ترك برس

رأى الخبير في العلاقات الأمريكية التركية، علي تشينار، أن التوتر بين الولايات المتحدة والصين بسبب اتهام الأخيرة بالمسؤولية عن تفشي وباء كورونا، قد يدفع الولايات المتحدة إلى تحويل الإنتاج بعيدًا عن الصين، واختيار تركيا شريكًا تجاريًا.

وكتب تشينار في مقال نشره موقع قناة TRT WORLD أن جائحة كورونا زادت من التوترات بين واشنطن وبكين، بعد أن انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصين بشدة في عدة مناسبات متهما إياها بإخفاء الحقائق وخداع العالم.

ولم يقتصر الهجوم على الصين على الحكومة الفيدرالية، فقد أعلنت ولاية ميسوري أنها رفعت دعوى قضائية على الصين، والحزب الشيوعي الصيني، وبعض المسؤولين الصينيين بدعوى أنهم أساءوا استخدام المعلومات حول فيروس كورونا، وخدعوا الإدارات الأخرى، وتسببوا في تحول وباء Covid-19 إلى جائحة عالمية.

ويلفت تشينار إلى أن العديد من الشركات الأمريكية أنهت عقودها مع شركائها في التصنيع في الصين وبدأت في البحث عن شركاء في دول أخرى.

ويضيف أن التنافس الاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين كان مطروحا بقوة، وخاصة الحروب التجارية. وعلى الرغم من توقيع اتفاقية تجارية جديدة مع الولايات المتحدة في كانون الثاني/ يناير الماضي، فقد تأثرت الصين سلبًا بالحروب التجارية الأخيرة، إذ انخفض حجم التجارة الخارجية، وتباطأت معدلات النمو.

ومن المتوقع أن تكون الصين هي الأكثر تأثرا بالعجز على المدى المتوسط ​​والبعيد. مع تفشي جائحة كوفيد 19، تعاني الشركات في كثير من البلدان من اضطرابات في سلسلة التوريد المتصلة بالصين وتفكر في تنويع موارد التوريد الخاصة بها.

كما تواجه الصين حاليا انكماشا اقتصاديا لم تشهده منذ 40 عاما. يقال أن 8 ملايين شخص فقدوا وظائفهم في الصين خلال فترة مكافحة الفيروس.

فرصة لتركيا

ووفقا لتشيننار جذبت تركيا الانتباه بإمكانياتها كوجهة لتحول السوق الأمريكية. فبعد المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس ترامب والرئيس أردوغان، تلقت الولايات المتحدة 500000 قناع جراحي، و40.000 بدلة من المواد الخطرة، و2000 لتر من المطهرات، و1500 من النظارات الواقية، و400 قناع من نوع N95 و500 واق للوجه عبر طائرات النقل العسكرية التركية.

ويضيف أن قادة البلدين اللذين اتفقا من حيث المبدأ على زيادة حجم التجارة بين تركيا والولايات المتحدة من 20 مليار دولار إلى 100 مليار دولار، وجدا فرصة سانحة  للتعاون في مكافحة جائحة كوفيد 19.

ويشير إلى أن  الآثار السلبية قصيرة المدى لجائحة كوفيد 19 على الشركات قد تتحول إلى فرصة على المدى المتوسط ​​لتركيا.

واوضح أنه عندما تظهر في هذه الفترة أهمية الإنتاج المحلي، تبرز تركيا بقدرتها الصناعية. فمن بين دول مجموعة العشرين الأخرى، تظهر تركيا بوصفها الدولة التي قد يتحول الإنتاج إليها  نتيجة السلبية الموجهة نحو العرض والطلب ضد الصين.

وأضاف أن تركيا بفضل قدرتها الإنتاجية المرنة والعمالة الرخيصة واتصالها بالأسواق الرئيسية، تعد مرشحة لأن تكون قاعدة الإنتاج للدول المجاورة. ومن المتوقع أن تبرز قنوات الإنتاج والتوزيع الأصغر ولكن الموثوقة وذات الجودة العالية على عكس الإنتاج الصيني الواسع النطاق.

بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي والجيوسياسي، تعد تركيا أيضًا دولة رائدة من حيث الخدمات اللوجستية الدولية. ومن المتوقع أن تكون الشركات في تركيا مربحة بسبب الانحراف التجاري الناجم عن الصين والشرق الأقصى.

كما لفت تشينار إلى  أن المنافسة غير العادلة وزيادة التوترات بين الولايات المتحدة والصين قد تشكل فرصة لتركيا.

وبين أن نحو 1.700 شركة أمريكية تعمل في تركيا، وتوفر فرص عمل لـ90.000 شخص، وتبلغ قيمتها الإجمالية 31 مليار دولار. وبلغت عائدات هذه الشركات 35.4 مليار دولار العام الماضي، وهو ما يعادل 3.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لتركيا.

ومن نفس المنطلق، دخلت العديد من الشركات التركية السوق الأمريكية بسرعة كبيرة على مدى السنوات الثلاث الماضية.

وخلص تشينار إلى أن تركيا تمتلك القدرة على تحويل الأزمة الأمريكية التركية إلى فرصة لصالحها، إذا احسنت استغلالها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!