ترك برس 

اعتبر تقرير لموقع المونيتور الأمريكي أن مؤتمر برلين عزز نفوذ تركيا الإقليمي، وأن انخراط تركيا المتزايد في الصراع الدائر هناك كان حافزا للمجتمع الأوروبي والدولي على إعادة النظر في التطورات في ليبيا.

وأشار التقرير إلى أن أنقرة، من خلال اتفاقية ترسيم الحدود البحرية المشتركة مع حكومة طرابلس في تشرين الثاني/ نوفمبر ثم بموافقة البرلمان على نشر القوات التركية في ليبيا في وقت سابق من هذا الشهر، وسعت نفوذها الدبلوماسي في الصراع المستمر منذ تسع سنوات، ووضعت نفسها كوسيط رئيسي في أي تطورات مستقبلية. 

وقالت سينيم آدار، الباحثة المشاركة في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في برلين، إن أنقرة لها مصالح  متعددة في دعمها اللوجستي والمادي لحكومة الوفاق الوطني، بما في ذلك المطالبات الإقليمية المتعلقة بالطاقة في شرق البحر المتوسط ​، والتحالفات السياسية الحوافر الاقتصادية المتمثلة في الديون التركية على ليبيا في حقبة ما قبل الحرب. 

وأوضحت آدار أن القمة ساعدت أنقرة على كسب المزيد من الوقت للحفاظ على حكومة الوفاق الوطني، معتبرة أن القمة بالنسبة إلى أنقرة هي مكسب قصير الأجل.

ويتفق أوزغور أونول هيصار تشيكلي، مدير مكتب تركيا في صندوق مارشال الألماني، على أن التدخل التركي قد أثبت نجاحه في إبطاء الهجوم الذي شنته قوات حفتر، والتي اكتسبت زخمًا في الخريف بمساعدة من المرتزقة الروس الذين يعملون تحت قيادة مجموعة فاجنر، والدعم الجوي من طائرات بدون طيار مقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة.

لكن هيصار تشيكلي رأى أن الدفع لوقف إطلاق النار في قمة برلين سيكون من الصعب تنفيذه، حيث تم الاتفاق على آليات قليلة بشأن من الذي سيرصد التطورات على أرض الواقع. 

كما أعرب تشيكلي عن مخاوف مماثلة فيما يتعلق بإنفاذ حظر الأسلحة. وقال خلال مقابلة مع موقع المونيتور: "هل سيمنع هذا الجميع حقًا من شحن الأسلحة؟ في حالة تركيا قد يكون من الأسهل مراقبتها؛ لأن تركيا ستحتاج إلى استخدام طريق بحري، ولكن من ناحية أخرى، قد يستمر حفتر في تلقي الدعم من منطقة الخليج عبر الطريق البري من مصر، وهو أمر أصعب في المراقبة". 

بدورها أشارت أسلي أيدينتيشباش، الزميلة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إلى إن أنقرة أعربت بقوة عن دعمها لحكومة طرابلس، وبعد الاتفاقات الثنائية في نوفمبر، كان من المرجح أكثر أن تدافع عن السراج ضد الهجمات المستقبلية.

وقالت أيدينتيشباش: "إذا صحت الأخبار المتعلقة بأن بعض المؤيدين الأجانب لحفتر استمروا في إرسال الأسلحة خلال عطلة نهاية الأسبوع، فإن هذا يدفعني إلى الاعتقاد بأن لا أحد لديه نية للتراجع عن الجانب العسكري للصراع".

وأضافت قائلة: "بعبارة أخرى، قد نتجه إلى جولة أخرى من القتال. وآمل أن أكون مخطئًة."

كما لفتت أيدينتيشباش إلى استمرار التعاون التركي الروسي فيما يتعلق بالصراع في أعقاب انهيار محادثات السلام في موسكو الأسبوع الماضي. 

وعلى الرغم من أن أنقرة وموسكو تدعمان الجانبين المتعارضين في النزاعين الليبي والسوري، فقد قالت أيدينتيشباش إن المسؤولين تمكنوا من "تقسيم" الخلافات والحفاظ على التقارب في العلاقات، وهو ما اتضح أكثر في حصول تركيا على صواريخ S-400 والتعاون في مشاريع الطاقة.

ورغم استمرار انتهاكات وقف إطلاق النار حتى بعد مؤتمر برلين، قال هيصار تشيكلي: "إن جولات متعددة من المحادثات الدبلوماسية زادت من نفوذ أنقرة الإقليمي، الأمرالذي سيتعين على المسؤولين استخدامه بحنكة".

وأوضح بالقول: "إذا اختارت تركيا استخدام نفوذها لتحسين التعاون، لا سيما مع ألمانيا ومع الدول الأوروبية الأخرى، أعتقد أن تركيا ستستفيد من ذلك. لكن إذا نظرت تركيا إلى ذلك على أنه انتصار، كإشارة إلى أن تركيا قوة مهمة جدًا، وترى في ذلك أساسًا للتصرف من جانب واحد، فأعتقد أنها ستضيع هذه الفرصة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!