ترك برس 

نشر موقع المونيتور تقريرا تناول فيه ما يتردد من أن اغتيال قاسم سليماني ستكون له تداعيات تجعل من تركيا الرابح الأكبر، موضحا في الوقت نفسه الأسباب التي دفعت تركيا إلى التزام الحياد في اغتيال سليماني. 

ويستهل التقرير بالإشارة إلى أن الادعاء القائل بأن روسيا قد تبرز بوصفها المستفيد من اغتيال سليماني بأمر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعكس أيضًا وجهة النظر بين الأوساط القريبة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ويضيف أن المحلل السياسي في قناة TRT الدولية، يوسف إريم ، ذكرثلاثة أسباب رئيسية تجعل تركيا "الرابح الأكبر" في التصعيد الأمريكي الإيراني:

أولا، أن القواعد الأمريكية في تركيا ستكسبها قيمة استراتيجية، وثانيا أن الميليشيات الشيعية في العراق وسوريا ستفقد قوتها بعد وفاة سليماني. وأخيرا إذا تم طرد القوات الأمريكية من العراق، فإن حكومة إقليم شمال العراق ستنظر إلى تركيا كمزود أمن، مما يمهد الطريق لأنقرة لتكثيف عمليات مكافحة الإرهاب ضد الجماعات المسلحة الكردية في شمال العراق التي تعتبرها تركيا تهديدًا لأمنها القومي.

ويذكر التقرير أن بعض الخبراء يعتقدون أن اعتماد الولايات المتحدة على تركيا في مهمتها العسكرية في العراق يمكن أن يزداد بالفعل في حقبة ما بعد سليماني وأن الاغتيال أعطى مزيدا من الزخم لتصريحات القادة الأتراك بشأن القيمة الجيوسياسية المتزايدة لتركيا.

وينقل في هذا الصدد ما كتبه، مايكل تانشوم، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، في تغريدة على تويتر، من أن: "استخدام الجيش الأمريكي المكثف للمجال الجوي التركي للقيام بمهمة إعادة التزويد في العراق وأماكن أخرى يشير إلى أن ترامب لن يتخذ أي إجراء ضد تركيا بشأن ليبيا بينما تواجه الولايات المتحدة إيران". 

ويقول التقرير إن اغتيال سليماني يأتي في وقت تجد فيه تركيا نفسها معزولة بشكل متزايد في شرق البحر المتوسط ، خاصة بعد توقيع أنقرة لاتفاقيات تعاون بحري وعسكري مع حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليًا. 

ويضيف أن الرئيس أردوغان أشار في حديثه إلى شبكة "سي أن أن تورك" إلى اغتيال سليماني مع التأكيد على أولوية الوضع الليبي بالنسبة لتركيا.

ويلفت إلى إنه على الرغم من أن أردوغان أعرب عن القلق من التداعيات المحتملة للاغتيال ووصف القتل بأنه قرار "غير مستحسن"، فإنه كان حريصًا على عدم تجاوز ذلك ،حتى لا يتعرض لانتقاد ترامب حليفه الوحيد في واشنطن.

ويقول المسؤولون الأتراك إن أردوغان تجنب الإشارة إلى سليماني على أنه "شهيد"، وهو الوصف الذي يفضله شركاؤه الإيرانيون. وحين قدم تعازيه إلى الرئيس الإيراني، حسن روحاني، فإنه فعل ذلك بسبب رتبة سليماني الرسمية ولم يصفه بالشهيد. 

ويعلق الموقع بأن عدم وصف سليماني بالشهيد ليس مجرد مسألة نظر سياسي لأردوغان، إذا  لا ينبغي أن ننسى أنه على الرغم من الشراكة التي تتمتع بها تركيا وإيران في سوريا من خلال عملية أستانا، يظل البلدان متنافسين في الشرق الأوسط وفي العالم الإسلامي الأوسع.

وأوضح أن سليماني كان أحد المهندسين الرئيسيين للتوسع الإيراني في الشرق الأوسط، واضطلع بدور حاسم في إبقاء نظام الأسد في السلطة، في وقت اعتقد فيه الزعيم التركي أن أيام بشار الأسد كانت معدودة.

واستطرد التقرير بالقول: "لكل هذه الأسباب، يبدو أن أردوغان قد تبنى موقفًا محايدًا نسبيًا في المواجهة بين إيران والولايات المتحدة. وستحاول أنقرة نزع فتيل التوترات في الشرق الأوسط جزئيًا لتضمن مزيدا من الحرية لأردوغان في ليبيا وشرق المتوسط الأوسع. 

وخلص التقرير أن اغتيال سليماني قد لا يؤدي إلى اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط، لكنه بالتأكيد سيؤدي إلى اشتداد حدة الصراعات القائمة في المنطقة، ومن ثم  ستكون هناك حاجة كبيرة إلى وسطاء. 

لكنه يستبعد أن تضطلع تركيا التي تقف على مسافة واحدة تقريبا بين واشنطن وطهران من الاضطلاع بهذا الدور، حيث إنه من الصعب أن تكون أنقرة طرفًا في نزاعات متعددة في المنطقة بدءًا من سوريا إلى ليبيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!