ترك برس

بالرغم من مرور تسعة أعوام على زلزال وان المدمر، الذي حصل في 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2011، مؤديا لفقدان 604 أشخاص حياتهم، إلا أن من شهدوه لم و لن ينسوا لحظاته التي عاشوها ولم ولن ينسوا ضحاياه.

حدث الزلزال في الساعة 13:41، كان مركزه في قرية تابانلي ومنطقة أرجيش وعدة قرى، بلغت شدته 7,2 درجة واستمر لمدة 26 ثانية، بذلت على الفور جهود مكثفة لإنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض، حيث تم إرسال 295 سيارة إسعاف، و56 مركبة UMKE، و6 مروحيات إسعاف، وطائرتا إسعاف، و2400 كادر طبي، كما عمل 71 فريق إنقاذ في الساعات الأولى للزلزال، و42 كلبا مدربا، ثم التحق بهم 140 فريق من مختلف الولايات التركية.

تم توزيع 75 ألف خيمة على المواطنين الذين لا مأوى لهم، ثم أنشئت بيئة كمأوى مؤقت من 29 ألفا و500 حاوية، كما تم تلبية كافة احتياجات المتضررين.

وفقا لدراسات خبراء أفاد، تم تحديد أعداد المباني الموجودة في المنطقة بـ147 ألفا و622 منزلا، و18 ألفا و735 مكان عمل، و20 ألفا و209 حظائر، وتم تسجيل أضرار جسيمة في 31 ألفا و870  منزلا، و8 آلاف و849 مكان عمل، و9 آلاف و602 حظيرة، وأضرار متوسطة في 18 ألفا و181 منزلا.

شُرِعَ بتشييد ما تضرر بعد وقت قصير من الزلزال بالرغم من انخفاض درجة الحرارة لما دون 30 درجة تحت الصفر، وتم الانتهاء من بناء 27 ألف منزل، و139 مركز عمل و17 مدرسة و33 مسجدا و9 مراكز تسوق و3 آلاف و194 حظيرة وتسليمها للمتضررين.

نشر محمد أمين بيلماز، والي وان ووكيل رئيس البلدية، رسالة بمناسبة ذكرى الزلزال التاسعة التي لقي حتفه فيها 644 شخصا جراء الزلزال التي بلغت شدته 7,2 و5,6 درجة، الذي لا يمكن نسيانه.

أضاف بيلماز: "حشدت الدولة جميع الإمكانيات لمواجهة الكارثة التي تعرضت لها منطقتنا وعدم تركنا لوحدنا، وداوت جرحانا، وقُدّمت مساعدات للحد من آثار الدمار في وقت قصير إلى مواطنيننا من الحكومة وعموم تركيا. زار رئيسنا رجب طيب أردوغان، الذي كان رئيسا للوزراء آنذاك، والعديد من الوزراء والسياسيين وممثلي المنظمات الحكومية والخاصة، المدينة بعد الزلزال مباشرة ليخففوا من آلام المواطنين".

وتابع قائلا: "لم يدعونا لوحدنا نواجه مصيرنا بين الحطام، بل وقفوا إلى جانبنا، وتمت تلبية الاحتياجات العاجلة مثل الطعام والماوى فور وقوع الزلزال بالتنسيق والتعاون بين الشعب والحكومة. لقد أصبحت مدينتا اليوم حديثة بوجه جديد بعد تسعة أعوام من الزلزال، وسنواصل تطويرها، ونواصل جهودنا لتقليل آثار مثل هذه الكوارث في ولايتنا".

كما قام مواطنون بزيارة قبور ضحايا الزلزال في مقبرة سييت محمد بمنطقة أرجيش إحياء لذكراهم، وكان من ضمن الزوار فيصل صاغلام، مدير ثانوية محمد مراد المهنية والتقنية الأناضولية، برفقة المعلمين والطلاب، الذين ترحموا على المعلمين وجميع ضحايا الزلازل واضعين الأزهار على قبورهم.

ذكر صاغلام، ان 604 أشخاص فقدوا حياتهم في زلزال 23 أكتوبر 2011، من ضمنهم 63 معلما: "توفي محمد مراد، نائب مدير مدرستنا في الزلزال، كان صديقنا، كما بذل جهودا كبيرة في حياته لخدمة مدرستنا، وأصبح طلابه اليوم معلمين".

وقال "ماشاء الله أكوش" المعلم: "لقد زرنا قبور معلمينا الغاليين، ودعونا لهم مع طلابنا، ووهبنا لهم ختمة للقرآن الكريم. رحم الله جميع شهدائنا، ونحن سنكمل الطريق الذي بدأه معلمونا الشهداء. لقد كنا تلاميذهم، وسنتقدم إلى الأمام بالسير على نهجهم".

ذكر المصابون وأقارب ضحايا الزلزال أنهم بالرغم من مرور تسعة أعوام لم ولن ينسوا ذلك اليوم المفجع ولا اللحظات التي قضوها تحت حطام المباني المدمرة بمنطقة أرجيش، التي تعرضت لأكبر قدر من الدمار.

وتحدث يوكسل زورلو، مدير التربية والتعليم الوطني الإقليمي لمنطقة موراديا، الذي تم إنقاذه من تحت الأنقاض حيث مكث فيها لفترة طويلة مع مجموعة من 15 طالب ومعلم، قائلا: "في تلك اللحظات، كنت عند حدوث الزلزال في مبنى المؤسسة مع 15 صديق، وفقدنا أحد أصدقائنا. كان ذلك كارثة بالنسبة لنا، كما فقدنا العديد من الأرواح والأصدقاء. بذلت دولتنا جهودا كبيرة لمداواة جراحنا منذ اليوم الأول، تم حشد جميع الوسائل لتلبية جميع الاحتياجات. خرجت أنا ومن معي من تحت الأنقاض مختلفين جدا عما كنا عليه وكذلك الجميع، كنت اعمل معلما في تلك الفترة. بدأت بعد الزلزال بالعمل بعقلية كيف أخدم بلدي بشكل أفضل، ثم عملت مدير مدرسة، وأنا حاليا اقدم خدماتي للطلاب كمدير التربية والتعليم الوطني الإقليمي".

ذكر عزت باتماز، الذي مكث خمس ساعات تحت أنقاض مركز الأعمال الذي دمر بسبب الزلزال، بأن كل دقيقة مرت عليه بانتظار إنقاذه كانت كالعام، وشعر بسعادة عند سماع صوت رجال الإنقاذ يقترب منه، وقال: "ظننت أن القيامة قد قامت عندما حدث الزلزال، وتهدمت المباني وتدمر كل ما حولنا، وأخرجت من تحت الأنقاض بعد خمس ساعات. ركضت إلى الحي الذي كان يعيش فيه أهل زوجتي، وكانت عمارتهم مهدمة بالكامل. كانت حماتي على قيد الحياة، لكن 23 شخصا من المبنى فقدوا حياتهم ومن ضمنهم والد زوجتي وأطفال، وحشدت دولتنا جميع الإمكانيات للزلزال، موفرة لنا احتياجاتنا من مأوى وأطعمة بوقت قصير، كما وفرت في وقت قصير مساكن للناس ليستقروا فيها، وتم بناء مدارس جديدة بدلا عن المهدمة، ووقف بجانبنا جميع مسؤولي الدولة. لقد كانت فترة عصيبة جدا لا أعادها الله علينا".

ذكر يافوز إيزغي، الذي فقد 23 شخصا من أقاربه، بأن سحب الغبار غطت المكان بعد الهزة بحيث لم يستطع احد فهم طبيعة ما جرى، فقد تدمرت منازل الحي الذي كان يركض فيه: "عندما عدت إلى الحي كانت عمارتنا متهدمة، ولم يبقَ شيء في مكانه. كل ما حولي كان خرابا، فقد فقدت 23 شخصا من أقاربي، أخي وعمتي وأبناء أخي وأبناء عمي وأبناء عمتي، ولا نزال حزينين لقفدهم، كما نذكر أسمائهم لأبنائنا الذين ولدوا بعد الزلزال، لا أعاد الله علينا تلك الأيام".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!