ترك برس

ينتج نساء منطقة "شيله" التابعة لولاية إسطنبول، كمامة يدوية مميزة، لأنها صنعت من قماش شيله التقليدي في مركز التعليم المجتمعي، حيث تنفرد شيله بهذه النوعية من القماش، المنسوجة بالكامل على أنوال يدوية من خيوط قطنية طبيعية.

صرح مدير مركز التعليم المجتمعي بمنطقة شيله، عمر فاروق أوجر، بأن الكتان استخدم في السابق بإنتاج قماش شيله، ومع مرور الوقت وزيادة الطلب يتم نسجه حاليا في ماكينات وبخيوط قطنية. يقول أوجر: "معظم النساء يفضلن الكمامات المصنعة من قماش شيله، ليس لأنها صحية فقط بل باعتبارها إكسسوارًا أنيقًا مزينًا بالتطريز، ومن أهم أسباب تفضيلها صناعتها من القطن بنسبة 100%، فهي تمتاز بنسيجها الصحي الذي يمتص العرق مباشرة بمجرد ملامستها للوجه".

أشار أوجر إلى أن "أهم أولوياتنا بإنتاج الكمامة من قماش شيله هي إمكانية غسلها، مما يعني استخدامها باستمرار، بذلك لا تشكل تلوثا بيئيا مثل الكمامات الأخرى التي يتم رميها بعد استخدامها مرة واحدة. بدأ مركزنا بإنتاج الكمامات الطبية منذ الأيام الأولى لتفشي الوباء".

وأضاف قائلا: "تميز مركزنا عن بقية المراكز بإنتاج الكمامة من نسيجنا التقليدي لإحياء قماش شيله، مما أثار سؤالا في الأذهان: كيف ستحمي كمامة قماش شيله الرقيقة من الوباء؟ كان المركز ينتج كمامة من طبقة واحدة من قماش شيله، ثم اقترح الخبراء زيادة طبقاتها إلى ثلاث طبقات لتؤدي مهمتها في الحماية، وتباع كمامات شيله الآن إلى عدة مناطق في جميع أنحاء تركيا".

تنسج المتدربات قماش شيله، وتتلقين أجرة مادية عن كل متر. ينتج المركز حوالي 100 كمامة يوميا، ويمكن أن ينتج أكثر من ذلك وفقا للطلبيات. بالإضافة إلى ذلك، تنتج المتدربات العديد من المنتجات والملابس من قماش شيله مثل الفساتين والبلوزات والشالات وربطات العنق والمظلات وغيرها، وتحصل سيدات شيله على دخل مادي من بيع هذه المنتجات.

تحدث عمر فاروق أوجر، عن نشاط مركز التعليم المجتمعي في شيله بالإنتاج قائلا: "عندما بدأنا في إنتاج الكمامات بداية الوباء، ازداد عدد العاملات ليساهمن بدخل ولو بسيط لمنازلهن، وقد شاركت جميع نساء المنطقة في الإنتاج الذي كان بالنسبة لهن عملًا جيدا ومساعدًا".

يختلف قماش شيله عن بقية الاقمشة الأخرى باستخدامه تقنية التحجيم التي تعطي قوة للنسيج بزيادة مقاومة الخيط، التي تتم بغلي الخيوط في ماء به طحين، ثم تلف على شكل بكرات في عجلات دوارة، ثم تغسل بالبحر لتدخل  الرمال إلى مسام القماش، مما يسمح للنسيج بالتنفس وبالتالي يريح الشحنات الكهربائية في الجسم ولا يمسك بالعرق، وتبدأ بعدها مرحلة النسيج.

أعربت عائشة تاشبينار، المدربة المحترفة في مركز التعليم المجتمعي بمنطقة شيله، التي تعمل بنسج القماش منذ 11 عاما، عن سعادتها لوجودها بالمركز واستمتاعها بتدريب النساء على نسج قماش شيله. قالت تاشبينار: "أستخدم كمامتي نفسها منذ شهر آذار/ مارس، التي أنتجت في مركزنا من قماش شيله، والحمد لله لم أصب بالوباء، فمن الممكن غسل كمامة قماش شيله باليد بالصابون أو بالغسالة، ويكفي أن تغسل باليد لأنها ليست شديدة الاتساخ، ونحن ننتجها من ثلاث طبقات".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!