ترك برس

أكد السفير التركي لدى الدوحة، مصطفى غوكصو، على أن "الأمن الجماعي للخليج العربي هو في قلب المعادلة الأمنية التركية."

وأضاف في مقال له على موقع "الجزيرة نت"، أن تركيا "تسعى في هذه المرحلة المفصلية من تاريخها إلى علاقات حسن جوار مع كل جيرانها، وتدعوهم إلى خارطة طريق نحو مستقبل تشاركي يحقق الرفاه والعدل للجميع."

واستشهد "غوكصو" على الجهود التركية هذه بخفض أنقرة للتوتر في الشرق الأوسط، واصفاً هذه الخطوة "بالتهدئة العاجلة لحرائق سياسية ودبلوماسية حذرت تركيا مرارا وتكرارا من خطورة تداعياتها على الجميع."

وأفاد بأن تركيا تسعى "إلى تغليب لغة الحوار في مسألة شرق المتوسط، وهو ما بدا جليا في بيان وزارة الخارجية التركية مؤخرا تعليقا على قمة جمعت قادة اليونان وقبرص الرومية ومصر، ورأت فيه تركيا محاولة فاشلة لتقويض مصالحها ومصالح القبارصة الأتراك، وقابلت البحرية التركية بحسم محاولات التوغل اليونانية والقبرصية في المياه الاقتصادية، وأرسلت رسالة واضحة بأنه لا يمكن تطوير أي مشروع مستقبلي لاستغلال ثروات شرق البحر المتوسط يستند إلى التغول على حق تركيا وقبرص التركية."

وأشار السفير التركي إلى أن بلاده "تتمتع بحدود هي الأطول بريا مع جيرانها العرب في كل من العراق وسوريا"، مبيناً أنه "إذا كانت هذه هي حقائق الجغرافيا، فوقائع التاريخ تنبئنا أيضا بأن ما يربطنا بالشعوب العربية ثقافيا ودينيا لا يمكن فصله أو القفز عليه، وحين نكون متصالحين مع هذه العوامل المشتركة، يمكننا العمل سويا لمعالجة جميع الشواغل من دون حاجة إلى تدخل خارجي من أحد."

وشدد على أن تركيا "تسعى دائما إلى عقد شراكات إقليمية تقوم على الاعتراف المتبادل بالحقوق؛ إن تحقيق العدالة للجميع يصل بنا إلى معادلة أمن ورخاء دائمين، ولذلك كانت تركيا دائما إلى جوار جيرانها وحلفائها، وهذا هو جوهر تعاونها مع أذربيجان في استعادة أراضيها كحق كفلته قرارات مجلس الأمن ومبادئ القانون الدولي، وهو المنطق ذاته الذي يحكم تعاونها مع ليبيا، وحكومتها الشرعية السابقة والحكومة المؤقتة الحالية، ورغم محاولات التشويه الدائمة من بعض الدخلاء على المنطقة أثبتت تركيا أنها حريصة على التوافق بين مكونات الشعب الليبي وانفتاحها على الجميع، ودعمها المطلق لإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية في موعدها المقرر في ديسمبر/كانون الأول المقبل من دون عراقيل تفاقم معاناة الشعب الليبي الكريم، كما أوضح وزير خارجية الجمهورية التركية مولود جاويش أوغلو."

وأوضح "غوكصو" أن "المؤسسة الدبلوماسية التركية العريقة تعكف على ترميم ما تضرر من علاقات رسمية بين الدول في المنطقة استجابة لرغبة مشتركة، وهي إذ ترحب بهذه الجهود تتبع سياسة دبلوماسية ديناميكية تسعى إلى تصفير عداد المشكلات، ومنطقها في ذلك يعود إلى رغبة حقيقية في مد أيدي التعاون الاقتصادي والثقافي بين شعوبنا كقاطرة لتحسين العلاقات السياسية، بما لا يخل بحق الشعوب في الاختيار الحر والمباشر لحكامها، والمشاركة في صياغة مستقبلها."

وأفاد أنه "ولذلك تنشط زيارات دبلوماسية مهمة إلى أنقرة، ومنها مع وفود رسمية رفيعة من مصر والإمارات والسعودية وغيرها من الدول العربية؛ في مسعى مشترك يعكس حقيقة صعوبة الانفصال عن واقعنا ومحيطنا الجغرافي والحيوي، وتستعيد المجالس الاقتصادية التركية وروابط رجال الأعمال اجتماعاتها لبحث الفرص الاقتصادية المناسبة مع نظرائهم في مختلف الدول العربية."

وتابع: "بحكم عملي سفيرا لبلادي لدى دولة قطر، يمكنني دائما تأكيد أن الأمن الجماعي للخليج العربي هو في قلب المعادلة الأمنية التركية، لذلك رحبت جمهورية تركيا باتفاق العلا بين الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي، وشجعت الحوار الثنائي من دون شروط مسبقة كآلية لفض النزاعات والاختلافات في الرؤى، مع حق كل دولة في انتهاج منهج مستقل في الممارسة السياسية."

وفي سياق آخر، أكد السفير التركي أن أنقرة "تولي أولوية خاصة لأمن إمدادات الطاقة وحرية الملاحة في المياه الدولية، وتدين كافة أشكال انتهاكات الأجواء وقصف المنشآت المدنية والاقتصادية في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وتدعو كافة أطراف الصراع في اليمن إلى سرعة إنهاء معاناة الشعب اليمني الكريم."

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!