صحيفة صوبري تركيا الإسبانية - ترجمة وتحرير ترك برس

اشتهرت تركيا بأساطيرها الكلاسيكية، التي تمحور الكثير منها حول قصص عن البدو الرحل الذين كانوا يعيشون في السهول الأوراسية. ومن ضمن هذه الأساطير أسطورة مثيرة للاهتمام مفادها أن أصل الشعب التركي يعود إلى ذئبة رمادية اللون - التي تعتبر الأم الأسطورية لكل هذا الشعب بأسره - التي ترمز إلى الشجاعة والقوة والإقدام التي سيطر بها الأتراك فيما بعد على المناطق التي دخلوها. كانت هذه الذئبة تسمى "آسينا"، وهي تمثل أصل الشعب التركي بأسره وفقا للأساطير التركية القديمة.

تقول الأسطورة إن قبيلة تركية كانت تعيش في منطقة في الغرب، فيما يعرف الآن بالصين. وعلى ما يبدو، وقعت آنذاك مجزرة لهذه القبيلة بالكامل على يد قبيلة أخرى منافسة لها. كانت نهاية هذه القبيلة وحشية وفظيعة. في الأثناء، كان هناك ناجٍ وحيد، وهو طفل صغير أنقذته ذئبة رمادية اللون ضخمة اسمها آسينا. لكن القبيلة التي نفذت المجزرة في حق قبيلته، قطعت قدميه وألقت به في مستنقع. حينها استجابت الذئبة لصرخَاته المفزعة، ورحبت به وأرضعته.

حسب هذه الأسطورة، نشأ الصبي مع هذا الحيوان، وبدأت علاقته تتطور مع هذه الذئبة لتصبح مختلفة، حيث أن الشاب وقع في حب الحيوان واتحدا جنسيا. في اللحظة التي وقع فيها هذا الاتحاد، اكتشفهم أحد أعدائهم وقرروا القبض عليهم ومن ثم قتلهم.

عاشت الذئبة الرعب عند رؤيتها الشاب وهو يقتل. ولإنقاذ حياتها ركضت بسرعة نحو الجبال واختبأت في كهف كبير، أنجبت فيه 10 كائنات مستذئبة، نصف ذئب والنصف الآخر إنسان. كبرت هذه المخلوقات وتزاوجت مع العديد من النساء في المنطقة، اللاتي أنجبن بدورهن أطفالا أقوياء، يتمتعون بوراثة حيوانية تمكنهم من تحقيق النجاح في معارك شرسة.

تشير هذه الأسطورة إلى أن أصل الإمبراطورية التركية بدأ من عالم الحيوان؛ من أنقاض قبيلة مدّمَرة بعثت من رمادها بمساعدة الطبيعة الأم، وتمكنت شيئًا فشيئًا من الانتشار في جميع أنحاء العالم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!