ترك برس

نظمت بلدية سيفريهيسار التابعة لولاية أسكيشهير وسط تركيا، معرضا للسجاد التقليدي اليدوي ومراحل حياكته وتصنيعه، وشرح عن كيفية تسويقه.

تضمن المعرض عددا من السجادات القديمة العتيقة التاريخية التي لا يقل عمرها عن 100 سنة، لتعرض ضمن متحف فني اختلطت فيه الثقافة والتراث وعبق الماضي، حيث جمعت تلك السجادات العتيقة من الأسر التي حافظت عليها منذ عقود طويلة.

يعد المعرض الأول من نوعه لعرض السجاد القديم الذي قد يصل عمره إلى 200 سنة، كما يقدم دورات خاصة لتعليم حياكة السجاد اليدوي للحفاظ على فن السجاد اليدوي التركي من الاندثار ونقله إلى أجيال المستقبل.

وفي حديث على هامش المعرض، قالت الفنانة التركية غولسن يولداش (58 عامًا)، التي تحيك السجاد منذ طفولتها: "إن كل سجادة عبارة عن لغز تعكس فيه النساء صراخهن الصامت ورغباتهن وأفراحهن وألمهن من خلال النقوش والألوان في السجاد".

وأضافت يولداش: "أي شخص يُقدّر الفن والرموز وينظر إلى السجادة يفهم على الفور معنى النسيج وما تحتويه هذه الأنماط من ألغاز ورموز فنية جلها متوارث، وبالرغم من دخول الآلات لعالم السجاد إلا أن الأسر التركية تحتفظ بسجاد عتيق يدوي بمنزلها وجل القرى التركية تعتمد على هذه الحرفة لتقتات من بيعها".

وأشارت إلى أن "ألوان السجاد تعبر عن مشاعر النساء، فاللون الوردي هو رمز الربيع، واللون الأحمر هو رمز الحب، ولكن في بعض المناطق قد يرمز الأحمر إلى الألم والحزن. والأبيض يرمز إلى الولادة. والأخضر لون لقاء الله عند الصوفيين، ولكنه عند آخرين رمز السعادة الأسرية".

ومن جهتها قالت زينب دورالي، المسؤولة في المتحف، إن السجاد المتواجد في المتحف قيم للغاية، مشيرة إلى إمكانية أخذ دورة في حياكة السجاد للذين يأتون لزيارة المتحف، وأضافت: "إن متحفنا لا يحتوي سجادًا فحسب بل يجسد إرثا ثقافيا  لمنطقة سيفريهيسار، والهدف منه ليس فقط عرض السجاد ولكن أيضًا كيفية حياكته".

وذكرت دورلي أن فن حياكة سجاد ممتع وصعب في آن معًا، وقالت إن إحدى القلاع في منطقة سيفريهيسار فتحت في العصور القديمة بفضل سجاد منسوج بأيادي فتاة تعمل في رعي المواشي: "كانت قلعة سيفريهيزار في الماضي في أيدي البيزنطيين وحول القلعة كانت هناك فتاة تركية ترعى مواشيها. حاكت الفتاة سجادة سجلت فيها بالرموز تفاصيل القلعة وممراتها وما يجول بداخلها. وقد بيعت تلك السجادة لجنود أتراك فكّوا رموزها ورسائلها ليتمكنوا من خرق القلعة والتغلب على البيزنطيين".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!