ترك برس

أعلنت وزارة الدفاع التركية، مساء الأربعاء، بدء عملية إجلاء قواتها المسلحة من أفغانستان بعد تقييم مختلف الاتصالات والوضع والظروف الراهنة، بعد أن كانت تمارس مهامها منذ عام 2002 للمساهمة في إحلال السلام والاستقرار للشعب الأفغاني.

وأشار المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، خلال مقابلة تلفزيوينة، إلى إمكانية مواصلة بلاده مهمة التشغيل المتعلقة بمطار حامد كرزاي الدولي في العاصمة الأفغانية كابل، بعد إجلاء الجنود الأتراك.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال لقاء مع سفراء بلدان أجنبية، إن تركيا في الوقت الحالي تتعامل مع الرسائل الصادرة عن قادة طالبان "بتفاؤل حذر". وأشار إلى أن خطوات "طالبان" وأفعالها لا أقوالها هي ما سيحدد شكل المرحلة القادمة في أفغانستان.

وخلال الأسابيع الأخيرة تمكنت "طالبان" من بسط سيطرتها على معظم أنحاء أفغانستان، وفي 15 أغسطس/ آب الجاري، دخل مسلحو الحركة العاصمة كابل وسيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس أشرف غني، البلاد ووصل الإمارات.

وجاءت هذه السيطرة رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، طوال 20 عاما، لبناء قوات الأمن الأفغانية.

وتزامنت سيطرة "طالبان" مع تنفيذ اتفاق رعته قطر لانسحاب عسكري أمريكي من أفغانستان، من المقرر أن يكتمل بحلول 31 أغسطس الجاري. بحسب وكالة الأناضول.

الباحث العربي مهنا الحبيل، وصف إعلان وزارة الدفاع التركية بأنه "خطوة استراتيجية"، وقال في تغريدة عبر حسابه بموقع تويتر: "الرئيس (أردوغان) يحسم الخلاف مع طالبان بالإستجابة لشرطها بسحب القوات".

وأضاف الحبيل: "سيبقى موضوع الإتفاق الخطي بين واشنطن وأنقرة وهذا ممكن معالجته وتحييده. المسار هنا حيوية التقدير التركي لقوة طالبان والإنتقال إلى حليف مصالح وهذا يعزز دور وساطة تركيا بين طالبان وأفغان الشمال".

بدوره قال الباحث في الشأن التركي سعيد الحاج، في تغريدة عبر تويتر، إن قرار تركيا سحب قواتها من أفغانستان صحيح "لأنه لا ينبغي بقاء القوات دون رغبة الطرف الآخر أياً كان وفق اتفاقية او دعوة".

وأشار الحاج إلى أن القرار متوقع، "لتمسك طالبان بسحب كل القوات الأجنبية وتهديدها ضمناً باستهدافهم، وفي ظل عدم مخاطرة أنقرة بأرواح جنودها هناك، لا سيما مع وجود معارضة داخلية لبقائهم".

ورأى أن ذلك "كان متوقعاً منذ البداية - وقد كتبناه مراراً - وصار أوضح بعد سيطرة طالبان شبه الكاملة على أفغانستان".

وتابع: "لكن ذلك لا يعني ان تركيا خرجت تماماً من افغانستان بلا رجعة وان دورها هناك انتهى، فما زالت موجودة الان بسفارتها ومؤسساتها ويمكن ان تتواجد غداً بعدة اشكال بالاتفاق مع الحكومة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!