ميرا خالد خضر - خاص ترك برس

فكرت أوزر سياسي ودبلوماسي تركي مخضرم، وهو صديق مقرب للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزميل دراسته، وقد بدأ أعماله سفيرًا للجمهورية التركية بالعاصمة القطرية الدوحة في مارس/ آذار 2017 إلى عام 2020، وهو من مواليد عام 1955، ويحمل شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة أنقرة عام 1977، وشغل عدة وظائف حكومية في وزارة الصناعة والتكنولوجيا، ووزارة الخارجية حيث كان سفيرًا لدى العديد من البلدان، ويتقن اللغتين العربية والإنجليزية إلى جانب لغته الأم التركية.

وقد استضاف السيد أوزر برفقة زوجته السيدة ديلشات موقع ترك برس في منزله بقضاء كشان في قرية سازديري بولاية أدرنة الواقعة في أقصى الشمال الغربي للقسم الأوروبي في تركيا، وهي قريبة من الحدود البلغارية واليونانية، وتبعد حوالي 250 كيلومترًا غرب مدينة إسطنبول على ساحل خليج ساروس حيث يمتزج التاريخ بالحضارة والغابات والبحر.

خلال اللقاء، أكد السيد أوزر أن دولة قطر صديقة لتركيا، وأن العلاقات التركية القطرية شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورا متناميا في كافة المجالات وتعاونا متواصلا على مختلف الأصعدة، مع وجود تناغم سياسي كبير بين البلدين الشقيقين واتفاق في وجهات النظر تجاه الكثير من القضايا الإقليمية والدولية.

وقال أوزر: "إن العلاقات التركية القطرية مميزة جدًا، وقد قمت بعملي كسفير لدولة تركيا بالدوحة في ذروة هذا التقارب والازدهار في العلاقات بين البلدين الشقيقين تركيا وقطر"، مضيفًا: "أظن أن العلاقات التركية القطرية ستستمر في عطائها وتميزها وأتمنى أن يستمر هذا الود والتطور بين البلدين".

أوزر: "قطر بلدي الثاني الذي لم أحس بالغربة فيه وأشتاق إليه دوما"

وفي سياق تأكيده اشتياقه وحبه الكبيرين لدولة قطر، قال أوزر: "أحببت دولة قطر وهي بلدي الثاني الذي لم أحس بالغربة فيه وأشتاق إليه دوما، وأرسل تحياتي لجميع أصدقائي في قطر... في الحقيقة عند وصولي لدولة قطر لم أشعر بأي غربة، لقد وجدت القبول من كل النواحي ومن الجميع سواء كانوا المدنيين أو المسؤولين واعتبرت نفسي فردا ومواطنا قطريا وأحببت هذا البلد بكل تفاصيله وعاداته لذا حرصت على الحضور في كل المناسبات الرسمية  والعامة والمشاركة  في مجالس الكثير من العائلات التي صار بيننا وبينهم تآلف كبير".

وأضاف قائلًا: "لقد أحببت قطر وشعبها بعد معرفتي بهم أكثر فأكثر خلال السنوات الثلاثة التي قضيتها في دولة قطر الحبيبة وقد سعدت بتلك الإقامة وأحن لتلك الأيام والذكريات التي عرفت من خلالها الصفات الكريمة والجميلة في الفرد القطري... لقد كان استقبالهم لي حارا جدا وهم أهل عطاء وكرم وتواضع وأنا بالفعل مشتاق لزيارة بلدي الثاني قطر وزيارة أحبابنا هناك".

وتابع السفير التركي: "كما هو معلوم لقد منعنا الفيروس التاجي من السفر، وعندما تسمح لنا الفرصة ستكون دولة قطر وجهتي الأولى بإذنه تعالى للسفر والتنقل، وأتمنى من المولى خلال هذا الشهر العظيم سلطان الأشهر أن يرفع عنا هذا البلاء والوباء الذي أخذ الكثير من أصدقائنا الذين عانوا منه وفارقوا الحياة تغمدهم المولى برحمته...".

وختم السفير التركي السابق حديثه قبل ثوانٍ من رفع أذان المغرب للإفطار على سفرته الرمضانية قائلًا: "... أكرر شكري العميق لجميع الشعب القطري وقيادته الحكيمة، أدامهم المولى بصحة وعافية على حسن استقبالهم وضيافتهم لنا في منازلهم ومجالسهم... ومن خلال هذا المنبر الإعلامي المميز، أرسل تحياتي لرئيسنا الأخ رجب طيب أردوغان وأمنياتي بدوام الألفة والتآخي بين الشعبين التركي والقطري وأتمنى خلال هذه الأيام المباركة من أواخر شهر رمضان 2021 وبمناسبة عيد الفطر أن يرحمنا المولى برحمته الواسعة ويغفر للجميع وينزل على الأمة الإسلامية الخير والبركة  والسرور والرحمة، كما أشكر زوجتي العزيزة التي بفضل ذكائها وهدوئها وإتقانها للغة العربية كان لي الكثير من الفلاح وهي حظي السعيد في هذه الدنيا".

السيدة ديلشات أوزر: "قطر لها مكانة  خاصة في قلبي وذاكرتي، وأولادي يفضلون أكل الأطباق القطرية"

أكدت السيدة الجميلة ديلشات أوزر حرم السفير التركي السابق لدى دولة قطر، وهي خريجة جامعة عمان الأردنية قسم اللغة العربية وآدابها، أن دولة قطر من أحب البلدان على قلبها من بين بلدان العالم التي زارتها وأقامت بها، مؤكدة أن المرأة القطرية مثال للمرأة العربية الجادة والمثقفة والتي تعشق التعليم وتطوير قدراتها العملية، وأنها ربة منزل من الدرجة الأولى، مضيفة أن إقامتها لثلاث سنوات في دولة قطر أكسبتها الكثير من الصدقات، وأنها أحست بالراحة والأمان في بلدها الثاني قطر وأن الشعب القطري  شعب طيب وعلاقاته العفوية والودية مع الآخرين تسهّل من عملية التعايش والاندماج دون أية عراقيل.

السيدة أوزر: "المرأة القطرية مثقفة وتعشق التعليم وسيدة منزل من الدرجة الأولى"

وقالت السيدة أوزر: "إن دولة قطر لها مكانة خاصة في قلبي وذاكرتي، وأهلها أهل كرم وطيبة وتواضع وبشاشة وجه، ولقد ربطتني بهم صدقات أعتز بها  وأشتاق لها ولقطر الحبيبة، ندعوا المولى أن يحفظها ويرفع من شأنها شعبا وقيادة، وأتمنى زيارة قطر قريبا بإذن المولى... كما أنها فرصة لأرسل سلامي وتقديري وتحياتي ملؤها المحبة لأهل قطر قيادة وشعبا".

السيدة أوزر: "أولادي يفضلون أكل الأطباق القطرية، وتعلمت كيفية عمل العيش والمجبوس والجريش القطري"

وأضافت السيدة ديلشات أوزر بالقول: "لقد تذوقت الأطباق القطرية أثناء إقامتي بقطر، وأعجبتني كثيرا  خاصة العيش بأنواعه والهريس...؛ ومن عادتي أن أتعلم أكلات البلدان التي أقيم فيها وأطبقها في مطبخي، وقد تعلمت طبخ الأكل القطري الذي صار جزءًا من يوميات مطبخي، كما يرغب أبنائي بأكله... فأولادي يفضلون أكل الأطباق القطرية عن غيرها من الأطباق، وقد اقتنيت من بلدي قطر البهارات اللازمة  لعمل العيش والمجبوس والجريش لأطبخها بين الحين والآخر، وأما بالنسبة للحلويات القطرية المفضلة لدي ودون منازع فهي اللقيمات القطرية والقهوة العربية مع التمر من أرضها الطيبة...".

أهم الأطباق التركية الرمضانية من مطبخ السيدة ديلشات أوزر

وفي جولة في مطبخ السيدة ديلشات أوزر، تحدثنا عن أهم الأطباق الرمضانية على المائدة التركية، حيث قالت: "إن المطبخ التركي العتيق ثري بالأطباق المتنوعة اللذيذة، لكن هناك أطباقا خاصة بالشهر الفضيل ولا بد من وجودها على السفرة  الرمضانية التركية؛ أولا ما يسمى بالإفطارية التي تؤكل بعد أذان المغرب مباشرة، وتتكون من خبز البيدا والجبن  والزيتون والمربى والتمر والحليب، بعدها يفضل  الأتراك أكل الطبق الرئيسي الرمضاني ألا وهو طبق الشوربة التي لا بد منها على سفرة رمضان لدى الأتراك، وهناك شوربة العدس الأحمر والأرز وشوربة  اللبن والفطر والسمك وهناك شوربات كثيرة لا يمكن حصرها؛ وثاني طبق وهو من أهم الأطباق الرئيسية على المائدة الرمضانية التركية "البوراك" ويعتبر من أهم  مميزات  السفرة التركية الرمضانية وله أشكال وحشوات متعددة، مثل سكارة بوراك وبوف بوراك  وسوبوراك وغيرها الكثير؛ وهناك أطباق جانبية باردة  على المائدة الرمضانية التركية إلى جانب مختلف السلطات، ومن أهم الأطباق الباردة ورق العنب (اليبرق) والخضروات المطبوخة بزيت الزيتون، أما بالنسبة للحلويات الرمضانية في تركيا أهمها البقلاوة بالعسل الطبيعي والحلويات بالقطر مثل حلوى شكرباري وهي من بين الحلويات القديمة جدا، وهناك حلويات بالحليب التي يكون أهم مكون فيها، وقد توارثت هذه الحلويات منذ  العهد العثماني...".

تضيف السيدة ديلشات بالقول: عموما، الطبق الرئيسي الثاني يطبخ حسب طلب أفراد العائلة، مثل طبق الكفتة وأطباق اللحوم والدجاج وهي عديدة ومتنوعة لا يسعني حصرها... اليوم اخترت طبق المانتي (Manti) وأصل هذا الطبق من آسيا الوسطى... ويسعدني تلقينكم وصفة المانتي، حيث يخلط الدقيق والملح والزيت النباتي في الخلاط الكهربائي ثم تضاف كمية كافية من الماء لتحضير عجين متوسط الليونة، ويقسم العجين إلى 3 كرات ويرش القليل من الدقيق في قعر الوعاء ثم توضع فيه كرات العجين حتى ترتاح ويغطى العجين ويترك جانباً مدة 30 دقيقة… ثم تفرد العجين  وتقطع مربعات صغيرة وتحشى باللحم المفروم  والبصل والتوابل وتجمع من أطرافها وتوضع  في الماء  المغلي المملح وتغلى لتطفو على السطح عندما تطهى وتصفى من الماء. وفي الخطوة  الثانية من اعدادنا لهذا الطبق، يتم تذويب الزبدة وبودرة الفلفل  الأحمر وصلصة الطماطم، ويضاف عليها القليل من الماء لتغلى وتتجانس وتصب فوق الطبق المانتي، ويمكن إضافة النعناع المجفف وتوابل أخرى واللبن  والزبادي والثوم فوق الطبق".

وتابعت قائلة: "كما اخترت حلو كلاج (gûllaç) لهذه الأمسية، وهي حلوى مفضلة لدى الأتراك في شهر رمضان لأنها خفيفة، وهي معروفة لدى بعض البلدان  العربية، ولكن طريقة إعدادها تختلف قليلا في تركيا  وهي حلوى قديمة يعود تاريخها لمئات السنين، وكانت تسمى في العهد العثماني باسم "غل آش" يعني حلويات الورد نظرًا لاستخدام أوراق الورد أو ماء الورد في مكوناتها إلى جانب شكلها المشابه لأوراق الورد، وهي عبارة عن رقائق خاصة من العجين المصنوع من نشا الذرة، والمصفوف على شكل طبقات متداخلة  حيث يضاف إليها الحليب المحلى وماء الورد، وبين عدد من الرقائق يوضع اللوز المطحون وبذور التوت، لتترك الصينية عدة ساعات ليتم تقطيعها وتقديمها بعدما يتم تزينها باللوز المطحون جزئيا وحبات من الرمان... كما أرفقت أطباق سفرة اليوم بالبوراك وورق العنب وبالهناء".

وختاما، شكرت السيدة ديلشات أوزر السيدات القطريات والشعب القطري وقيادته الكريمة على الود والمحبة والأخوة، مضيفة بالقول: "أرجو من المولى أن يعود علينا شهر رمضان القادم في ظروف أحسن برفقة أحبائنا وأهلنا وجيراننا، ويجمع بين الشعوب بالمحبة والسلام والخير للجميع".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!