ترك برس 

أكد الباحث الروسي والخبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي، كيريل سيمينوف، أن تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن استعداده لإرسال قوات تركية لدعم حكومة الوفاق، يجب أن يؤخذ على محمل الجد، وأن ذلك قد يؤدي إلى حدوث صدام بين موسكو الداعمة لحفتر وأنقرة في ليبيا. 

وفي مقال نشره موقع المونيتور، كتب سيمينوف، أن موقف روسيا المعلن من اتفاقيتي التعاون الأمني وترسيم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا، يشير إلى أن دعم تركيا العسكري للحكومة التي تتخذ من طرابلس مقرًا لها قد يفسد محاولات حلفاء خليفة حفتر، بمن فيهم روسيا، لتعزيز موقف حفتر قبل محادثات برلين.

وأضاف أنه على الرغم من مزاعم روسيا بأنها تقف على مسافة واحدة من الفرقاء الليبيين، فإنها تسعى إلى دعم حفتر ومؤيديه في الحرب الليبية، حيث يتوقع الكرملين أن يكون لحفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، وأنصاره القول الفصل في ليبيا ما بعد الحرب، وإن كان ذلك مع الحفاظ على توازن القوى، بل حتى احتفاظ خصوم حفتر بقوى سياسية مشروعة. 

لكنه استدرك أن الإسهام العسكري الأكبر لأنقرة في طرابلس يعقد السيناريو الروسي، علاوة على أن حفتر نفسه يفتقر إلى الشرعية الدولية بعد فشله في فرض تسوية عسكرية على الصراع الليبي.

وقال سيمينوف إن تصريحات أردوغان حول إرسال قوات إلى ليبيا يجب أن تؤخذ على محمل الجد، لأن الزعيم التركي أوفى في السابق بوعوده لمساعدة حكومة الوفاق الوطني الليبية بقيادة  السراج.

وأوضح أنه  بعد فترة وجيزة من تعهد أردوغان في أواخر نيسان/ أبريل باستخدام جميع قدرات بلاده لمنع التآمر ضد الشعب الليبي، وصلت سفينة إلى طرابلس من ميناء سامسون التركي تحمل ناقلات الجنود المدرعة كيربي II 4 × 4 وعدة مركبات من نوع Vuran.

وأضاف أن المساعدات التركية مكنت أعداء حفتر من العمل بقوة أكبر والاستيلاء على مدينة غريان، القاعدة الخلفية الرئيسية للجيش الوطني الليبي، من مؤيدي حفتر. والآن بعد أن زعمت شركات عسكرية روسية خاصة أنها تعمل في ليبيا لدعم حفتر، تسعى تركيا إلى زيادة مساعداتها الخاصة إلى طرابلس، وكل ذلك يمكن أن يميل ميزان القوى بشكل كبير.

ووفقا للخبير الروسي، فإن وجود المرتزقة والعسكريين الروس في ليبيا ومساعدتهم لحفتر حقيقة لا شك فيها، إلا أن دور هؤلاء المرتزقة في العمليات القريبة من طرابلس يبدو مبالغًا فيه للغاية، ولم يتم بعد توضيح ظروف الوجود العسكري الروسي في ليبيا. 

ويذكر أن هناك تقارير متناقضة تظهر أحيانًا فيما يتعلق بأنشطة المرتزقة والعسكريين الروس لدعم حفتر، حيث تشير بعض التقارير إلى أن وجود المرتزقة والمستشارين الروس قد حسّن بشكل ملموس أداء قناصة قوات حفتر وكذلك مدافع الهاون والمدفعية. 

لكنه يلفت إلى أن معظم المساعدات التي تتلقاها قوات حفتر تأتي من الإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن، في حين أن روسيا لا تبدو قادرة على تأمين انتصار حفتر في المعركة من أجل طرابلس.

وحول سبل التدخل العسكري التركي في ليبيا، رأى سيمينوف أن أنقرة بدلًا من إرسال قوات لها، فإنها يمكن أن تنشر شركاتها العسكرية الخاصة في ليبيا، مثل شركة "سدات" للاستشارات الدفاعية والقانونية. 

وأردف أن تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف حول "تزايد عدد المقاتلين السوريين من إدلب الذين شوهدوا على الأرض" في ليبيا تشير إلى أن مقاتلي شركة "سدات يعملون بالفعل في ليبيا، ومن ثم فإن خطر الصدام المباشر بين المرتزقة الروس في ليبيا يلوح في الأفق. 

ويفسر سيمينوف في ختام مقاله المساعدات العسكرية الروسية لحفتر بأنها وسيلة أخرى للمارسة الضغط على تركيا فيما يتعلق بسوريا، وأنها تسعى لإدخال الملف الليبي في صفقات مع وتركيا بخصوص إدلب وشمال شرق سوريا.

وأضاف أنه لا يمكن في سياق الدعم الروسي لحفتر تجاهل الاتفاقيات المحتملة لروسيا مع الإمارات، والتي تشمل كلا من القضايا السورية والليبية. فعلى سبيل المثال، زودت موسكو حفتر الحليف الإماراتي بمزيد من المساعدة مقابل دعم الإمارات "لاستعادة شرعية النظام السوري".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!