ترك برس

قالت الباحثة اللبنانية، دانيا قليلات خطيب، مديرة مركز التعاون وبناء السلام للدراسات، الإثنين، إنه ستكون للبنان كلمة في منطقة شرقي البحر المتوسط بعد ترسيم حدوده، تدعم تركيا، مشددة في الوقت نفسه على حاجة بيروت لأنقرة.

جاء ذلك في جلسة حوارية نظمها مركز التعاون وبناء السلام للدراسات في بيروت (RCCP)، بالتعاون مع مركز دراسات الشرق الأوسط في إسطنبول (ORSAM)، عبر اتصال مرئي، بعنوان "العلاقات اللبنانية التركية وإمكانية التعاون في شرق البحر المتوسط".

وأضافت "دانيا" أن "فلسفة السياسة التركية تغيرت مع الدول العربية مع صعود حزب العدالة والتنمية (الحاكم في أنقرة منذ عام 2002)، لأنه كان ينظر للعمق التاريخي لتركيا".

وتابعت أن الدول العربية معجبة بالنموذج التركي، الذي جمع بين الإسلام والحداثة، مع صعود "العدالة والتنمية". حسب ما نقلت وكالة الأناضول.

وشددت على "حاجة لبنان إلى تركيا؛ فهي بلد صناعي، ويمكنها أن تساعد لبنان في تطوير صناعات المواد الغذائية والأدوية".

وأردفت أنه بالرغم من الأزمات الاقتصادية والخدمية التي يعاني منها لبنان منذ اتفاق الطائف، إلا أنها تتمنى إصلاحات اقتصادية لنقل لبنان إلى الاقتصاد المنتج، بمساعدة تركيا من خلال نقل خبراتها، فهي "بلد إنتاجي وصناعي بامتياز".

وكرّس اتفاق الطائف 1989، الذي أنهى حرب أهلية (1975: 1990)، معادلة اقتسام السلطة بين المكونات الأساسية الثلاثة في لبنان، المسيحيين والسنة والشيعة.

ومنذ أكثر من عام، يعاني لبنان أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ نهاية الحرب الأهلية، وزادت سوءا جراء تداعيات كل من جائحة "كورونا" وانفجار كارثي بمرفأ بيروت، في 4 أغسطس/ آب الماضي.

وبشأن إمكانية التعاون بين لبنان وتركيا في البحر المتوسط، قالت "دانيا" إن لبنان له واجهة مهمة على المتوسط، ولكنه يعاني من مشكلة عدم ترسيم الحدود.

وزادت أنه "حين يتم ترسيم الحدود، يكون للبنان موقف صلب وكلمة في الصراع على شرق المتوسط"، معتبرة أن هذه الكلمة ستدعم موقف تركيا.

وفي منطقة شرق المتوسط، تصاعدت توترات إثر اتخاذ اليونان خطوات أحادية مع الجانب الرومي من جزيرة قبرص وبعض دول المنطقة، بشأن مناطق الصلاحية البحرية، من دون مراعاة لحقوق تركيا.

وقالت "دانيا" إن "مسودة ترسيم حدود لبنان مع قبرص (الرومية)، عام 2003، تنص على أن الأخيرة لا تستطيع أن ترسم حدودها مع أي طرف إلا بموافقة لبنان".

وشددت على أن هذا يعني أن لبنان سيكون له دور في تقسيم ثروات شرق المتوسط في حال رسم حدوده، وسيسهم في إعادة تركيا بعد أن تم استبعادها.

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، انتقدت أنقرة توقيع كل من مصر وإسرائيل وقبرص (الرومية) واليونان وإيطاليا والأردن اتفاقا لتحويل منتدى شرق المتوسط إلى منظمة إقليمية حكومية، معتبرة أنها "تحركات منفردة بعيدا عن أنقرة، التي طالما طالبت بضرورة تحقيق التقاسم العادل للموارد الطبيعية بمنطقة شرق المتوسط".

وخلال الجلسة الحوارية، رحب مصطفى يتيم، وهو باحث تركي في مركز دراسات الشرق الأوسط، بتعزيز العلاقات التركية-اللبنانية، لافتا إلى أنها تعود إلى تاريخ طويل.

وأشاد بالنموذج الديمقراطي الذي انتهجته لبنان قبل عام 2000، إذ أنها كانت "أفضل نموذج على مستوى الشرق الأوسط، إلا أنه نتيجة تدخل بعض اللاعبين الدوليين، يعيش لبنان اليوم في أزمات ومشاكل".

وأضاف أن تركيا تعمل على تقديم المساعدات الإنسانية (للبنان)، من خلال منظمات المجتمع المدني، ولكن العلاقات بين البلدين لم تصل للمستوى المطلوب.

وشدد على أن أنقرة تتطلع إلى زيادة العلاقات التجارية مع لبنان، خاصة وأن عدد السياح اللبنانيين لتركيا ارتفع من 250 ألف عام 2013 إلى 400 ألف عام 2019.

وتابع "يتيم" أن "الشعب اللبناني محب للشعب التركي، ويثق بالدولة التركية ثقة كبيرة؛ نظرا لدورها في مناطق عدة من ناحية تقديم المعدات العسكرية والصحية وتطوير الاقتصاد وغيرها، ووقوفها مع دول عانت أزمات، مثل قطر".

وشدد على أن "تركيا لم تقف مع أي طرف لبناني على حساب آخر، فهدف أنقرة هو تحقيق الاستقرار في المنطقة".

وجراء استقطاب سياسي حاد، لم يتمكن لبنان حتى الآن من تشكيل حكومة لتحل محل حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، التي استقالت بعد 6 أيام من انفجار المرفأ.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!