ترك برس 

أوصى مركز أبحاث إسرائيلي على انتهاج بديل دبلوماسي يعزز دور إسرائيل كقوة عسكرية واقتصادية مهيمنة في البحر المتوسط بدلا من اللجوء إلى الدول العربية غير المستقرة في الخليج ومصر لمواجهة تركيا وإيران. 

وأوضح مقال نشره مركز "بيغن سادات للدراسات الاستراتيجية" أن ليبيا واليمن والعراق وسوريا تعاني الاضطرابات الداخلية والحرب الأهلية. ومصر التي كانت ذات يوم قوية تعتمد الآن على المساعدات الدولية. وكذلك الحال بالنسبة للأردن.

وأضاف أن لبنان الذي كان دولة عربية منفتحة وواعدة لم يعد  ليوم سوى مستعمرة إيرانية، في حين تغرق دول الخليج بعمق في مستنقع اليمن وجدل حقوق الإنسان، كما أن الأزمة القطرية وتردد الدوحة في الرد العسكري على الاستفزازات الإيرانية يقوض احتمالات التطبيع في الخليج.

ورأى المركز أن على إسرائيل ألا تنظر إلى الجنوب من أجل مستقبلها بل إلى الشمال الغربي.

وبين أن ه"ناك مزايا مهمة للمحور القديم الذي يضم بين اليونان وإسرائيل وجمهورية قبرص، لا سيما بعد أن وقعت تركيا والحكومة الليبية اتفاقًا لترسيم الحدود الليبية التركية على البحر المتوسط ​​ينتهك الحقوق القبرصية واليونانية والمصرية وغيرها من الحقوق البحرية"، على حد زعمه. 

وذكر أنه ينبغي لإسرائيل أن تستغل هذه الفرص في الوقت الذي تسعى فيه إلى توثيق العلاقات مع الدول العربية المستقرة.

ووفقا للمركز، فإن أولى الخطوات التي يتعين على إسرائيل اتخاذها تطوير وربط حقل لفياتان الإسرئيلي للغاز بحقل أفروديت في قبرص. يمكن أن يمر خط أنابيب الغاز عبر قبرص إلى اليونان وعبر البلقان، حتى رومانيا، وغربًا إلى إيطاليا.

وإذا تمكنت مصر من التغلب على خلافاتها مع إسرائيل والتعاون، فبإمكانها أن تضم حقل غاز زهرإلى خط الأنابيب الإقليمي أيضًا. وهذا من شأنه أن يخلص الاقتصاد المصري واليوناني والقبرصي من الفقر.

ونظرًا لعلاقات مصر السيئة مع تركيا، بالإضافة إلى تعاونها المتزايد مع نيقوسيا وأثينا، فإن هذا ليس مستحيلًا. 

أما الخطوة الثانية: "فهي دعم إقامة دولة كردية في العراق وسوريا، لأن هذه الدولة ستكون ديمقراطية أخرى موالية للغرب، وحليفة قادرة على عرقلة الطموحات الإمبريالية الجديدة لإيران وتركيا وكذلك احتواء الجماعات العربية المتطرفة" . 

والخطوة الثالثة، بحسب المركز، هي أن تغير إسرائيل واليونان وقبرص مواقفها تجاه جمهورية شمال قبرص التركية. 

وأوضح أنه ينبغي لنيقوسيا وأثينا والقدس دعوة شمال قبرص للمشاركة في المبادرة، بطريقة مماثلة لخطة نيقوسيا الرئيسية لنظام الصرف الصحي المشترك في العاصمة. وهذا من شأنه أن يرفع الاقتصاد القبرصي التركي ويطرد شمال قبرص بعيدًا عن أنقرة. وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى استئناف محادثات السلام في الجزيرة. 

ويرى المركز أنه: "بالنظر إلى الاستفزاز الليبي التركي الجديد، من الضروري أن تبيع إسرائيل أنظمة دفاع جوي متطورة لليونان وقبرص ودول البلقان لمنع الأنظمة الروسية والتركية التي تعاني ضائقة مالية من التعدي على أراضي الدول المجاورة". 

ويضيف أن على إسرائيل أن تبذل جهدًا لإقناع الولايات المتحدة ببيع أنظمة الدفاع الصاروخي باتريوت أو ثاد لتلك الدول. وهي مهمة سهلة، على حد وصف المركز،  بالنظر إلى أن أمريكا تدعم المبادرة ولكنها تريد الانسحاب من المنطقة. 

ومن بين التوصيات التي طرحها المقال جعلُ أوروبا أكثر اعتماداً على صادرات الطاقة الإسرائيلية؛ لأن هذا :" من شأنه أن يعمق علاقة إسرائيل بالاتحاد الأوروبي، ويبعد بروكسل عن اعتمادها على النفط الإيراني والعربي. من شأن ذلك وحده أن يضعف موقف الاتحاد الأوروبي التلقائي الموالي للفلسطينيين".

وأوصى المركز في الختام بأن تسعى إسرائيل إلى تحقيق مصالحها مع دول الخليج - وخاصة الإمارات العربية المتحدة والسعودية التي تريد المشاركة في مبادرات مكافحة الإرهاب والمبادرات الاقتصادية مع الدولة اليهودية. يمكن أن يشمل ذلك الاستثمار العربي في طريق الحرير للطاقة. 

لكنه استدرك بالقول إنه نظرا لعدم الثقة في أبو ظبي والرياض، فإن إسرائيل ستحقق نتائج جيدة مع البديل الأوروبي الشمالي. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!