ترك برس

شهدت تركيا مؤخراً، تأسيس أحزاب سياسية جديدة، خرجت بعضها من رحم أحزاب رئيسية، ومنها من تأسست بشكل مستقل، في مشهد يثير التساؤلات حول كيفية تأثير هذه المكونات على الخريطة السياسية في البلاد التي يكثر فيها الحديث مؤخراً عن احتمالية انتخابات مبكرة.

وفي الآونة الأخيرة طالب حزبا الشعب الجمهوري والجيد المعارضان بتنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، نظرا لتردي الوضع الاقتصادي في البلاد وفق زعمهما.

لكن الرئيس رجب طيب أردوغان أكد اليوم الجمعة عدم إجراء أي انتخابات مبكرة، وأنها ستكون في موعدها المحدد في يونيو/حزيران 2023.

وأضاف أردوغان أنه في ديمقراطيات الدول الراسخة لا تنظم انتخابات مبكرة بناء على أهواء بعض الأشخاص، مؤكدا أن "تحالف الشعب" (حزبا العدالة والتنمية والحركة القومية) متمسك بالموعد المحدد للانتخابات.

خريطة الأحزاب السياسية التركية لم تعد كما كانت في السابق، بل باتت في شكل جديد مع ظهور أحزاب جديدة بشكل متواتر وتدريجي.

آخر الأحزاب السياسية التي تم الإعلان عنها مؤخراً في تركيا، حزب حركة التغيير الذي أعلنه في ديسمبر/كانون الأول الماضي الرئيس السابق لبلدية منطقة شيشلي في إسطنبول، مصطفى صاريغول، سبقه بنحو أسبوع حزب تحت اسم الحزب الديمقراطي الكردي بقيادة رشيد آكنجي، في وقت وجهت له اتهامات بمحاولة شق صفوف الشارع الكردي، فضلا عن حزب التجديد الذي أعلن تأسيسه قنصل تركيا السابق في الموصل يلماز أوزتورك في يوليو/تموز الماضي.

كما شهد حزب العدالة والتنمية الحاكم انشقاقات حساسة تبعها بشكل فوري تأسيس أحزاب جديدة كحزب المستقبل بقيادة داود أوغلو، وحزب الديمقراطية والتقدم برئاسة علي باباجان.

وتواردت الأنباء عن سعي المرشح الرئاسي السابق والمنشق عن حزب الشعب الجمهوري محرم إينجه لتأسيس حزب جديد يحمل اسم "حركة الوطن"، بعد حقبة من الخلافات التي نشأت بينه وبين "الشعب الجمهوري" أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، والمحسوب على الجناح العلماني.

ونقل تقرير نشرته شبكة الجزيرة القطرية، عن مراقبين بأن الخليط الجديد من الأحزاب المذكورة سيؤثر بشكل فاعل في الخريطة السياسية لتركيا، ومن شأنه أن يدخل ديناميكية جديدة على الخريطة الانتخابية المستقبلية، لكن ذلك لا يمكن فصله عن مدى تقبل هذه الخطوة من جانب الناخب التركي الذي أشارت استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أنه لا يرغب برؤية أطراف سياسية جديدة تضاف إلى الموجودة والمنضوية في إطار تحالفين.

وتستند السياسة الانتخابية التركية الآن إلى المنافسة بين تحالف الشعب وتحالف الأمة المكون من حزب الشعب الجمهوري، والحزب الجيد، وبشكل غير معلن حزب الشعوب الديمقراطي.

وقبل أيام، أعلن أردوغان في مؤتمر حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه عن قرب تنفيذ سلسلة إصلاحات حكومية وحزبية، وقال "لقد بدأنا بالفعل في تشكيل جدول أعمالنا الإصلاحي الشامل، ووصلت استعداداتنا لخطط الإصلاح -التي سنتخذها في الاقتصاد والقانون- إلى مرحلة عرضها على الجمهور".

وفي إشارة ورسالة رمزية زار الرئيس أردوغان قبر رئيس الوزراء الأسبق نجم الدين أربكان، كما زار رئيس مجلس شورى حزب السعادة الإسلامي المعارض أوزهان أصيل تورك في بيته، لاستمالة الحزب إلى تحالفه.

وفي سياق المحافظة على بقاء التحالف الحاكم، زار أردوغان حليفه رئيس الحركة القومية دولت بهجلي في بيته بعد خطاب له فُهم أنه موجه ضد العدالة والتنمية، وتحدث فيه بشكل واضح عن أنه "في حال لم يتم إغلاق حزب الشعوب الديمقراطي الكردي والاستجابة لدعوتنا فسنقوم بما يلزم أن نقوم به".

وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة "يني تشاغ" المعارضة أن تحالف الشعب الحاكم يسعى بشكل جدي إلى ضم حزب ثالث لتقويته.

ونقلت الصحيفة عن مصدر مسؤول في الحزب الحاكم أنهم لم يجروا أي محادثات مع أي حزب للانضمام إلى التحالف بعد، ولكنها مجرد فكرة مطروحة على الطاولة تهدف إلى إضافة الزخم في مواجهة تحالف الأمة.

وأشار المسؤول في الحزب الحاكم إلى الحديث عن تشكيل باباجان وداود أوغلو وحزب السعادة تحالفا جديدا، مما يقود لتشكل تحالفين في مواجهة تحالف الشعب.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!