ترك برس

دخلت تركيا العام الجديد على وقع جدل بخصوص احتمالية إجراء انتخابات برلمانية مبكرة يجري الترويج لها من قبل المعارضة، تزامناً مع ظهور أحزاب سياسية جديدة، وتأثير ذلك على التحالفات القائمة.

وفي إطار إعادة ترتيب أوراق التحالفات بين الأحزاب في تركيا، انتشرت مؤخراً أنباء حول اعتزام تحالف الشعب (مكون من العدالة والتنمية والحركة القومية)، ضم حزب السعادة المحافظ، إلى صفوفه. وتعززت قوة هذه الأنباء، مع إجراء الرئيس التركي، زعيم حزب العدالة والتنمية، رجب طيب أردوغان، سلسلة زيارات ولقاءات إلى شخصيات بارزة من حزب السعادة الذي هو امتداد لحزب الرفاه، لنجم الدين أربكان، أب الإسلام السياسي في تركيا.

ومؤخراً، قام الرئيس أردوغان، بزيارة رئيس المجلس الاستشاري الأعلى لحزب السعادة أوغوزخان أصل تورك، في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، لتتسارع التوقعات بأن الزيارة تهدف لاستمالة حزب السعادة إلى تحالف الجمهور.

وعلى الرغم من انضمام حزب السعادة إلى "تحالف الأمة" المعارض، فإنه لا يقف على خلاف كبير مع حزب العدالة والتنمية الحاكم، فهو حزب إسلامي محافظ، ولا تتعارض مواقفه مع السياسة الخارجية التي يتبناها أردوغان.

الكاتبة الصحفية التركية، هاندا فرات، نقلت عن مصادر في "العدالة والتنمية"، أن الحزب يسعى لتوسيع "تحالف الجمهور"، لافتة إلى أن هناك انزعاجا كبيرا من قواعد حزب السعادة، بالتواجد على نفس الجانب مع حزب الشعب الجمهوري، والشعوب الديمقراطي، بحسب تقرير لـ "عربي 21."

وأوضحت أن هناك وجهة نظر داخل حزب السعادة ترى أن الفرصة قد حانت للانضمام لتحالف الجمهور، للحفاظ على الحزب من جهة، وعدم الضياع بين أحزاب جديدة مثل "المستقبل" الذي يقوده أحمد داود أوغلو، و"الديمقراطية والتقدم" الذي يقوده علي باباجان، واللذان يتحدثان باللغة ذاتها.

وأكدت أنه إذا تمكن الجناح المعارض في حزب السعادة من التعامل مع القضية بموضوعية، فقد تظهر صورة أخرى على الساحة السياسية.

وتوقعت الكاتبة، أن الرئيس أردوغان، قد يقوم بزيارة رجائي قوطان الزعيم السابق لحزب السعادة في الفترة المقبلة، مشددة على أن هناك الكثير من الأرضيات السياسية التي تهيئ للاتفاق بين "السعادة" و"العدالة والتنمية".

واستدركت بأنه في الوقت ذاته، لدى حزب السعادة انتقادات وتوقعات، والسياسات التي سيتبعها أردوغان للشراكة المحتملة من الآن فصاعدا تثير الفضول، مؤكدة أن حزب السعادة بالأساس لا يعارض النظام الرئاسي، لكنه مع ذلك انتقد النموذج الذي تم تنفيذه في تركيا، لاسيما النموذج الرئاسي للحزب.

وفي سياق متواصل، قال الكاتب عبد القادر سيلفي في مقال له بصحيفة "حرييت"، إن زعيم حزب السعادة تمل قرة مولا أوغلو، وجماعة من حوله يعارضون بقوة الانضمام إلى تحالف حزب العدالة والتنمية، ويسعون لمنع ذلك.

وتطرق الكاتب إلى تصريحات أردوغان بشأن زيارته للقيادي البارز في حزب السعادة: "عملنا مع أوغوزخان أصل خان في الماضي، وهو كبيرنا"، مشيرا إلى أن زيارته كانت في إطار المجاملة، وبحث مسألة التحالفات، مشددا على أنهم بحاجة للحصول على كل الدعم في محاربة الإرهاب.

وقال سيلفي، إن تصريحات أردوغان تعطي رسالتين، وهما: الأولى، التحالف مع حزب السعادة، والثانية، "هل سيقف حزب السعادة إلى جانب الحزب الحاكم "العدالة والتنمية" في محاربة الإرهاب، "أم إنه سيكون في صفوف أولئك الذين يعارضون مكافحته؟"، وفق قوله.

ولفت الكاتب إلى أن "هناك من يعتقد في حزب السعادة، بأن أردوغان يجبرهم على اتخاذ موقف".

ونوّه سيلفي إلى لقاءات من أجل التحالف عقدت في السابق بين "العدالة والتنمية" و"السعادة" من أجل انتخابات 7 حزيران/ يونيو 2015، و24 حزيران/ يونيو 2018، لكنها باءت بالفشل.

وأضاف أن أوغوزخان أصل تورك يتمتع بثقل أكبر من منصبه رئيسا للمجلس الاستشاري الأعلى لحزب السعادة؛ فبعد وفاة نجم الدين أربكان تولى منصب "القائد الروحي" لـ"ميللي غوروش" (الرؤية الوطنية)، وهي حركة سياسية دينية ومجموعة من الأحزاب الإسلامية التركية، وُصفت بأنها أكبر منظمة إسلامية تعمل في الغرب في ذلك الوقت.

وأشار إلى أن "هناك خلافا بالرأي بين قرة مولا أوغلو، وأصل تورك، بشأن الموقف تجاه حزب العدالة والتنمية"، مؤكدا أن "عملية التحالف بين حزبي السعادة والعدالة والتنمية ليست بسهلة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!