ترك برس

يعد الأدميرال التركي المتقاعد، جيم غوردنيز، أول من استخدم مصطلح "الوطن الأزرق" التي تصدرت السياسة التركية في الآونة الأخيرة، عندما كان رئيس الوحدة المسؤولة عن خطط وسياسات تركيا البحرية عام 2006.

وفي وقت سابق من أغسطس/ آب الجاري، شدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال تصريحات بالعاصمة أنقرة، على أن "الدفاع عن الوطن الأزرق، لا يقل أهمية اليوم عن أهمية الدفاع عن وطننا".

ونقلت وكالة فرانس برس عن غوردنيز، قوله إن "الوطن الأزرق رمز لـ"بحرنة تركيا"، أي زيادة الدور الذي يلعبه إطلالها على البحر في اقتصادها، مشيرا إلى أن مبدأه "يحاول تحديد مناطق الاختصاص البحري المحيطة بتركيا".

وأكد الأدميرال التركي المتقاعد، أن تركيا بحاجة إلى تأمين هذه المناطق من أجل رفاهيتها ودفاعها وأمنها و"حتى سعادتها". 

وقال متشبثا بمواقفه إنه حتى وإن تم فرض عقوبات و"حتى وإن كانت تركيا وحدها في هذه المعركة، فإن تركيا لن تستسلم".

وتشمل نظرية غوردنيز أكثر من 460 ألف كلم مربع من حدود تركيا البحرية، بما في ذلك المسطحات المائية المحيطة ببعض الجزر اليونانية.

واكتسبت رؤيته أهمية متزايدة بالتوازي مع "ازدياد النزعة القومية في تركيا". حسب تعبير فرانس برس.

وسبق أن أكد الأدميرال جيم غوردنيز أن الولايات المتحدة تستخدم اليونان "كقاتل مرتزق ضد تركيا"، لكن أنقرة لن تتراجع وستنشر المزيد من السفن الحربية.

وفي مقابلة مع وكالة "آجي" الإيطالية، قال غوردنيز "إن الحرب في بحر إيجه تعني نهاية  حلف الناتو وستدفع تركيا بشكل نهائي إلى المدار الروسي".

وأشار غوردونيز إلى أن نظرية "الوطن الأزرق" (Mavi Vatan) "لا علاقة لها بالإسلام ولا بوجود حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس رجب رجب طيب أردوغان ذي التوجهات الإسلامية في السلطة".

وقال إن الوضع الحالي يشبه تماما ما حدث في سيفر عام 1920،عندما تم تفكيك الإمبراطورية العثمانية بأمر من قوى أخرى.

وأوضح أن "تركيا اليوم تجد نفسها وحدها تقاتل من أجل خريطتها. في الماضي كان هدف القوى الغربية هو إحاطة تركيا بحدود الأناضول، لكن الزمن تغير الآن ومنذ عام 2002 يسمح لنا الوطن الأزرق بتأكيد أنفسنا من خلال دبلوماسية السفن الحربية والتدريبات".

وفي مؤشر على تنامي الأهمية التي يوليها للاستقلال في مجال الطاقة، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الجمعة أن بلاده قامت بأكبر اكتشاف للغاز الطبيعي في البحر الأسود.

وقال إردوغان إن المسألة لا تقتصر على "القتال من أجل الحقوق (في المنطقة) فحسب بل من أجل مستقبل تركيا"، وإن الصراع من أجل تقاسم موارد الطاقة هو ما يكمن خلف كافة المخططات والالاعيب في شرق البحر المتوسط.

وتحوّل غياب حدود بحرية متفق عليها بين تركيا واليونان، أو تركيا وقبرص الرومية، إلى مشكلة أكبر بكثير مع اكتشاف احتياطات المواد الهيدروكربونية في شرق المتوسط خلال العقد الماضي.

وأشار مظفر سينيل، أستاذ السياسة بجامعة "شهير" في إسطنبول إلى أن ترسيم حدود المناطق الاقتصادية الخالصة في بحر ايجه والمتوسط كان مسألة أهملتها معظم حكومات المنطقة عمدا".

ويعود ذلك برأيه إلى أنها "مسألة يصعب حلها وكلفتها السياسية باهظة". وأضاف أن أنقرة تستخدم "الوطن الأزرق" "كورقة مساومة" مشيرا إلى أنها "تعلن موقفها في المفاوضات عبر عرض هذه الخريطة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!