ترك برس

بدأ اليوم الثلاثاء 25 شباط/ فبراير موسم التجديد والتطهير الروحي في العالم الإسلامي، الذي يشمل شهور رجب، وشعبان، ورمضان، وهي الشهور التي يسميها الأتراك “الشهور الثلاثة” المباركة (üç aylar).

تعرف هذه الشهور بالأشهر المباركة. ويسمي الأتراك ليلة أول خميس من شهر رجب الموافق 27 شباط “ليلة الرغائب” (Regaip Kandili).

يتواصى المسلمون في هذه الأشهر بالتركيز على العبادات، مثل الصوم، وقراءة القرآن، والإحسان، وتتوج أيام هذه الشهور بليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان، الذي يشهد أيضًا ليلة الإسراء والمعراج.

ويقول أستاذ الشؤون الدينية بالمجلس الأعلى للشؤون الدينية بتركيا، أوزير اوزتورك، إن “شهور رجب وشعبان ورمضان أشهر مقدسة في عقيدتنا. فقد دعا النبي محمد ﷺ عند دخول قمر شهر رجب قائلًا: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان”.

وأكد أوزتورك أنه بالإضافة إلى صيام الفريضة في شهر رمضان ، فقد صام النبي ﷺ صيام النافلة في رجب وشعبان أكثر من بقية الأشهر، داعيًا “من يتمتع بصحة جيدة وقدرة على التحمل إلى صيام النافلة في رجب وشعبان”.

وأشار أوزتورك إلى أن الأتراك، أطلقوا اسم "الأشهر الثلاثة" على رجب وشعبان ورمضان لورد فضلها في الأحاديث والآيات القرآنية (ورد رجب ورمضان في القرآن الكريم) "مما يدل على حب أبناء شعبنا لهذه الأشهر ومدى اهتمامهم بها”.

ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب من الأشهر الحرم

كان للأشهر الحرم مكانة خاصة بين العرب قبل الإسلام، ومن بينها رجب، وأشار أوزتورك إلى أن “القبائل العربية منعت الغزو والحرب والغارات بين القبائل العربية عند دخول رجب، وكان الجميع يشعر بالأمان في الأشهر الحرم. واستمر هذا التقديس والاحترام بعد الإسلام”.

وأضاف: “قال تعالى في القرآن الكريم: “إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُم” (التوبة 36). وهذا أمر مباشر  بحرمة هذه الأشهر ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم ورجب”.

وقال أوزتورك إن “القرآن هو مصدر إرشادي للبشرية جمعاء، نزل في شهر رمضان وخصص الصوم كاملًا لهذا الشهر. ثلاثة أشهر هي موسم التطهير من الخطايا والمكافأة… علينا أن نتحلى فيها بالفضائل الأخلاقية وان نعزز علاقتنا مع الخالق والمخلوقات. ويجب أن يقضي هذا المناخ الروحي على النزاعات والخلافات والمصالح الشخصية، بالتسامح والإخاء والوحدة نضمن سلامنا”.

“يستشعر المسلمون في هذه الأشهر الأمل بأن يتقبل الله دعاءهم وتوبتهم. ويكثر الأتراك في هذه الشهور من قراءة القرآن، حيث تستقبل المساجد التركية حلقات يومية لختم القرآن من أول خميس في شهر رجب للرجال وللنساء، تهدف لتجديد وتعزيز مشاعر الحب والاحترام والتفاني في كلام الله.”

“كما تجري توعية للناس بفضيلة الإكثار من الصلاة والسلام على النبي محمد ﷺ، أملًا بنيل شفاعته، من خلال الحلقات. ويتم نصحهم بالتفكر و التدبر بعمق في هذه الأشهر، واغتنام الفرصة بتوبة صادقة تمسح الخطايا، والإكثار من الدعاء لأنفسهم وأحبائهم ولجميع الناس”.

وختم قائلًا: “في هذه الأشهر، يحرص الجميع على التوفيق بين المتخاصمين، وجبر القلوب الكسيرة، وزيارة الفقراء والأيتام والأرامل وذوي الإعاقة، وكبار السن، وإسعادهم بمحبة ورحمة واحترام وإحسان، وتقديم الهدايا لهم”.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!