ترك برس

قال تقرير لموقع المونيتور الأمريكي إن تركيا أصبحت هدفا استراتيجيا لخصومها الإقليميين الذين بدؤوا جهودا دبلوماسية مكثفة لإعاقة تركيا على الجبهة الدبلوماسية وكذلك في سوريا والعراق، وإضعاف محور تركيا - قطر.

ويستهل التقرير بالإشارة إلى ما أوردته وكالة الأناضول في 30 تموز/ يوليو الماضي من أن نحو150 جنديًا مصريًا وصلوا عبر مطار حماة العسكري، وتم نشرهم في الخطوط الأمامية في خان العسل بريف حلب الغربي وحول سراقب جنوب إدلب، مسلحون بالأسلحة الخفيفة وبالتنسيق مع الحرس الثوري الإسلامي الإيراني والميليشيات المدعومة من إيران.

وأضاف أنه على الرغم من أن صحة هذا الخبر محل خلاف، فإن مثل هذه المساعدة المصرية لدمشق لن تكون مفاجأة، بالنظر إلى مسار الأحداث.

ولفت إلى أن ثمة علامات كثيرة على أن المحور المصري الإماراتي السعودي يتبع استراتيجية لاحتواء تركيا وإلهائها في مناطق الصراع القريبة، فقد كانت الخطوات التي قامت بها الدول الثلاث والعلاقات التي تسعى إلى تطويرها هي رد فعل على إلى حد كبير لتركيا.

واستعرض التقرير الخطوات التي قامت بها مصر لعرقلة تركيا منذ سنوات. مشيرا إلى ما ذكرته صحيفة السفير اللبنانية في عام 2016 من أن مصر "أرسلت 18 طيارًا بطائرة هليكوبتر لمساعدة الجيش السوري"، وخططت لنشر عسكري أكبر على الطريق. وجاء التقرير بعد زيارة قام بها رئيس المخابرات السورية علي مملوك إلى القاهرة في الشهر السابق.

وأضاف أن مصر تحاول منذ مدة طويلة تمهيد الطريق لعودة سوريا إلى الجامعة العربية في الوقت الذي تجري فيه اتصالات مع تنظيم "ي ب ك"وسمحت له بفتح مكتب في القاهرة، ويسرت الحوار بين التنظيم والمعارضين السوريين المقيمين في القاهرة، وسعت لتكون جسرا بينه وبين ودمشق.

وفي الخريف الماضي، أشاد قائد "ي ب ك"، مظلوم عبدي، علنًا بانتقاد القاهرة لعملية ربيع السلام التركية شرقي نهر الفرات، كما استقبلت الرياض وأبو ظبي والقاهرة ممثلين عن التنظيم.

وعلاوة على ذلك انتقدت مصربشكل صريح العمليات العسكرية الجارية التي تقوم بها تركيا في شمال العراق وتستهدف تنظيم "بي كي كي" المحظور الذي يتخذ من شمال العراق قاعدة لمواصلة تمرده المسلح. وسعت  القاهرة إلى الاستفادة من قلق بغداد لتعزيز العلاقات الثنائية.

أما في سوريا، فلا تقوم علاقات القاهرة مع "ي ب ك" على أجندة مزدوجة، على عكس السعوديين، الذين تتداخل أجندتهم إلى حد ما مع أجندة الولايات المتحدة. ومنذ عام 2013 ابتعدت القاهرة عن أجندة تغيير النظام في سوريا. وعلى عكس ليبيا، فقد اتبعت نهجًا أكثر فردية يسمح لها بإضافة أبعاد عسكرية واستخباراتية إلى علاقتها مع دمشق.

وأشار إلى أن رئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، كثف اتصالاته مع نظرائه العرب في أنحاء المنطقة لتكوين جبهة مناهضة لتركيا.

وأوضح أن كامل زار شرق ليبيا وتونس والجزائر في فبراير الماضي فيما قيل إنه محاولة لتعزيز التعاون الاستخباراتي ضد النفوذ التركي المتزايد في المنطقة. وفي مطلع مارس/ آذار، سافر كامل إلى دمشق، حيث التقى بعلي مملوك لمناقشة "الحرب على الإرهاب في سوريا" وكذلك التطورات الإقليمية.

وزار دمشق في نفس الوقت وفد كبير من شرق ليبيا ووقع عشرات البروتوكولات مع الحكومة السورية وأعاد فتح السفارة الليبية في المدينة. وأرست مصر أسس الزيارة وتحدث الليبيون عن التعاون ضد طموحات أنقرة "التوسعية" في المنطقة.

وفي 21 تموز/ يوليو، أجرى السيسي مكالمة هاتفية مع العاهل السعودي، تلتها موجة من النشاط الدبلوماسي السعودي في المنطقة، إذ سافر وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، إلى الجزائر وتونس والمغرب بعد زيارة إلى القاهرة في 27 يوليو.

وخلص التقرير إلى أن خطر المواجهة التركية المصرية في سرت قد يجمد في الوقت الحالي، لكن التوترات تتخذ أبعادًا جديدة حيث تصبح تركيا هدفًا لاستراتيجية احتواء من نوع ما.

وأضاف أن مناورات المحور المصري الإماراتي السعودي قد تفشل في نهاية المطاف في تغيير التوازن متعدد العوامل في ليبيا، لكن الثلاثي قد يخلق مشاكل خطيرة لأنقرة من خلال الدخول في مناطق مضطربة على طول الحدود التركية، ولا سيما من خلال العلاقات مع "ي ب ك".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!