ترك برس

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة " ذا إكسبريس تريبيون" الباكستانية تحليلا للباحث الأمريكي، أنرديه كوريبكو، رأى فيه أن الولايات المتحدة تستخدم سلاح الهجرة الجماعية من أفغانستان للضغط على تركيا وباكستان، عقابا لهما على سياساتهما الخارجية لاستقلالية في الآونة الأخيرة.

ويقول كوريبكو في مقاله إن السياسة الأمريكية التي تم الإعلان عنها مؤخرًا والمعنية بمعالجة طلبات إعادة التوطين الأفغانية فقط من دول ثالثة قوبلت بمعارضة كل من باكستان وتركيا اللتين تشعران بالقلق من أن هذا سوف يشجع على تدفق لا يمكن السيطرة عليه للأفراد عبر حدودهما.

وأضاف أن كلا البلدين يفضل أن تقوم الولايات المتحدة إما بمعالجة مثل هذه التدفقات من اللاجئين من داخل أفغانستان نفسها ، أو حتى بشكل أفضل ، بحيث تقوم بشكل استباقي بتشكيل الظروف لضمان سلامتهم في الوطن حتى لا يتعرضوا لضغوط للمغادرة في المقام الأول.

ووفقا لكوريبكو، تكمن أهمية "أسلحة الهجرة الجماعية" في التحليل الحالي في أن الولايات المتحدة ربما تستخدم هذه الحيلة لغرض الضغط على باكستان وتركيا من خلال وسائل لا يمكن إنكارها كعقوبة على عمليات إعادة ضبط السياسة الخارجية الأخيرة التي يفسرها البعض على أنها غير مواتية للمصالح الوطنية الأمريكية.

وأوضح أن رفض الولايات المتحدة لمعالجة طلبات إعادة التوطين الأفغانية في داخل أفغانستان نفسها يشجع هؤلاء الأفراد على الفرار إلى باكستان أو إلى تركيا عبر إيران التي تتهم بـ "تسهيل عبورهم بشكل سلبي" من خلال عدم اعتراض طريقهم إلى تركيا.

ويقول كوريبكو:" إن من يرفضون السماح لهؤلاء الأفراد بدخول بلادهم بذرائع براغماتية أو أمنية يواجهون خطر اتهامهم بحسابات غير أخلاقية قد يجادل البعض بأنها تتعارض حتى مع مسؤولياتهم القانونية الدولية. يؤدي هذا إلى وضع الدولة ( المستهدفة في معضلة حيث يتم الضغط عليها إما للخضوع لتدفقات المهاجرين التي قد لا يمكن السيطرة عليها أو مواجهة عواقب وخيمة على سمعتها".

ويقدم كوريبكو تفسيرا للقلق الذي تعشر به كل من باكستان وتركيا إزاء مؤامرة "أسلحة الهجرة الجماعية" المحتملة  فيقول :

لأن كليهما قد لا يكون قادرًا على رعاية مزيد من اللاجئين، فهما تضيفان كثيرا من الأفعان على أراضيهما ، الأمر الذي لا يترتب عليه تكاليف مالية واجتماعية معينة فحسب ، بل يحمل في طياته أيضًا مخاطر أمنية غير تقليدية تتعلق بتسلل الإرهابيين إلى أراضيهما بدعوى أنهم لاجئون . ولهذه الأسباب ، تستعد باكستان وتركيا لما يمكن وصفه بالمزيد من "أسلحة الهجرة الجماعية"

ويلفت كوريبكو إلى أن مصطلح "أسلحة الهجرة الجماعية" لا يُقصد به "مصطلح غير إنساني"  لكنه يشير ببساطة إلى الدور الاستراتيجي الذي يلعبه هؤلاء الأفراد عن غير قصد من حيث الديناميكيات الأكبر.

ورأى أن الولايات المتحدة حتى وإن كانت لا تزال تشارك في عملية السلام الأفغانية على أمل الترويج لحل سياسي ، لكنها تصرفت أيضًا بشكل غير مسؤول بإعلانها برنامج إعادة التوطين الجديد لطرف ثالث دون التنسيق أولاً مع باكستان وتركيا.

وأردف أن هذا هو السبب في أن هذين البلدين لهما ما يبرره في معارضتهما لسياسة الولايات المتحدة لأن حليفهما يمكن أن يشتبه بحق في دوافع خفية مرتبطة بشكل تكهني بمعاقبتهما على سياساتهما الخارجية المتزايدة الاستقلالية في الآونة الأخيرة.

ولكن  هذا يضع باكستان وتركيا في موقف صعب لأنه لا يوجد حل "حل سحري" لمعضلة "أسلحة الهجرة الجماعية". وأفضل ما يمكنهما فعله هو دعم مرافق اللاجئين على طول حدودهما مع أفعانستان وإيران على التوالي. والأفضل من ذلك ، يجب على إيران أن تمنع بشكل استباقي المهاجرين / اللاجئين الأفغان من دخول أراضيها بغرض الوصول إلى تركيا.

وخلص كوريبكو إلى أنه يجب على باكستان وتركيا وإيران العمل بشكل أوثق معًا لمواجهة هذا التهديد غير التقليدي، لكن قد تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها (بما في ذلك وسائل الإعلام الخاصة بهم) إلقاء اللوم في أي أزمة قادمة على تلك البلدان الثلاثة ، لكن حقيقة الأمر هي أن أمريكا هي الأكثر مسؤولية مباشرة منذ أن دمرت أفغانستان وهي الآن ترفض معالجة طلبات إعادة التوطين من داخل ذلك البلد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!