الأناضول

انتهت فرق الأمن في ولاية طرابزون شمال شرق تركيا، من معاينتها لحافلة فريق "فنربهتشه" التركي لكرة القدم، التي تعرضت في وقت متأخر مساء أمس السبت، لاعتداء مسلح ببندقية، أدى إلى إصابة سائقها ونقله إلى المستشفى لتلقي العلاج. 

وأفادت المعلومات التي حصل عليها مراسل الأناضول، أن الفريق المذكور، كان عائدا من أداء مباراة أمام نظيره "ريزه سبور" في إطار منافسات الدوري التركي الممتاز لكرة القدم، حينما تعرض لذلك الاعتداء، واستغرقت فترة معاينة الحافلة ومكان الحادث أربع ساعات تم بعدها نقل الحافلة من مكانها إلى مديرية الأمن للقيام بمعاينتها بشكل أكثر دقة وتفصيلا.

ونُقل السائق المصاب إلى مستشفى البلدة التي تعرضت أمامها الحافلة للاعتداء، حيث أُجريت له الإسعافات الأولية، ونقل عقب ذلك إلى مستشفى "الفارابي" الحكومي في مركز الولاية.   

وقال البروفيسور دكتور "توفيق أوزلو" مدير المستشفى التي يخضع فيها السائق للعلاج أن الحالة الصحية للمصاب طبيعية، مضيفاً: "ثمة مكان لدخول رصاصة في عظام الجهة اليسرى من وجه السائق. والتصوير المقطعي الذي أجريناه على وجه يظهر قطعة معدنية داخل العظم، لذلك من المحتمل أن الاعتداء تم بواسطة سلاح ناري".

وكان "عبد الجليل أوز" والي طرابزون قد أدلى بتصريح أولي حول الحادث، ذكر فيه أن "هناك روايتان حول الأداة المستخدمة في الاعتداء، رواية تقول إنه اعتداء بالحجارة، ورواية أخرى تؤكد أنه اعتداء مسلح تم من حافلة مقابلة، أو من نقطة مقابلة لحافلة الفريق. لكن المعاينات لازالت مستمرة، وفي أقصر وقت ممكن ستبين هذه المعاينات سبب الاعتداء وكيفيته".  

لكن في وقت لاحق صرّح قائلا: "آخر ما تم التوصل إليه أن الأداة المستخدمة في الاعتداء، هى سلاح، لكن من المبكر الآن قول شئ أكيد. ومن الواضح أن هناك  رصاصة قد أُطلقت من بندقية".  

وعقب الاعتداء تم نقل اللاعبين في حافلة خاصة بقوات التدخل السريع التركية، إلى مطار مدينة طرازون، ومن هناك ركبوا طائرة متجهة إلى مدينة اسطنبول معقل الفريق.  

هذا وتوجه رئيس النادي "عزيز يلدريم" إلى مطار "صبيحة غوكجن" الدولي بمدينة اسطنبول، وعدد من أعضاء النادي ليكونوا في استقبال الفريق.  

ومن جانبه تلقى الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" معلومات عن الحادث من المسؤولين المعنيين، بحسب معلومات أفادت بها مصادر في الرئاسة التركية، وذكرت تلك المصادر أن "أردوغان" هاتف والي طرابرزون، واطلع منه على تداعيات الحادث، كما أنه تحدث مع مدير المستشفى التي يخضع بها السائق المصاب للعلاج، من أجل الاطمئنان على صحته.

إدانات محلية واسعة للحادث    

وأدان رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" الحادث، عبر رسالة نشرها على حسابه الشخصي بموقع التدوينات المصغرة "تويتر"، قال فيها: "أُدين بشدة الهجوم الذي استهدف حافلة لاعبي (فنربهتشه)"، مطالبا بملاحقة الجناة، وإلقاء القبض عليهم في أقرب وقت ممكن. 

وأوضح رئيس الحكومة التركية أنه اتصل هاتفيا بوالي طرابزون وأعطاه تعليمات بضرورة اتخاذ اللازم لكشف ملابسات الحادث، مؤكداً أنه يتابع عن كثب تداعيات الاعتداء.

كما أدان "كمال قلجدار" أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية، الاعتداء، واصفا إياه بـ"الخسيس"، وتمنى الشفاء العاجل للسائق المصاب، وذلك في بيان له عقب الحادث.   

هذا ومن جانبه ندد وزير الشباب والرياضة "عاكف جاغاطاي" بالحادث، واصفاً إياه بـ"التصرف الخسيس غير الإنساني"، وذلك في مداخلة هاتفية أجرها على إحدى القنوات الرياضية المحلية، والتي أعرب من خلالها عن أسفه الشديد لهذا الحادث. 

وتابع قائلا: "هذا الحادث لا علاقة له بالرياضة ولا بالإنسانية، وهذا ما ينبغي علينا أن نوضحه بشكل صريح"، معربا عن تمنياته بالشفاء العاجل للسائق المصاب.

وفي سياق متصل أصدرت العديد من الأندية التركية بيانات ورسائل مؤازرة أدانت فيها الاعتداء، وتضامنت مع نادي "فنربهتشه"، وذلك مثل نادي "غلاطة سراي" و"بشيكطاش"، و"ريزه سبور"، و"غازي عينتاب سبور"، و"طرابزون سبور"، و"أضنة سبور"، و"آلطين أوردو".

كما أدان الحادث، الاتحاد التركي لكرة القدم الاعتداء، في بيان نشر على الموقع الإلكتروني الخاص به، والذي قال فيه "ندين بشدة ذلك الاعتداء، ونعلن تضامننا مع نادي فنربهتشه. فهذا الاعتداء ضد كرة القدم التركية بأكملها، وليس ضد فريق بعينه. ونؤكد أننا سنتابع الحادث وتداعياته عن كثب. وبهذه المناسبة نطالب كافة الأندية بالابتعاد عن أي تصريحات تؤدي إلى توتر الأجواء، وتحرض على العنف".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!