سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
دخل مستشار الأمن القومي على الرئيس في المكتب البيضاوي. كان الرئيس حينها مشغولًا بقراءة ملف سري سميك جدًّا حول قاسم سليماني، كان قد أمر بإحضاره إليه.
استدعى الرئيس المسؤولين الرفيعين للأجهزة المختلفة وسألهم عن النتائج التي قد تسفر عنها عملية الاغتيال المخطط لها.
بل إنه عقد اجتماعًا قي مجلس الأمن القومي لبحث هذه القضية وطلب مشاركة جميع الأجهزة في الاجتماع ةمناقشة المسألة بكل أبعادها.
مع دخوله المكتب البيضاوي، قال مستشار الأمن القومي: "سيادة الرئيس، إنهم ينتظرونكم في غرفة العمليات في الأسفل".
نهض الرئيس من مقعده على مضض وكأنه يشعر بحجم وثقل المهمة التي طلب تنفيذها، وتوجه مع مستشار الأمن القومي إلى غرفة العمليات الواقعة في الطابق الأرضي من البيت الأبيض، حيث تُدار العمليات الخطيرة.
عندما دخل الرئيس إلى الغرفة نهض المسؤولون المجتمعون بها، رئيس "سي آي إيه"، ومدير "إف بي آي"، ونائب الرئيس، ووزيرا الدفاع والخارجية.
قبل جلوس الرئيس إلى مكانه وسط الطاولة البيضوية، أشار إليهم بالجلوس. كانت الشاشة الكبيرة في الغرفة تعرض مشاهد ترسلها طائرة مسيرة من الجو.
على الأرض كانت هناك سيارة تتقدم على الطريق الخالي. من المؤكد أن هدف عملية الاغتيال موجود داخل السيارة المذكورة. لأن قاسم سليماني كان يخضع منذ سنوات لمراقبة أمريكية إسرائيلية عن كثب.
طلب الرئيس آخر المعلومات الواردة من المنطقة. بدأ رئيس "سي آي إيه" الحديث. وسأل مستشار الأمن القومي وزير الخارجية عن ردود الأفعال العالمية المحتملة على عملية الاغتيال.
أنصت الرئيس بتمعن إلى ما قاله وزير الخارجية، ثم طرح عددًا من الأسئلة على المسؤولين.
بعد انتهاء المداولات خيم الصمت لفترة على الغرفة. نهض قائد القوات الجوية، الذي كان يدير العملية، وسأل: "بماذا تأمرون سيادة الرئيس؟".
في حال طلب الرئيس تنفيذ العملية فإن السيارة الظاهرة على الشاشة كانت ستُقصف ويتم تنفيذ عملية الاغتيال.
لم يجب الرئيس فورًا. بدا وكأنه يقلب الأمر في عقله. كانت النظرات القلقة منصبة عليه. سأل الرئيس فيما إذا كان هناك امرأة أو طفل في السيارة، وجاءته الإجابة: "لا يوجد على حد علمنا".
في النهاية قال الرئيس: "ألغوا العملية".
أبلغ القائد الأوامر وأخذت صورة السيارة على الشاشة تبتعد، لأن الطائرة المسيرة بدأت تغادر الموقع.
اتُّخذ هذا القرار في ذلك اليوم لأن الرئيس كان أوباما. وما ذكرته أعلاه هو ما حدث بالضبط.
أما الجمعة، فلم يكن ترامب، الذي أمر بتنفيذ العملية، جالسًا في غرفة العمليات، ولم يكن قرأ التفاصيل المقدمة إليه حول الموضوع، ولا يملك فكرة واضحة عما سيحدث بعد العملية.
كان يستمتع في فندقه بـ"وست بالم بيتش"، وأصدر الأمر، أما السيارة على شاشة غرفة العمليات فكانت مدمرة وتحترق.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس