ترك برس

تحت عنوان "الغاز والاتحاد الأوروبي والناتو والبحر المتوسط. الخلاف بين فرنسا وتركيا" تناول الكاتب الإيطالي، إيمانويلي روسي، أسباب الحملة التي يشنها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على تركيا في الآونة الأخيرة، وتحريضه عليها داخل الناتو والاتحاد الأوروبي.

ويقول الكاتب إن ماكرون استدعى أحد عباراته التي طالما يرددها، وهي "موت الناتو دماغيًا"، للحديث عن تركيا، وكيف أن التدخل التركي في الشؤون الليبية هو دليل على ما ادعاه .

ويضيف أن باريس وأنقرة على الجانبين المتقابلين في ليبيا، ولكن على عكس السابق، دعم الأتراك الحصان المناسب، أي حكومة الوفاق الوطني التي هزمت المتمردين المتشددين الذين يقودهم خليفة حفتر في محاولته غزو البلاد، وهو طموح كان الفرنسيون من رعاته من الدرجة الثانية، بعد مصر وروسيا والإمارات التي تساعده عسكريًا.

ووفقًا للكاتب، فإن هناك تيارين داخل الاتحاد الأوروبي: تيار ينظر إلى تركيا بوصفها شريكًا (اقتصاديًا - تجاريًا، ومن أجل الأمن الإقليمي) للعمل معها، ومن ناحية أخرى، هناك تيار يعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منافسًا يجب إنشاء تحالفات احتواء بديلة له. وهذا التيار يروج له ماكرون داخل الاتحاد الأوروبي.

وأشار في هذا الصدد إلى أن وزارة الخارجية الفرنسية أرسلت طلبًا إلى بروكسل يوم الخميس الماضي لإقامة طاولة نقاش حول تركيا والقيام بذلك "بدون سذاجة".

ويلفت إلى إن باريس ترعى بالفعل النظام الجيوسياسي المكوّن من اليونان ومصر وقبرص (وستنضم إليه في وقت لاحق إسرائيل) الذي تم إنشاؤه حول خط أنابيب غاز شرق المتوسط " إيستميد" الذي أصبحت استدامته الاقتصادية لأسباب مختلفة مستحيلة بشكل متزايد، ولكن قيمته السياسية كانت جذب تلك القوى ضد أنقرة.

وقال إن الحصار بحد ذاته هو مثال على آليات الاحتواء، لكن باريس تبقى وحيدة وعلى مسافة من الاتحاد الأوروبي.

وأردف أن ماكرون بدأ أيضا لعبة الغاز ضد تركيا، بفكرة تحويل مصر إلى مركز لشحن الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، والاستفادة من فائض الإنتاج الذي اكتشفته الأخيرة في مياه شرق البحر المتوسط.

لكن تركيا لديها طموحات مماثلة، وهي تستفيد من خطوط الغاز التي تأتي من الشرق، مثل خط تاناب مع أذربيجان، وتأمل في أن تؤدي عمليات التنقيب قبالة ليبيا (بدأت بالاتفاق مع حكومة الوفاق الوطني) والاستكشافات في قبرص (دليل على القوة مع نيقوسيا) في رفع مكانتها كمنتج للغاز.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!