ترك برس

شهدت تركيا، أمس الأربعاء، إعلان علي باباجان، نائب رئيس الوزراء التركي السابق، والمسؤول عن السياسات الاقتصادية التركية لأعوام طويلة، حزبه السياسي الجديد الذي عرف مختصر اسمه بـ "الدواء – DEVA".

جاء ذلك في مؤتمر تعريفي بالعاصمة أنقرة، حضره الأعضاء المؤسسين، بينهم 4 وزراء سابقين من حزب "العدالة والتنمية"، وغلب عليهم الطابع الليبرالي المحافظ.

وفيما يخص القائمة التأسيسية لحزب "الديمقراطية والنهضة"، فقد احتوى على 90 اسما، منهم 27 سيدة، و16 وجها جديدا، كما شملت شخصا من مواليد عام 1999 يعتبر الأصغر من بين الأسماء.

ومن أبرز المؤسسين، مصطفى ينار أوغلو، برلماني مستقل، استقال من حزب "العدالة والتنمية"، وبذلك أصبح للحزب الجديد تمثيل داخل البرلمان الحالي، ومهمت شانفير، جنرال متقاعد تم اعتقاله من الانقلابيين يوم 15 يوليو/تموز 2016، و متين غورجان، عسكري سابق، وحاليا يعمل محللا صحفيا لموقع المونيتور، و نهاد أرغون، وزير الصناعة السابق، وسعد الله أرغين، وزير العدل السابق، وسلمى كواف، وزيرة المرأة السابقة، و أحمد أديب أوغور، والي مدينة باليكسير السابق، وأليف أيسن، مستشارة سابقة في رئاسة الجمهورية.

واتخذ الحزب شعارا له من قطرة ماء داخلها ورقتا شجر على شكل برعم، مقدما برنامجه الذي ركز فيه على الديمقراطية والشفافية والحقوق، متعهدا بتعزيز الديمقراطية والعمل على تحقيق الإصلاحات اللازمة.

وفي كلمة له خلال المؤتمر التعريفي، قال باباجان "نحن هنا الآن، وآن الأوان لتحمل المسؤولية تجاه تركيا، ونتمنى أن يكون الحزب مفيدا للبلاد، فاليوم هو بداية نتطلع فيها إلى المستقبل بأمل.. اتخذنا الخطوة الأولى لتشكيل تركيا قوية في حقبة جديدة"، مضيفا "سنحترم أسلوب حياة الجميع، ولن نضحي بمقدساتنا الدينية من أجل السياسة".

وعلى الصعيد الاقتصادي الذي يعتبر الميدان الذي يبرع فيه باباجان، أوضح الأخير أن "الفساد يعرقل تقدم الاقتصاد، والشفافية مثالية نسعى إليها، ولهذا نعمل على الرقابة على المؤسسات المالية، وإنشاء لجان مراقبة وإزالة الاستثناءات وتغيير قانون المناقصات".

وأوردت وسائل إعلام تركية أن باباجان وفريقه الحزبي عقدا اجتماعات مغلقة يومي 7 و8 مارس/آذار الحالي، لمناقشة برنامج الحزب ولائحة نظامه الداخلي التي جرى إعدادها على أيدي 300 خبير على مدار خمسة أشهر، شملت 24 طاولة نقاش مختلفة.

وغابت شخصيات كان يتوقع أن تكون ضمن المؤسسين، وهم رئيس المحكمة الدستورية السابق هاشم كلج، والوزير السابق أرطغرل غوناي، ووزير الداخلية السابق بشير أتالاي.

ولوحظ بشكل كبير غياب فريق الرئيس السابق عبد الله غل، وأرجعته مصادر إعلامية إلى رغبته في عدم الظهور والتأثير في الحزب.

السيرة الذاتية لـ علي باباجان:

ولد باباجان عام 1967، ودخل غمار السياسة عام 2002 بوصفه أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية وعضو مجلسه التنفيذي، وانتخب عضوا بمجلس النواب عن مدينة أنقرة في العام نفسه، ثم عين وزيرا للشؤون الاقتصادية ليصبح أصغر عضو بمجلس الوزراء وعمره 35 عاما.

ساهم في إصلاح الوضع الاقتصادي محققا انتعاشة بعد عامين من مباشرة عمله، عقب سنوات عجاف من الأزمات الاقتصادية التي عانت منها البلاد، ثم شغل منصب وزير الخارجية وشؤون المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، قبل أن يتولى أيضا وزارة الاقتصاد عام 2007 بعد انتخاب رجب طيب أردوغان رئيسا للوزراء، وعبد الله غل رئيسا للجمهورية، وظل وزيرا للخارجية حتى العام 2009، ثم تولى منصب نائب رئيس الوزراء حتى العام 2015.

وأعلن باباجان في يوليو/تموز الماضي استقالته من حزب العدالة والتنمية الحاكم، مبررا ذلك في بيان قال فيه إن "خلافات عميقة وقعت على مستوى الإجراءات، سواء على الصعيد المحلي أو العالمي خلال الأعوام الأخيرة، بالإضافة إلى المبادئ والأفكار والمعايير التي أدافع عنها".

ومع الإعلان عن الحزب الذي طال انتظاره  في الأوساط السياسية، طرحت أسئلة عن مدى نجاح حزب "الدواء" في منافسة "العدالة والتنمية" الذي ولد من رحمه.

واستبعد مراقبون أن يكون حزب باباجان بنفس قوة "العدالة والتنمية" في بداياته، معتبرين أن ذلك ليس مطمئنا للعدالة والتنمية في ظل حالة الاستقطاب وتقارب الحظوظ في المحطات الانتخابية الأخيرة، وفي ظل توحد بعض قوى المعارضة مؤخرا.

وفي هذا السياق، قال القيادي بالعدالة والتنمية رسول طوسون (الذي عمل مع باباجان في الحزب ووزارة الخارجية) إن تحركات باباجان وأصدقائه بعد تأسيسهم لحزب جديد، لن تكون بهذه السهولة، خصوصا أن منافسة أردوغان "تحتاج إلى الكثير من المغامرة".

وأضاف في حديثه للجزيرة نت، أن رئيس الحزب الجديد "شخصية اقتصادية ولا يملك خبرة سياسية" ولم يختلط بالجمهور، لذلك فإن "تأثيره سيكون ضعيفا، وربما يكون هناك انعكاس سلبي بأنه ترك الحزب بعد تولي المناصب عبره".

وزاد أن "العدالة والتنمية" حقق طموح المواطنين عام 2001 بسبب الانسداد السياسي والأزمات الاقتصادية، فكسب أغلبية البرلمان وشكل الحكومة منفردا، وليس متوقعا لأي حزب جديد أن يكون بنفس القوة في بداياته، فظروف البلاد اليوم مختلفة، والحزب الحاكم ما زال قويا.

وتوقع طوسون أن الحزب الجديد سيكسب من قاعدة "العدالة والتنمية" الجماهيرية لأنه يحظى بدعم غل، ويضم عددا من نواب "العدالة".

وتأتي هذه الخطوة من قبل باباجان، صديق درب أردوغان سابقاً، بعد 8 أشهر من استقالته من حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أقدم رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو على تأسيس حزب سياسي جديد يحمل اسم "حزب المستقبل".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!