ترك برس

دعا الباحث اليوناني الدكتور جورج تزوجوبولوس في المعهد الأوروبي في نيس، كلا من إسرائيل واليونان إلى إطلاق مبادرة دبلوماسية لاستكشاف مشاركة تركيا في منتدى غاز شرق المتوسط، مشيرا إلى أن نجاح تركيا في التنقيب عن الغاز في المتوسط سيزيد من تعقيد الأمور لكل من تل أبيب وأثينا.

وقال تزوجوبولوس في مقال نشره مركز بيغن سادات للدراسات الاستراتيجية إن التوتر بين تركيا واليونان وصل للمرة الأولى منذ عام 1996 إلى حد ينذر بالخطر، نتيجة اكتشافات الطاقة في شرق البحر المتوسط ​​التي كانت بمثابة سبب للمواجهة وليس حافزًا للمصالحة.

وأضاف أن استبعاد تركيا من منتدى غاز الشرق المتوسط ​​ الذي تشارك فيه اليونان وإسرائيل وقبرص ومصر وإيطاليا والأردن والسلطة الفلسطينية، يعقد الأمور.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة تتفق مع وجهة النظر التركية في أن تكوين المنتدى غير واقعي لأنه لا يضم تركيا.

وأشار في هذا الصدد إلى ما قاله السفير الأمريكي في اليونان جيفري بيات، في مناقشة عامة في أثينا في 18 شباط/ فبراير 2020، من أنه "كلما كانت المحادثة أكثر شمولًا، كانت أفضل من منظور الولايات المتحدة التي تدعم دعوة تركيا للمشاركة في منتدى غاز الشرق المتوسط".

وقال الباحث اليوناني إن عمليات التنقيب التركية عن الطاقة مستمرة من دون انقطاع في المياه القبرصية، وذل في وقت لا تنحاز فيه واشنطن إلى أحد الأطراف، وما يزال الاتحاد الأوروبي غير قادر على لعب دور سياسي في المنطقة ويحاول استيعاب الضغط الدبلوماسي لأثينا ونيقوسيا مع تعاونه الاقتصادي المستمر مع أنقرة.

وأشار إلى أنه إذا وجدت السفن التركية غازًا طبيعيًا في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، وهو ما لم يحدث بعد، فستدخل الأزمة مرحلة جديدة، مع عواقب مجهولة.

ووفقا للباحث، فإن اليونان وإسرائيل يمكنهما إطلاق مبادرة حساسة تخدم مصالحهما الخاصة وكذلك مصالح شركائهما في شرق البحر الأبيض المتوسط: مناقشة الشروط التي يمكن أن يصبح بها منتدى غاز شرق المتوسط ​​أكثر شاملة، مع إمكانية إجراء حوار متعدد الأطراف مع تركيا.

وزعم في ختام مقاله أن مبادرة لدبلوماسية من هذا النوع ستكون علامة على القوة وليس الضعف، إذ ستواجه أنقرة معضلة إما الدخول في مفاوضات أو مواصلة سياساتها في الحوض. إذا اختارت الأولى، فسيتعين عليها تقديم تنازلات. إذا اختارت الخيار الثاني، فستظهرعلى أنها تقوض العملية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!