ترك برس

عندما يُعجب شخص بمكان ما، سرعان ما تتعلق به روحه، وينتعش بروعته قلبه، متمنيا لكل الناس زيارة ذلك المكان للاستمتاع بمنظر يغني عن الوصف والكلام، وهذا ما تمثله جزر الأميرات (Adalar)، التي يتمنى الكثيرون منا زيارتها والاستمتاع بجمالها وروعتها، حيث يتدفق إليها السياح من شتى أنحاء العالم. وتقع بالقرب من إسطنبول في قلب بحر مرمرة، وسميت بهذا الاسم لأنها كانت منفى للأميرات في الزمن البيزنطي، ولأنها بعيدة عن زحمة المدن، حتى أصبحت مصيفًا لهن، فكانت في البداية مسكنا للأقليات، والآن أصبحت مدنا سياحية، تبلغ مساحتها 15,85 كم مربع.

تتكون جزر الأميرات من 9جزر صغيرة، ويتبادر إلى الذهن كأنها باقات من الورود في وسط البحر، يفوح عبيرها أرجاء المنطقة، بحيث تنجذب إليها برفقة طائر النورس الودود، لكن أربعة من هذه الجزر هي المألوفة، لمشاهدتها أثناء الطريق إلى جزر الأميرات وهي جزيرة "كينالى أضا" و"بورغاز أضا" و"هيلي أضا" والجزيرة الرابعة هي محطة الاستقرار، وهي جزيرة "بيوك أضا" بكونها الأكبر مساحة والأكثر خدمات وواجهة سياحية.

تبدأ زيارة الجزيرة في فصل الصيف، بحيث تكون أمواج البحر هادئة، والرياح لطيفة، بينما في فصل الشتاء والخريف تلغي الملاحة البحرية الرحلات إلى الجزر، وذلك لأن الأجواء تكون شديدة البرودة وأمواج البحر مضطربة ومن الصعب الوصول إليها.

يتم الوصول إليها من إسطنبول، بدءا من محطة "سيركاجي" باستخدام قطار (ترامواي) يصل إلى محطة مترو "كاباطاش"، ومن ثم التوجه إلى ميناء "كاباطاش" المليء بسفن خاصة لجزر الأميرات، تصل إلى ميناء "كاديكوي" وهنا تبدأ الرحلة في بحر مرمرة، حيث لا تمل العين من مشاهدة المناظر الطبيعية، وجسر البوسفور ومحطة قطار حيدر باشا، والقلاع التاريخية بصحبة مجموعات من طيور النورس، منها ما يحلق في السماء وآخر يقف بجانبك ليُنسيك مسافة الطريق المقدرة بساعتين تقريبا.

عند الوصول للجزيرة، وبالخص جزيرة "بيوك اضا" تلتمس أجواء الهدوء، ونسمة الهواء النقية الصافية، بعيدا عن الضجة والتلوث، وذلك لعدم وجود سيارات أو مركبات على الجزيرة، ليحل محلها "الحنطور" وهي عربات تجرها الخيول والدراجات الهوائية والنارية، وهناك يلتفت نظرك للمنازل المدهشة المحيطة بحدائق تزينها الورود، وأشجار يافعة الخضار، تعود للأغنياء مما يجعلك تمتلك شعور بأن تذهب وتطرق احد أبواب هذه المنازل لترى ما بداخلها.

وفي وسط المدينة، مجموعة من المطاعم التي تقدم المأكولات الشعبية والسمك، ومحلات تجارية تقدم الهدايا للسياح بأسعار زهيدة، ولكن الوسط التجاري فيها هو جزء بسيط، بينما الغابات الطبيعية ومساكن الأثرياء تحتل المساحات الأكبر.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!