ترك برس

يوجد في تركيا 2500 مريضا ينتظرون العلاج بالخلايا الجذعية، وأملهم الوحيد هو العثور على آلاف المتبرعين سواء من الأقارب أو غيرهم، إلى أن تتوفر الخلايا المتوافقة معهم.

ومن هؤلاء المتبرعين بوكيت دميركول، التي مدّت يد المساعدة لهؤلاء المرضى بعد أن قرأت عن حالة عائلة تبحث عن متبرع بالخلايا الجذعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقامت بتقديم طلب إلى "مركز تنسيق الخلايا الجذعية في تركيا" (TÜRKÖK) لتصبح مرشحة للتبرع حين تتوافق عينات خلاياها الجذعية مع أحد المرضى، وقد تبرعت من قبل ثلاثة أعوام لطفل آخر. وتعد حالة التوافق نادرة جدا.

تعتبر بوكيت دميركول، واحدة من 770 ألف متبرع لمركز تنسيق الخلايا الجذعية، فقد قامت بالتبرع بالخلايا الجذعية لمريض في عام 2018، ومؤخرًا بعد ثلاثة أعوام من تبرعها الأول، تبرعت مرة ثانية بخلاياها الجذعية لتساهم في تعافي طفل صغير.

وفي حديث لقناة TRT Haber، أعربت بوكيت دميركول، عن سعادتها لأنها تمكنت من المساهمة في علاج طفلين، وقالت: "عندما علمت بتوافق أنسجتي مع الطفل الثاني شعرت بشعور طمأنينة في داخلي مختلف جدا، لم أشعر به من قبل، وأعتقد بأنه نادرا ما نستطيع إنقاذ حياة الآخرين، والحمد لله لقد أنعم الله علي بفعل ذلك للمرة الثانية، ولا أعرف هل سيكون هناك شخص ثالث، ولو قدر لي ذلك فسأكون هنا مرة أخرى".

زوج بوكيت دميركول، شينول دميركول، أشار إلى أهمية عدم استسلام المتبرع المرشح بعد توافق خلاياه مع الجهة المانحة، وقال: "سمعنا بأن بعض العوائل استسلمت، لقد انهار هذا الأمل فجأة، وأدعو الله بأن لا يعاني أحد منه، وأرجوكم أكملوا العمل الذي بدأتموه ولا تتركوه في المنتصف".

وأعربت بوكيت دميركول، عن رغبتها بالتعرف على المرضى الذين تبرعت لهم بعد مرور عامين على التبرع، وفق سياسة سرية التبرع التي تنص على عدم لقاء المتبرع بالمريض حتى انقضاء عامين.

ومن جانب آخر، ينتظر الطفل يغمور آجون، البالغ من العمر 9 أعوام، المصاب بسرطان الدم منذ عام و نصف، متبرعا بالخلايا الجذعية، ليتم إجراء عملية زرع نخاع له، ويكفي التبرع بثلاثة أنابيب من الدم لتوركوك التابع للهلال الأحمر للحصول على الخلايا الجذعية.

ومن خلال تصريح لقناة TRT Haber، دعت زينب أجون، والدة يغمور، الجميع للتبرع قائلة: "نرجو من الجميع التبرع بالخلايا الجذعية، كي يستعيد أطفالنا المرضى صحتهم ويعودوا لحياتهم القديمة، لقد بدأ ابني بعلاجه الكيميائي وينتظر متبرعا ليستعيد صحته".

ومن جهته، أشار الدكتور شيناي جانبولات، مدير وحدة الخلايا الجذعية توركوك في الهلال الأحمر التركي، إلى عدم وجود أي خطر على المتبرع ولا على المريض الذي يعالج بالزراعة، وقال: "التبرع بالخلايا الجذعية مثل سحب الدم من الوريد، فقط يكون المتبرع متصلًا بجهاز وقد يستغرق ما بين 3 و4 ساعات. لا يرغب الكثير من الآباء والأمهات والأزواج بأن يكون أقرباؤهم من المتبرعين، خوفا عليهم، لكننا نؤكد للجميع بأن التبرع بالخلايا الجذعية ليس له أي آثار سلبية على صحة المتبرع، ويمكن لأي شخص يتراوح عمره ما بين 18 و50 التبرع بها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!