ترك برس

أجرى وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي مصطفى وارانك، لقاء خاصا مع قناة "TRT Haber"، بمناسبة الذكرى الرابعة لمحاولة الانقلاب الفاشلة، تحدث فيها عن شقيقه الأكبر إلهان وارانك، الذي استشهد في ليلة 15 تموز/ يوليو 2016.

وقف الدكتور إلهان وارانك، مع الغزاة المعارضين المتصدين لمحاولة الانقلاب الغادرة ليلة 15 تموز، وأطلق الانقلابيون المتآمرون النيران على كل من تصدى لهم، ليستشهد وارانك أمام باب بلدية إسطنبول.

تحدث الوزير وارانك لإسراء ساينلا مراسلة قناة "TRT Haber"، لأول مرة عن أخيه الشهيد في الذكرى الرابعة للانقلاب قائلا: "أكثر ما يحزنني ويؤلمني أنني لم أرَ الرسائل التي أرسلها لي في تلك الليلة ولم أتمكن من الحديث معه".

وتابع قائلا: "أظهر شعب تركيا في تلك الليلة بكل وضوح وشفافية وقوفه الدائم بجانب رئيسه المنتخب بإرادة الشعب، وإلى جانب الحرية والديمقراطية. الحمد لله كان أخي واحدا منهم، وكان بروفيسور إداري تقني في جامعة يلديز، وكانت هناك مجموعة من أصدقائه الأساتذة. كتب رسالته الأخيرة هناك، بجملة واحدة "سيخاف الجميع لو خفنا، لذلك خرجت إلى الخارج"، ثم ذهب اخي إلى شارع وطن بعد أن طلب من زوجته أن تسامحه بحقها، ودعته الشرطة المتواجدة هناك للتوجه إلى بلدية إسطنبول الكبرى".

أشار الوزير وارانك، إلى أن أخاه كتب رسائل على مجموعة العائلة في أحد برامج المحادثة تلك الليلة، وقال: "لانشغالي بقيادة السيارة في طريقي لمكافحة الانقلابيين، لم أقرأ تلك الرسائل التي كانت من ضمنها رسالة موجهة لزوجتي تقول: "إسراء... انتبهي على مصطفى". لم يعتقد أحد أنه توجه إلى هناك...".

وأضاف الوزير: "اتصل بنا صديقنا مدير القلم الخاص بوزارة الصحة، وقال لي: "أخي مصطفى، تلقينا خبرا عن إصابة شقيقك". بالطبع صدمت عند سماعي لذلك فاتصلت على الفور بأخي. أجابني شخص غريب، وكنت أسمع أصوات إطلاق النيران، وأخبرني الشخص أن أخي قد أصيب".

كانت كلمات الغريب: "أخي... صاحب هذا الهاتف إنسان شجاع وجريء جدا، لقد أطلقوا عليه النار قبل قليل. أركبناه بالسيارة ونقل إلى المستشفى. ماذا حدث له بعدها لا أعرف، لقد بقي هاتفه هنا".

تلقى وارانك بعد عدة ساعات خبر استشهاد أخيه، وقال: "استلمنا نعشه. لقد شعرت شعور وعاطفة من نوع آخر وأنا أغسل جثة أخي في مغسلة الأموات. قمت بتغسيل اخي. كان خبر وفاته مفجعا، لكننا نؤمن ونعلم أن الشهادة من  أعظم المقامات".

تحدث وارانك، عن علاقته بأخيه الأكبر، وقال إنهم ثلاثة اشقاء وهو أصغرهم: "كانت تربطني علاقة جيدة مع أخي. كان يحاول دائما أن يقوم برعايتي لأنني أبقى في عينه الأخ الأصغر. تأسفت وبكيت لأنني لم أستطع الحديث معه في تلك الليلة، فقد أرسل لي رسالة يسألني فيها: "هل أنت بخير؟"، حتى أنني لم أرَها لانشغالي بحركة المرور. كم كنت سأكون محظوظا لو استطعت التحدث معه في تلك الليلة. لم يكتب الله لي سماع صوته للمرة الأخيرة. نعتقد أننا على تواصل معه بقراءة القرآن وبدعائنا له كلما قمنا بزيارة قبره".

أتيحت لوارانك فرصة للقاء الأشخاص الذين كانوا إلى جانب أخيه في تلك الليلة، وقالوا له: "كان أخوك شجاعا جدا، وكان يصرخ باستمرار: "لا تخافوا" وهو يقف بجرأة بوجه المتآمرين". ترى عائلة وارانك أن شهيدها نال أعلى المقامات، مما يمنحها شعورا بالفخر باستشهاده، كما يواسيها بفقده.

تطرق الوزير وارانك إلى مزاعم الانقلابيين بأن الانقلاب كان تحت السيطرة ولم يسفر عن أي إصابات، وقال: "هل الانقلاب الذي ترك 251 شهيدا وآلاف الأشخاص الذين تصدوا له ولا يزالون يتحدثون عن تلك الليلة المروعة، هل هذا يسمى انقلابا خاضعا للسيطرة؟ بالطبع ادعاؤهم هذا إهانة لنا. لدينا شهيد ومثلنا 250 عائلة لديها شهيد. هل يستطيعون مواجهتهم وأن يقولوا لهم إن الانقلاب خاضع للسيطرة؟".

وتابع قائلا: "عندما أسأل نفسي، أفكر متسائلا هل سأستطيع أن أتصرف بجرأة عندما أقف في وجه دبابة؟ الآن أستطيع الجواب بنعم، لأن أمامي العديد من الأمثلة المشرفة. نأمل أن يجمعنا ربنا في الآخرة مع شهدائنا بالمقام الأعلى".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!