على الحدود التركية السورية العراقية إلى منبج. وهذا يعني منطقة آمنة تغطي كامل الحدود التركية السورية، وهو ما تريده تركيا.

ورأى أن الولايات المتحدة ليست في وضع يسمح لها بمقاومة مطالب تركيا، ولذلك فمن المرجح أن تحصل تركيا على المزيد من التنازلات في واشنطن خلال زيارة أردوغان. 

وتوقع دمرداش ألا تؤدي عملية نبع السلام إلى دفع الولايات المتحدة إلى طرد تركيا تماما من برنامح برنامج F-35، أو فرض عقوبات اقتصادية عليها، لافتا إلى أن ترامب حريص على بيع مقاتلة الشبح إلى تركيا، ولا يرغب في فرض عقوبات، كما أن تركيا أكثر استعدادًا ماليًا لمواجهة هذا النوع من المشاكل.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!