ترك برس

مع كشف تركيا عن برنامجها الوطني للفضاء، خلال فبراير/ شباط الماضي، برز اسم العالم التركي "جاجا بيك"، حيث اقترح مواطنون إطلاق اسمه على رائد الفضاء التركي الذي سيتم إرساله إلى الفضاء، عام 2023.

وخلال الحفل التعريفي ببرنامج الفضاء التركي، الذي استضافته الرئاسة التركية بالعاصمة أنقرة، دعا رئيس البلاد، رجب طيب أردوغان، اللغويين والمواطنين الأتراك إيجاد كلمة تركية بديلة لكلمتي "استرونت" و"كوزمونوت" لتطلق على المسافر التركي إلى الفضاء، معتبراً ذلك أمراً حساساً وغاية في الأهمية.

وعقب ذلك، بدأت وسائل التواصل الاجتماعي تعج بالاقتراحات المختلفة للكلمة البديلة، وجاء الاقتراح سريعاً من قبل حليف أردوغان ورئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، عندما اقترح بأن يطلق على رائد الفضاء التركي اسم "جاجا بي" تخليداً لذكرى عالم الفلك التركي.

جاجا بيك

ولد جاجا أوغلو نور الدين جبرائيل في مدينة قرشهير التركية وسط الأناضول عام 1240، وكان والده أمير بهاء الدين حاكم المدينة في فترة الخلافة السلجوقية. أظهر مواهبه وقدراته في سن صغيرة ما ساعده على احتلال مكانة مرموقة بين كبار العلماء، ما استدعى جلال الدين الرومي في وقته إلى الإشادة به وذكره في مجالس العلم الخاص به، ولم يقتصر جهد جاجا بي على العلم فقط بل كان له يد عليا في مساعدة الناس والمحتاجين وبناء المساجد والزوايا. استشهد في أثناء الغزو البيزنطي عام 1301، وتم دفنه بجانب مرصده ومدرسته في مدينة قرشهير.

قام ببناء المدرسة والمرصد بين عامي 1271–1272 في مدينة قرشهير، يتكون المبنى من قبة مفتوحة على بئر ماء أسفل منها تعكس حركة النجوم لمراقبتها ودراستها، وكان يعتبر المرصد من أهم مراكز الرصد في وقته حيث قدم الكثير من الإضافات والإسهامات العلمية من خلال دراسته لحركة الفلك والنجوم. وبعد عدة ترميمات للمبنى تم تحويله إلى مسجد يطلق عليه سكان المدينة مسجد "جينجيكلي"، وذلك بسبب الفسيفساء الزرقاء على مئذنته.

وفي مدرسته التي كانت تعتبر كلية عصرية في تلك الحقبة الزمنية كان يستخدم اللغة التركية للتعليم في مدرسته، بخلاف السائد في ذاك الوقت، بالإضافة أيضاً إلى اللغتين العربية والفارسية، وإضافة إلى تدريس علوم الفلك والمواضيع العلمية كالرياضيات والكيمياء والفيزياء تم تدريس الشريعة الإسلامية والفلسفة والتصوف، بحسب ما ذكره تقرير لـ "TRT عربي."

ويعتبر "جاجا بي" من أوائل علماء الفلك الأتراك الذين حاولوا وضع بصمتهم في هذا المجال منذ ما يقرب من 8 قرون، وذلك من خلال مرصده وخرائطه الفلكية، فيما يعتبره البعض ملهماً ومرشداً للأتراك لاستكشاف الفضاء كونه أحد العلماء القلائل الذين استخدموا اللغة التركية القديمة لتدوين أعمالهم وأبحاثهم العلمية، وتجد احترام الأتراك لحضارتهم السابقة جلياً من خلال قول أردوغان: "إن عودة الحضارة التي نمثلها لريادة العالم مرة أخرى تعتمد على المسافة التي ستقطعها تركيا في سباق الفضاء".

وكالة الفضاء التركية

بعد إقرار البرلمان التركي لمشروع قانون متعلق بإنشاء وكالة فضاء وتنظيم أنشطتها في مارس/آذار 2017 أصدر الرئيس التركي مرسوماً رئيسياً يقضي بتأسيس وكالة الفضاء التركية، وأتبعها لوزارة التكنولوجيا والصناعة ديسمبر/كانون الأول 2018. فيما تم الكشف عن شعار الوكالة بحضور الرئيس أردوغان خلال الاجتماع التعريفي ببرنامج الفضاء الوطني الثلاثاء في العاصمة أنقرة، ويتكون الشعار من 3 أحرف "TUA" اختصاراً لاسم "وكالة الفضاء التركية" باللون الأحمر، تتوسطها نجمة باللون الأبيض تمثل العلم التركي.

وتهدف الوكالة إلى أن تكون مؤسسة رائدة في مجال تكنولوجيا الفضاء والطيران على مستوى العالم من خلال الشراكات الفعالة مع الجامعات التركية والمؤسسات البحثية وشركات القطاع الخاص، كما تهدف إلى تكوين نماذج نجاح يحتذى بها من قبل طلبة المدارس، ولتشجيعهم وحث روح الإبداع لديهم وفق متطلبات عصر الفضاء الجديد، بما يخدم مصلحة تركيا بأن تصبح من الدول المتقدمة في صناعة الفضاء.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!