ترك برس

تعود إلى الشاشات شخصية رامي السهام ذي الشهرة التاريخية "توزكوباران إسكندر" في مسلسل جديد يحمل اسمه على قناة TRT1. أطلق إسكندر رمية ناجحة للسهم من على بعد 846 مترا في القرن السادس عشر، كانت هذه الرمية تعد أفضل رمية في عصره، وظلّت هذه الرمية التاريخية حتى اليوم عصيةً على التكرار حتى باستخدام الأقواس الحديثة.

لم تهزم رمية السهم من على بعد 846 مترا إلى اليوم، وتعد رقما قياسيا عالميا. رامي السهم هو الانكشاري في العهد العثماني "توزكوباران إسكندر" أي إسكندر العاصف، الذي كان يبلغ من العمر في حينها 12 عاما. ينتقل إسكندر عبر الزمن إلى عام 2020 مع معلميه صالح وفكري، محاولًا التكيف مع عام 2020 وفي نفس الوقت حماية السلطان.

بدأت قناة TRT1 بعرض المسلسل في عام 2018 للتعريف بهذه الشخصية التاريخية وإحيائها من جديد، وفي شهر كانون الثاني/ ديسمبر التقى الجمهور  بالموسم الثاني من المسلسل الذي توقف عرضه ثم استئنف بثّه في 2 كانون الأول/ يناير كل يوم أحد في الساعة 17:30 مساءً.

تدور أحداث المسلسل حول طفل  إسطنبولي اسمه "ميني"، مصاب بالحساسية، تقرر عائلته الاستقرار في القرية ليستمتع طفلها بجوها اللطيف الخالي من التلوث. وفي مدرسة القرية، ينضم ميني لفريق رياضة الرماية التي يعشقها وكانت والدته تمنعه من ممارستها في المدينة لخوفها عليه. كان ميني يرى في نفسه شخصية الطفل إسكندر العاصف، أعظم رامي سهام في التاريخ.

حظيت مشاهد المسلسل المليئة بالرماية والبطولة والضحك بإعجاب وتقدير الأطفال والشباب، ويستمتع الجمهور بالتنقل بين مشاهد المسلسل في رحلة عبر التاريخ، فمن هو "توزكوباران إسكندر"؟

وصفه المؤرخ حسن شاهين تورك، بهذه الكلمات: "هو انكشاري عاش في عهد السلطان بايزيد الثاني، كان يعمل في الخدمات الخلفية للجيش، ومن المحتمل أن يكون قد بذل جهودا كبيرة بالتدريب على الرمي بعد انضمامه للجيش الانكشاري، كما شارك في حملتي السلطان بايزيد الثاني، "مودون" و"إنباهتي"، حيث خصّه السلطان بمكانة خاصة بفضل إنجازاته البارزة آنذاك، وأصبح مهيأً لرمي السهام رغم صغر سِنّه".

في العهد العثماني، كان ينبغي على الجندي أن يرمى بالسهم من مسافة 600 مترا حتى يعد راميًا، أما إسكندر، فقد رمى من مسافة 846 مترا، وكانت أفضل رمية في عهده، ولم يكن من السهل تحطيم هذا الرقم القياسي في العهد العثماني، كما سجلت رميته كأفضل رمية سهم في التاريخ وسُجِّل كأعظم رامٍ في تاريخ العالم.

أضاف شاهين تورك: "لُقّب بأعظم رامٍ تاريخيًا في عهد السلطان بايزيد الثاني،  الذي عاش فيما بين عامي 1525 و1561، بفضل إطلاقه السهام من مسافة لم يتجاوزها أحد من قبله في جفرافية الدولة العثمانية الممتدة من دمشق إلى إسكوبيه ومن مصر إلى بورصة، وكانت رميته رمية قياسية، حيث كان يرمي على المدى البعيد ويصيب الهدف ويتفوق على خصومه أيضا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!