ترك برس

بدأ يلماز دميرطاش، الذي كرس حياته للفن منشغلا بالموسيقى طوال 20 عاما، بمشروع "الأيادي الصغيرة"، ليساهم في تنشئة أطفال القرى التركية عشاق الموسيقى، وقد شارك في دعم مشروعه فنان الموسيقى الشعبية و”الباغلاما” جنكيز أوزكان.

استوحى يلماز دميرطاش، إلهام مشروعه من اهتمام أحد الأطفال بآلة موسيقية في أثناء زيارته لإحدى القرى، ليبدأ مشروع "الأيادي الصغيرة"، لتدريب الأطفال المحبين للموسيقى على الآلات الموسيقية.

حصل عدة أطفال على الآلات الموسيقية التي حلموا بها، مثل خديجة وأياز وبوس، من خلال المشروع الذي بدأه يلماز دميرطاش، الذي بالرغم من أن الصحافة مصدر رزقه إلا أنه  يعيش مع الموسيقى، متحمسا لفكرة المشروع الذي ينفذ لأول مرة في تركيا، ومتذكرا كفاحه لامتلاك غيتار.

تحولت مبادرة دميرطاش، التي بدات بزراعة شتلة في حديقته الخاصة بمرور الوقت إلى غابة ضخمة، حيث بدأت تفد إليه الآلات الموسيقية من جميع أنحاء تركيا، حتى أن الفنانين شاركوا بهذا الخير.

شاهد دميرطاش، كيف حوّل ثلاثة أطفال خديجة وأياز وبوس في قرية فيشنلي بمنطقة كمال باشا التابعة لإزمير، ذوو الأيادي الصغيرة والأحلام الكبيرة، المكنسة إلى آلة باغلاما ودلو اللبن إلى طبل، وهم يغنون: “أنا في طريق ضيق طويل"، كانت أصابع أياز تتجه لأعلى وأسفل عصا المكنسة الطويلة، متظاهرا بعزف الباغلاما، كما تظاهر الناظر إليهم بسماع صوتها من تلك المكنسة.

تحدث دميرطاش عن بداية المشروع قائلا: “بدأت رحلتنا بالفعل في اللحظة التي قال فيها بوس: (أتمنى أن أمتلك أنا وأصدقائي آلات موسيقية حقيقية في القريب العاجل)، كان يوما لا ينسى للأطفال الصغار ذوي الأحلام الكبيرة في قرية فيشنلي”.

وأضاف: “لقد قضيت يوما من ايام طفولتي في القرية التي تفوح منها رائحة الكرز، قدم إلي عدة متبرعين ومعهم آلات موسيقية، تفاجأت أيضا بالأستاذ جنكيز أوزكان، الذي كرس حياته للفن، الذي يلامس قلوبنا في كل مرة يضرب فيها على أوتار الباغلاما، الذي ورثه عن والده فقد كان ينام على صوتها ونشأ معها فأصبح موسيقيا، كما شارك معنا في المشروع”.

وتابع قائلا: “جمعنا الآلات الموسيقية متجهين الى القرية، دخلنا إلى صف الموسيقى لينظر عشرات الأطفال بعيون فضولية إلى الداخل من الباب جنكيز أوزكان، مندهشين من الآلات الموسيقية التي نحملها على أكتافنا، وصفق له الأطفال بحرارة”.

كما هرع الأطفال الثلاثة الموسيقيون خديجة وأياز وبوس، لرؤية سبب التجمع، ورأوا جنكيز أوزكان، عند دخولهم من الباب، قدم لهم الباغلاما وعانقوه قائلين: “إنها جميلة جدا لقد أعجبتنا كثيرا"، كما أضاء نور الفرح في أعينهم طريق غابة الخير".

أضاف دميرطاش: “استمعنا للأغنية الشعبية في إنسجام تام من أوتار الباغلاما التي يعزف عليها جنكيز أوزكان، ولم يعزفها الأطفال ولم نكن نتظاهر بسماعها، بل مشينا معا في طريق ضيق طويل. أدركت مرة أخرى في ذلك اليوم بأن الفن موحد و مضيء، كما قال المعلم: عدوى الخير".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!