مليح ألتنوك – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

لا يعترف الإرهاب بجائحة كورونا وما شابهها. 

قتل تنظيم "بي كي كي" قبل أسابيع خمسة قرويين في طريقهم لجمع الحطب بمحافظة ديار بكر. 

وقتل ذراعه في سوريا "ي ب ك" 44 مدنيًّا في عفرين الأسبوع الماضي. 

وعاد "بي كي كي" ليقتل السبت الماضي جنديين في ولاية بيتليس. 

نظرت إلى النقاشات الدائرة في الأوساط اليسارية فوجدتها لم تتغير. 

ما زالت هناك تحليلات تقول "عنف بي كي كي يكبل يدي حزب الشعوب الديمقراطي"، كما هو الحال بعد كل هجوم إرهابي. 

يجني حزب الشعوب الديمقراطي ثمار المناخ السياسي الذي يشكله جناحه المسلح "بي كي كي" بقوة السلاح..

ويعزز حاضنته الشعبية بموجب إيدلوجيا قيادات التنظيم في جبل قنديل، ويكسب أصواتها..

بل إنه يستفيد من ترهيب "بي كي كي" للمنطقة بهدف الضغط على منافسيه في الانتخابات..

ثم يخرج من يصفون أنفسهم بالمثقفين وحماة السلام ليرووا لنا، باسم "إحقاق الحق"، خرافة أن "عنف بي كي كي يحدث رغم أنف حزب الشعوب الديمقراطي"..

***

لو أن "الشعوب الديمقراطي" مستاء من عنف "بي كي كي" فإن ما عليه فعله واضح. مثلًا أن لا يمرر الإرهابيين المسلحين من نقاط التفتيش عبر نقلهم بسيارات تحمل أرقام نوابه في البرلمان.

أو أن يحول دون استخدام معدات البناء التابعة لبلدياته والمدون عليها "مخصصة للخدمة الرسمية"، في الحفر لزرع الألغام. أو وضع حد لاستخدام مكاتبه كشعب تجنيد من أجل معسكرات قنديل.

لا بد أن هذه ليست متطلبات عسيرة على حزب سياسي. لكن بعض مثقفينا لا يستطيعون الحديث عن هذه الطلبات البسطية. 

***

لو أنكم تعتقدون أن عنف "بي كي كي" يكبل يدي حزب الشعوب الديمقراطي فعليكم أن تحددوا المعني بالمسألة بكل وضوح وتوجهوا إليه النداء.

وعليكم أن تعلنوا بأن الكفاح المسلح أداة سياسية عفا عليها الزمن، وأن حزبًا مشروعًا لا يمكنه ممارسة سياسة متزامنة مع التنظيمات الإرهابية.

هل سيتحرر حزب الشعوب الديمقراطي في حال أوقف "بي كي كي" عنفه؟ لا يجب البحث عن السبب في عدم وضع الحزب وما تفرع عنه مسافة بينه وبين العنف، وهو الذي يصول ويجول في ساحة السياسية الكردية بلا منازع، بفضل حماية "بي كي كي" له.

عن الكاتب

مليح ألتنوك

كاتب صحفي في صحيفة ديلي صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس