ترك برس-الأناضول

تحيي تركيا، الخميس، الذكرى الثالثة للانتقال من النظام البرلماني إلى الرئاسي في الحكم، وقد شهدت هذه الفترة إطلاق وتنفيذ مشاريع عدة، واتخاذ قرارات تاريخية، فضلاً عن أحداث أخرى كثيرة كانت بمثابة نقاط تحوّل هامة في تاريخ البلاد.

وفي 24 يونيو/ حزيران 2018، أجريت انتخابات عامة ورئاسية معا في تركيا، حصل فيها الرئيس رجب طيب أردوغان، على 52.59 بالمئة من أصوات الناخبين، ليكون بذلك أوّل رئيس في النظام الرئاسي في البلاد.

وخلال الأعوام الـ 3 من رئاسته، أجرى أردوغان عشرات اللقاءات والمباحثات والزيارات داخل وخارج تركيا.

ومنذ يونيو/ حزيران 2020، وحتى الآن، شهدت تركيا أحداثاً هامة وقرارات تاريخية، مثل اكتشاف الغاز الطبيعي في البحر الأسود، وإعادة آيا صوفيا من متحف إلى مسجد، وافتتاح جامع تقسيم، فضلاً عن قرارات وأحداث أخرى.

** اكتشاف الغاز الطبيعي

في 21 أغسطس/ آب 2020، أعلن الرئيس أردوغان اكتشاف أكبر حقل للغاز في تاريخ البلاد في موقع "تونا1" بحقل صقاريا، بالبحر الأسود، باحتياطي 320 مليار متر مكعب، ثم أعلن لاحقا ارتفاع التقديرات بعد اكتشاف 85 مليار متر مكعب إضافي.

ومطلع يونيو/ حزيران الجاري، أعلن أردوغان أيضا عن ارتفاع حجم الغاز الطبيعي المكتشف في المنطقة، إلى 540 مليار متر مكعب، وذلك عقب اكتشاف 135 مليار متر مكعب إضافي في موقع "أماسرا-1" بحقل صقاريا.

** إعادة آيا صوفيا مسجداً

بعد عقود من استخدام آيا صوفيا كمتحف، ألغت المحكمة الإدارية العليا في تركيا، في 10 يوليو/ تموز الماضي، قرار مجلس الوزراء الصادر بتاريخ 24 نوفمبر 1934 القاضي بتحويل "آيا صوفيا" بإسطنبول من مسجد إلى متحف.

وأشارت المحكمة الإدارية العليا في قرارها إلى امتلاك "وقف السلطان محمد الفاتح" لـ"آيا صوفيا" وتقديمه كجامع في خدمة الشعب.

وعلى إثر ذلك، نشرت الجريدة الرسمية التركية، قرارا رئاسيا بشأن افتتاح "آيا صوفيا" للعبادة وتحويل إدارتها إلى رئاسة الشؤون الدينية.

ونشر الرئيس رجب طيب أردوغان، القرار الرئاسي على مواقع التواصل الاجتماعي، متمنيا أن يكون القرار وسيلة خير.

و"آيا صوفيا" صرح فني ومعماري موجود في منطقة "السلطان أحمد"، بمدينة إسطنبول، واستخدم لمدة 481 عاماً مسجدًا، وتم تحويله إلى متحف عام 1934، وهو من أهم المعالم المعمارية في تاريخ الشرق الأوسط.

وفي 24 يوليو، شارك أردوغان ومسؤولون أتراك، في أول صلاة جمعة أٌقيمت بـ"آيا صوفيا" بعد 86 عامًا، وتلا الرئيس التركي آيات من القرآن الكريم.

ولقي قرار إعادة "آيا صوفيا" صدى واسعاً في الصحافة العالمية.

** افتتاح جامع تقسيم

في آخر جمعة من مايو/ أيار الماضي، افتتح الرئيس أردوغان، جامع تقسيم، بالقرب من الميدان الذي يحمل الاسم نفسه، على الشق الأوروبي من إسطنبول.

هذه الخطوة من قبل أردوغان، جاءت بعد سنوات من عهد قطعه على سكان إسطنبول، حين كان رئيساً للبلدية الكبرى للمدينة.

وجرى افتتاح المسجد للعبادة مع أداء صلاة الجمعة، حيث أمّ الصلاة رئيس الشؤون الدينية في تركيا علي أرباش، بحضور أردوغان، وعدد كبير من المسؤولين.

وكان الرئيس التركي، قد وضع حجر أساس الجامع يوم 17 فبراير/ شباط 2017.

** برج تشامليجا

واستكمالا لتنفيذه المشاريع في مختلف المجالات، افتتح أردوغان، يوم 29 مايو/ أيار المنصرم، برج تشامليجا في إسطنبول، وذلك بعد أن انطلقت أعمال بنائه عام 2017.

ويبلغ طول البرج 369 مترا، بارتفاع 587 مترا فوق مستوى سطح البحر، ويتألف من 49 طابقا، ارتفاع كل منها 4.5 أمتار، منها 4 طوابق تحت الأرض.

ويمكن مشاهدة أبرز معالم إسطنبول من البرج بوضوح، مثل جسر شهداء 15 تموز، ومسجد تشامليجا، وجزر الأميرات.

** تصدير طائرات مسيّرة لأول مرة إلى بلد عضو في "ناتو" والاتحاد الأوروبي

أواخر مايو/ أيار الماضي، أعلن أردوغان، توقيع بلاده اتفاقية مع بولندا لتصدير طائرات بلا طيار (مسيرة) مسلحة إلى العضو في حلف شمال الأطلسي "ناتو".

وقال في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره البولندي، أندريه دودا، بأنقرة، أنه و"لأول مرة تركيا ستصدر طائرات بلا طيار إلى بلد عضو في الناتو والاتحاد الأوروبي".

وقبل ذلك بأيام، أعلن وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشزاك، اعتزام بلاده شراء 24 طائرة مسيرة من تركيا، من طراز طائرات بيرقدار "تي بي 2" المسلحة.

وبهذا تكون مسيرات "بيرقدار" التركية تحلّق في أوكرانيا، وقطر، وأذربيجان، فضلا عن بولندا.

*** الفعاليات الدولية

وفي ظل وباء كورونا، واصل أردوغان مشاركته في الفعاليات الدولية، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، كما هو الحال في قمة مجموعة العشرين، فيما أرسل رسالة مصورة إلى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وعبر الاتصال المرئي أيضا، شارك أردوغان إلى جانب نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، يوم العاشر من مارس/ آذار الماضي، في مراسم وضع حجر أساس الوحدة الثالثة لمحطة "أق قويو" النووية، بولاية مرسين، جنوبي تركيا.

ومن المقرر أن تدخل الوحدة الأولى من المحطة النووية الأولى لتركيا، عام 2023، تزامنا مع الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية.

وفي سياق آخر، شارك أردوغان إلى جانب نظيره في شمال قبرص التركية، أرسين تتار، يوم 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، في افتتاح منطقة "مرعش" التابعة لمدينة "غازي ماغوسا"، وذلك بعد إغلاق دام 46 عاما.

ومنطقة "مرعش" هي منطقة سياحية تقع على الخط الفاصل بين شطري قبرص، أغلقت بموجب اتفاقيات عقدت مع الجانب القبرصي الرومي، عقب "عملية السلام" العسكرية التي نفذتها تركيا في الجزيرة عام 1974.

كما شارك أردوغان، يومي 13 – 14 يونيو/ حزيران الجاري، في قمة قادة دول "ناتو"، المنعقدة في بروكسل، والتقى على هامش القمة مع العديد من رؤساء الدول والحكومات، أبرزهم نظيره الأمريكي، جو بايدن.

وعقب قمة "ناتو"، انتقل أردوغان إلى أذربيجان، وزار فيها برفقة نظيره إلهام علييف، مدينة شوشة في إقليم "قره باغ"، وذلك لأول مرة بعد تحريرها من أرمينيا.

وفي المدينة الأذربيجانية التاريخية، وقّع أردوغان وعلييف على "بيان شوشة" حول علاقات التحالف بينهما، وتضمن الإعلان عن خارطة طريق في عدة مجالات منها تقنيات الصناعات الدفاعية، والطاقة، والنقل، والاقتصاد، والعلاقات الإنسانية.

وعلى الصعيد الداخلي، أجرى أردوغان 23 زيارة إلى ولايات تركية عدة، منذ يونيو/ حزيران 2020.

في المقابل قام أردوغان بـ7 زيارات خارجية إلى بلدان أخرى، فيما استقبل رؤساء حكومات ودول من 35 بلدا.

وخلال العام الأخير أيضا، أجرى أردوغان 132 لقاء ثنائيا مع مسؤولين على مختلف المستويات ومن بلدان عدة، فيما أجرى 226 اتصالا هاتفيا ومرئيا مع مختلف زعماء العالم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!