ترك برس 

حتى وقت قريب، كانت تغطية وسائل الإعلام الروسية للوضع في شرق البحر المتوسط ​​تقتصر على الوضع في سوريا، لكن الاتفاقات الأخيرة التي وقعتها تركيا مع حكومة الوفاق الوطني الليبي، ولا سيما الاتفاقية الدفاعية، قد لفتت انتباه الإعلام الروسي والمحللين إلى ليبيا، كما يقول المحلل الروسي، إيفان سترادو بوتسيف، في تحليل نشره موقع The New Turkey.

ويلفت المحلل الروسي، إلى مقال نشرته فيدوموستي، وهي صحيفة اقتصادية مؤثرة في روسيا، يوم 16 كانون الأول/ ديسمبر بعنوان "تركيا تستعد لغزو ليبيا" يذكر فيه الكاتب أن روسيا تأمل في أن يتم تأجيل قرار إرسال القوات التركية إلى ليبيا حتى الاجتماع القادم بين أردوغان وبوتين.

وقال مصدر دبلوماسي كبير للصحيفة إن مؤيدي السراج وحفتر يجب أن يجلسوا إلى طاولة المفاوضات، مع وقف القتال في وقت واحد. 

ووفقا للدبلوماسي الروسي، فإن المفاوضين الروس سيحاولون إيصال هذا الموقف إلى كل طرف من أطراف النزاع من أجل الحفاظ على الوضع الراهن مؤقتًا على الأقل وتجنب دخول القوات العسكرية التركية إلى ليبيا. 

وفي 26 ديسمبر 2019، نشرت النسخة الإلكترونية لصحيفة جازيتا الروسية المؤثرة مقالا للمعلق لنينو دجاركافا، حول طلب الرئيس التركي أردوغان من البرلمان الموافقة على إرسال قوات إلى ليبيا. 

ويقيم المعلق الروسي العواقب المحتملة لدخول القوات التركية إلى ليبيا: "بعد أن فتحت تركيا الفرصة أمام دخول قواتها إلى ليبيا، فإن الإمارات العربية المتحدة ومصر وحتى روسيا الذين يدعمون حفتر قد يشارك في النزاع، على الأقل دبلوماسيًا. تصرفات أنقرة تسبب توتراً في علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية".

ويشير المعلق الروسي إلى حديث الرئيس التركي عن إرسال روسيا مرتزقة روس من مجموعة فاغنر الروسية يقدر عددهم بألفي مقاتل لدعم قوات خليفة حفتر. 

ويعلق بوتسيف بأن الجانب الروسي سيحاول قبل المحادثات بين الرئيسين بوتين وأردوغان في الثامن من الشهر الحالي الإجابة على عدد من الأسئلة المهمة التي ستحدد الموقف المبدئي للجانب الروسي على طاولة المفاوضات وهي:

ما هو قرار الرئيس التركي النهائي بشأن إرسال قوات إلى ليبيا؟ مع الأخذ في الحسبان أن البرلمان التركي يهيمن عليها تحالف ضمني بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، ويمكن اعتبار الحصول على موافقته إجراءً شكلياً.

إلى أي مدى يستطيع الجيش التركي مواجهة مهمته المتمثلة في تغيير ميزان القوى في ليبيا لصالح حكومة الوفاق الوطني التي يقودها فايز السراج، عند الأخذ في الاعتبار الوضع الحالي، وبُعد مسرح العمليات الليبية وإمكانات الطرف المقابل؟

كيف سيؤثر دعم تركيا لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، في الوقت الذي تفضل فيه روسيا دعم قوات خليفة حفتر، في العلاقات الروسية التركية؟

وأخيراً، مع الأخذ في الاعتبار الطبيعة الاستراتيجية للعلاقات الروسية التركية الحديثة، كيف يمكن منع ليبيا من أن تصبح سوريا جديدة في علاقتهما، مثلما كانت في عام 2015 وليس كما هي عليه الآن؟

ويضيف بوتسيف أنه بعد تصريحات أردوغان، فمن المهم للجانب التركي أن يدخل موضوع احتياطيات الغاز في شرق البحر المتوسط ​​في أجندة السياسة الخارجية الروسية. وعلاوة على ذلك، فإن روسيا، بتفهمها، تلبي المطالب المشروعة لتركيا بأخذ مصالحها في الحسبان فيما يتعلق بحقول الغاز في شرق البحر المتوسط.

ورأى أن روسيا التي نأت بنفسها حتى الآن عن النزاع المتزايد في المنطقة، سيتعين عليها إعادة النظر في موقفها من الغاز من شرق البحر المتوسط. لأنه من الواضح أن الغاز هو موضوع النقاش الرئيسي في المنطقة، وليس المصالح الاقتصادية لمختلف البلدان داخل ليبيا.

وختم بوتسيف تحليله بالتعبير عن أمله في أن تكرر تركيا وروسيا تجربة التعاون الناجحة في سوريا، مضيفا أن الزعيمين الروسي والتركي أثبتا بالفعل قدرتهما على الاتفاق على أكثر القضايا تعقيدًا ة بناءً على الاهتمام المتبادل بالمصالح. وبهذا المعنى ، يجب ألا تصبح ليبيا نقطة انطلاق بالنسبة لهم ، بل يجب أن تصبح مجالًا جديدًا للحوار والتعاون الإقليميين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!