مليح ألتنوك – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

الجميع يتحدث عن لوانيس لاغوس، النائب اليوناني الذي مزق علمًا تركيًّا من الورق، خلال جلسة للبرلمان الأوروبي. 

لاغوس فاشي بكل معنى الكلمة، وهو نائب مستقل في البرلمان الأوروبي، وعضو سابق في حزب الشفق الذهبي اليميني المتطرف. 

حتى أنه دخل السجن بتهمة التحريض على جريمة ارتكبت لدوافع سياسية عام 2013، شأنه في ذلك شأن رفقائه المجرمين، الذين قتلوا رجلًا من أتراك قبرص، وضربوا سيدتين على الهواء مباشرة، ولاحقوا السوريين في الشوارع، ورموا وجوه منافسيهم من نواب الأحزاب الأخرى بالماء الساخن.

وفي الواقع، لم تكن تركيا وحدها مستهدفة من جانب لاغوس في الجلسة التي مزق فيها العلم التركي، وإنما الأجانب بأسرهم. 

وقال لاغوس: "الجميع يتحدث عن المهاجرين، لكن ماذا عن حقوق المواطنين اليونانيين؟ ومن جهة أخرى، هناك تركيا التي يمكنها أن تفعل ما تشاء".

أعتقد أنه لم يبق كلام لم يقل ولا موقف لم يُتخذ، ولا شتيمة لم توجه إلى لاغوس، بل إن الاتحاد الأوروبي وبلاده نفسها أدانا تصرفه، وحتى قلجدار أوغلو شجبه.

من المحتمل أن نشوة الكراهية التي أثارها أسكرته الآن، وهو ككل فاشي، يتغذى من العنف والعداء للأجانب.. 

وكما تعلمون فإن أمثاله موجودون عندنا أيضًا، يكرهون السوريين وكل الأجانب، الفرق الوحيد بينهم وبينه هو أن العلم الذي يمزقونه أو يحرقونه مختلف..

وكما أن هذا الورم الخبيث لا يمثل تركيا، فإن لاغوس أيضًا لا يمثل اليونان، التي نرى في شعبها جارًا لنا، لا يمكن محو هذه الصداقة، بسبب جرثومة تافهة. 

تركيا بلد كبير يقارع العمالقة على الساحة الدولية، ولن تتشاحن جراء أجندة وضعها نائب فاشي مع اليونان، التي فشلت في الحصول على دعوة للمشاركة في مؤتمر برلين بسبب دبلوماسيتها الضعيفة.

تعيش اليونان ضائقة كبيرة، وتمر بأوقات عصيبة. ما يليق بنا هو أن نرشد إلى جادة الصواب المبتدئين في حكومة أثينا، الذين يظنون أنهم يدافعون عن حقوقهم في المتوسط عبر تنظيم جولات على العواصم الأوروبية لشكاية تركيا، عوضًا عن إقامة علاقة صداقة معها. 

هذا ما يليق بتركيا الكبيرة.. 

عن الكاتب

مليح ألتنوك

كاتب صحفي في صحيفة ديلي صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس